وطنا اليوم:شنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة سلسلة ضربات استهدفت مواقع حساسة داخل الأراضي الإيرانية، بما في ذلك منشآت نووية وقيادات بارزة في الحرس الثوري والبرنامج النووي الإيراني.
ووفقا لمصادر إسرائيلية مطلعة، سبق هذه العملية تنفيذ خطة تضليل محكمة استمرت عدة أيام، اعتمدت على عناصر إعلامية وسياسية مدروسة بعناية لضمان نجاح العملية والمحافظة على عنصر المفاجأة.
وشملت خطة التضليل نشر معلومات مضللة عن خلافات مزعومة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصريحات متعمدة تهدف لإيهام الطرف الإيراني بعدم وجود نية للهجوم في المدى القريب.
وقد شارك في التخطيط للعملية عدد محدود جدا من المسؤولين الإسرائيليين الذين تمكنوا من الحفاظ على السرية المطلقة. كما قام المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء بنشر رسائل وإحاطات إعلامية متعمدة في الأيام السابقة، بهدف تشكيل الرأي العام الداخلي والإيراني.
ومن بين عناصر خطة التضليل التي كشفت عنها المصادر، التكتم المتعمد على نفي تصريحات مزيفة نسبت لرئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بالإضافة إلى تسريب أخبار كاذبة عن سفر نتنياهو في عطلة نهاية الأسبوع إلى شمال إسرائيل، وسفر رئيس الموساد إلى واشنطن، حيث تبين لاحقا أن جميع هذه الأنشطة كانت جزءا من خطة التمويه الإستراتيجية.
وحسب التلفزيون الإيراني الرسمي، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، إلى جانب العالمين النوويين فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي. كما أظهرت مشاهد بثّتها القناة اندلاع حريق في مقر قيادة الحرس الثوري في طهران. كما أعلن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منشأة نطنز، وهي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في وسط البلاد. وعرض مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من الموقع، مؤكدا أنه لا توجد مؤشرات على “تلوث نووي” بعد الهجوم.
وقبل أن تظهر الطائرات في سماء إيران، كانت إسرائيل قد تسرّبت إلى الأرض، وزرعت أدواتها بصمت، في عملية مثيرة في تفاصيلها وحصادها
هذا ما كشفه مصدر أمني إسرائيلي حول تفاصيل العمليات التي نفذها جهاز “الموساد” داخل الأراضي الإيرانية خلال الهجوم الجوي.
ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، تضمنت التفاصيل التي جاءت على لسان المصدر الأمني، التالي:
جمع معلومات استخباراتية مهمة.
تنفيذ عمليات تعقّب لتحديد كبار قادة المنظومة الأمنية الإيرانية وعلماء النووي الذين تم تصفيتهم.
تنفيذ حملة عملياتية سرية لاستهداف منظومة الصواريخ الاستراتيجية الإيرانية.
تنفيذ خطوات كبيرة لتهريب أسلحة خاصة بكميات كبيرة، ونشرها داخل إيران، ثم إطلاقها بدقة وفعالية نحو الأهداف المحددة.
مراحل العملية
وكشف المصدر أن الحملة تمت عى ثلاث مراحل مختلفة.
الأولى.. نشر أنظمة قتالية
وتضمنت هذه المرحلة قيام خلايا من الكوماندوز التابعين للموساد بنشر أنظمة قتالية تحتوي على أسلحة دقيقة التوجيه، في مناطق مفتوحة قريبة من مواقع بطاريات صواريخ أرض-جو الإيرانية.
ومع بدء الهجوم الإسرائيلي، تم تفعيل هذه الأنظمة وإطلاق الصواريخ الدقيقة نحو الأهداف دفعة واحدة وبدقة عالية.
الثانية.. زرع أنظمة هجومية
في حملة عملياتية أخرى تهدف إلى شلّ قدرات الدفاع الجوي الإيرانية التي تهدد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، زرع الموساد عبر عمليات سرية أنظمة هجومية وتكنولوجيا متطورة داخل مركبات.
ومع بدء الهجوم المباغت، أُطلقت هذه الأسلحة ودمرت بالكامل أهدافها، وهي أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
الثالثة.. قاعدة للمُسيرات
أنشأ الموساد قاعدة لطائرات مسيّرة انتحارية تم تهريبها إلى قلب إيران قبل وقت طويل من الهجوم، بواسطة عملاء الموساد.
خلال الهجوم الإسرائيلي، تم تفعيل هذه الطائرات المسيّرة وإطلاقها نحو منصات صواريخ أرض-أرض الموجودة في قاعدة أسباجاباد قرب طهران، والتي تُشكّل تهديدًا للأهداف الاستراتيجية ولمواطني إسرائيل.