فادي السمردلي يكتب: الطيران الاقتصادي والتسويق الذكي يدفعان بالقطاع السياحي الأردني نحو الانتعاش

4 يونيو 2025
فادي السمردلي يكتب: الطيران الاقتصادي والتسويق الذكي يدفعان بالقطاع السياحي الأردني نحو الانتعاش

بقلم فادي زواد السمردلي

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

أعلن المدير العام لهيئة تنشيط السياحة الأردنية الدكتور عبدالرزاق عربيات في منتدى التواصل الحكومي عن ارتفاع ملحوظ في أعداد السياح الوافدين إلى المملكة خلال شهر أيار 2025، حيث سجلت زيادة بنسبة 27% مقارنة بنفس الشهر من عام 2024، ليصل إجمالي عدد السياح منذ بداية العام وحتى نهاية أيار إلى نحو 571 ألف سائح، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الهيئة وهذا النمو اللافت يعكس حالة من التعافي الواضح لقطاع السياحة في الأردن، الذي كان قد تأثر على مدار الأعوام الماضية بسبب ظروف عالمية ومحلية متغيرة، ويعود هذا التعافي إلى عدة عوامل متكاملة تتعلق بالنقل الجوي، والتسويق، والتحفيزات الحكومية، والتطورات التكنولوجية.

يُعزى هذا النمو بالدرجة الأولى إلى نشاط الطيران منخفض التكاليف، حيث ساهمت شركات الطيران العالمية والمحلية في تعزيز ربط الأردن بالأسواق الخارجية. فقد أُضيف منذ بداية نيسان 2025 ما مجموعه 14 خطًا جويًا جديدًا ضمن منظومة الطيران الاقتصادي، تُسير حاليًا 27 رحلة أسبوعية من عدة دول أوروبية شملت النمسا، بلجيكا، قبرص، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، ورومانيا. إلى جانب ذلك، واصلت شركة الملكية الأردنية نشاطها على جميع خطوطها، مما زاد من كفاءة الربط الجوي للمملكة وفتح آفاقًا جديدة للسياحة الوافدة.

وكانت شركة Wizz Air من أبرز المساهمين في هذا الحراك، حيث دشّنت ستة خطوط طيران جديدة إلى العاصمة عمّان، من أربع دول أوروبية، بالإضافة إلى خط مباشر من أبوظبي، مما سهل حركة السياح من تلك المناطق إلى الأردن وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الركاب الذين استخدموا هذه الرحلات منخفضة التكاليف من بداية العام حتى نهاية أيار بلغ 102 ألف راكب، عبر 578 رحلة، وكان 86% منهم من غير الأردنيين، أي من الزوار الأجانب الذين قصدوا الأردن للسياحة، في حين لم تتجاوز نسبة الأردنيين في هذه الرحلات 14%، وهو ما يعزز مكانة الأردن كوجهة سياحية إقليمية ودولية جاذبة.

أما من حيث الجنسيات، فقد سُجلت زيادات بارزة في أعداد السياح العرب والأوروبيين على حد سواء؛ إذ بلغ عدد الزوار العرب في أيار وحده 327 ألف زائر، بنسبة زيادة بلغت 35.6%، فيما استقبلت المملكة 78 ألف زائر أوروبي خلال الشهر ذاته، محققة بذلك نسبة نمو وصلت إلى 56%، ما يعكس اتساع الرقعة الجغرافية لأسواق الأردن السياحية، وقدرتها على التنافسية في المنطقة.

وفي الجانب التسويقي، حرصت هيئة تنشيط السياحة على تنويع أدواتها واستراتيجياتها، من خلال دعم الحملات الترويجية على المستوى المحلي والدولي، وتنظيم مهرجانات سياحية وثقافية تهدف إلى جذب الزوار، إلى جانب تعزيز التعاون مع هيئة الأفلام الأردنية لتسويق الأردن كموقع مثالي لتصوير الأفلام والمسلسلات العالمية، وهو توجه يعزز من صورة البلاد على الساحة الدولية ويفتح أبوابًا جديدة للسياحة الثقافية والسينمائية.

وفي خطوة لافتة، بدأت الهيئة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك السياح وتفضيلاتهم، ما مكنها من توجيه الحملات الترويجية بدقة نحو الأسواق المستهدفة، وتحقيق استجابة أعلى من الجمهور المستهدف، مع ترشيد التكاليف وتحسين العائد من الإنفاق الإعلاني وهذا التطور يعكس التحول الذكي في إدارة السياحة، وتوجه الأردن نحو الابتكار في القطاع الخدمي.

وهنا علينا أن نركز على التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، لان هذا النمو في عدد السياح سيترك بصمة واضحة على الاقتصاد المحلي حيث سينعكس بشكل مباشر على ازدهار القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل الفنادق، والمطاعم، والنقل، والتجارة، بالإضافة إلى دعم دخل الأسر في المناطق السياحية وتوفير فرص عمل جديدة، خاصة للشباب والنساء في المجتمعات المحلية كما سيؤدي الضغط الإيجابي الناتج عن زيادة عدد الزوار إلى تحفيز **تحسين البنية التحتية**، من خلال تطوير الطرق والمطارات، ورفع مستوى الخدمات العامة، ما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة للمواطنين والزوار على حد سواء.

وفي ضوء هذه المؤشرات القوية، تتوقع هيئة تنشيط السياحة **استمرار النمو خلال الأشهر القادمة**، لا سيما مع توسّع خطوط الطيران والتحديثات التقنية المستمرة، ما يجعل من عام 2025 عامًا مفصليًا في مسيرة تعافي وازدهار السياحة الأردنية.