د. هاني العدوان
لقد خطف منتخب النشامى القلوب وأسر الألباب بإنجاز تاريخي يلامس حدود المعجزة، فبعد ملحمة كروية أردنية خالصة، انتصر النشامى على منتخب سلطنة عمان، ليحققوا تأهلاً مستحقاً إلى المونديال
إنه تجسيد حي لعزيمة لا تلين وطموح يكسر المستحيل، قصة كفاح أبهرت كل من تابع أداء هذا المنتخب الذي لا يملك سوى إمكانات لاعبيه الهائلة وروحهم القتالية التي تضاهي كل الظروف
لقد قدم النشامى أداءً يفوق إمكاناتهم بكثير، فتحولوا إلى حديث الشارع الأردني والعربي، ونالوا حب شعبهم ومليكهم وولي عهده والأسرة الهاشمية بأكملها
إنهم يستحقون كل الدعم والتقدير، فقد رفعوا رؤوس الأردنيين عالياً، وخطوا اسم الوطن بحروف من نور في سجلات المجد الكروي العالمي
هذا الإنجاز الاستثنائي، الذي تحقق في ظل شح الإمكانات، يضع على عاتق الجميع مسؤولية كبرى تجاه هذا المنتخب
من اليوم فصاعداً، يجب أن يكون منتخب النشامى في صدارة اهتمامات الجميع
على الحكومة أن تتبنى دعمه بما يليق بإنجازاته العظيمة، وأن تخصص مؤسسات الوطن، من الفوسفات والبوتاس والكهرباء والمياه والبنوك والمصانع ورجال الأعمال، وكل المقتدرين من شعبنا الطيب، موازنات دائمة له
دعم المنتخب واجب وطني لا يحتمل التأجيل، فالهدف الأسمى هو أن يكون هذا المنتخب جاذباً لكل لاعب أردني يحلم بتحقيق ذاته، وأن يصبح صرحاً كروياً شامخاً يحقق انتصارات متتالية على أقوى الفرق الدولية
لا يكفي أن نتغنى بالنشامى ونحتفل بفوزهم دون تقديم الدعم الملموس، هذا تناقض يجب أن يعاد النظر فيه بجدية
إن المنتخب يتطلع إلى الدعم قبل الاحتفال، فالدعم هو الوقود الذي يحفزه لمزيد من العطاء والانتصارات
لقد آن الأوان لتشمر كل مؤسسات وطننا عن سواعدها، وتفتح خزائنها لدعم منتخب النشامى الذي حلق براية الوطن في سماءات وفضاءات العالم، مؤكداً أن العزيمة الأردنية لا تعرف المستحيل
