بقلم نضال البطاينة:
في سياق هذه الفرحة الغامره بتأهل النشامى إلى نهائيات كأس العالم 2026، يظهر للقاصي والداني شدة إنتماء أبناء الوطن إلى وطنهم وإلى كل ما هو أردني، إلى الهوية الوطنية التي تجمعنا جميعاً ولا تُفرّق، الأردني يعود منتصراً بهويته، منتصراً بأردنيته، منتصراً لأردنيته.
بعيداً عن شُذاذ الأفق الذين ما زالوا يمارسون الوصاية على الشعب الأردني والذين يسعون إلى فكرة تقزيم الأردن كجغرافيا ولدت من فراغ، ٢٣ رجل من رجالات الأردن وهم كُثر، أكدوا للقريب والبعيد وأسكتوا كل الموتورين وقالوا بالفم المليان بأن هذا الوطن يستحق الكثير الكثير.
الملك وخلال زيارة العمل في المملكة المتحدة، لم يثنيه ذلك عن أن “يتلفح” الشماغ ويجلس يشاهد شباب المنتخب وهم يرسمون الإنجاز ويسطّرون المجد.
ولي عهد وأمير قاعدين بين الجمهور “يعبط فيهم ويعبطوه” واللاعبين بعد المباراة يغنوا له كفو يابن عبدالله “وحُمرة الخجل والتواضع تعلو جبينه” ويضع كفه على صدره وينحني.
الشعب الأردني سئم من كمية الإحباط المتوالي، وشعورهم بالذنب بأنهم قد يكونوا قصّروا تجاه بلدهم وتسامحوا كثيراً مع من يقصدون الإساءة لرمزيتهم، وفي لحظة فارقة ما؛ إختار الأردنيين وقتهم ليبعثوا الفرح والسرور في بلدهم ويُظهروا فخرهم وإعتزازهم به، فالأردن يستحق كل ما هو جميل ويليق به الفرح، هذا الشعب الذي قرر الليلة أن يتخلى عن كشرته “وينكّت”: “بسأله التكسي وين رايح؟ بجاوبه رايح ع تكساس منها بنشجّع المنتخب ومنها بنظل هناك”.
شكراً للنشامى، لقد رسمتم العيد بإنجازكم وأفرحتمونا لإنه “الفرح يلبقلنا”.