د. عادل يعقوب الشمايله
اعتاد نتنياهو على النظر الى حماس والتعامل معها على أنها القشة التي تُنقذه من الغرق وتجيء به الى الحكم وتبقيه في الحكم، وتنقذه من انياب المحكمة.
دور حماس ووظيفتها كقشةٍ وكرافعةٍ لنتنياهو ولليمين الاسرائيلي مارسته حماس بإخلاص منذ نشأتها.
ولذلك، كانت اسرائيل هي التي تمرر الاموال لحماس من المصادر المتعددة وبعضها مشبوه ومرتبط بأجندات خبيثة تآمرية. وللتغطية على ممارسة حماس لهذه الوظيفة ظلت حكومات نتنياهو المتعاقبة تغض الطرف على تهريب السلاح لحماس، واحيانا تسهل لها الحصول عليه حتى من مصادر اسرائيلية حتى تظهر حماس للعرب بأنها حركة مقاومة وليس شركة مقاولة.
المقاومةُ الوحيدةُ الموجودةُ في غزة والصامدةُ في غزة هي مقاومةُ الشعب الغزاوي الاعزل المبتلى بالثنائي الصهيوني النتنياهوي والحمساوي، واوهام اليمين الفلسطيني واليمين الصهيوني.
التمسك بالسلاح وبالمقاومة المسلحة التي تروج لها حماس ويتغنى ويتشدقُ بها مؤيدوها المطموس على اعينهم وقلوبهم وعقولهم مبنيةٌ على بندقية الغول ومتفجرات شواذ ومفرقعات الكاتيوشا مع أنها لم تعرقل تقدم الجيش الاسرائيلي ساعةً من الزمن ولم تحرم اجواء غزة على طيران اسرائيل ولم تخدش طائرة.
الجيش الاسرائيلي يسرح ويمرح من اقصى الشمال وحتى رفح في اقصى الجنوب وكأنه يرقص على انغام “وين عارامالله” التي كان تغنيها المطربة سلوى.
السلاح الفلسطيني لم يختلف في عنترياته وقصوره وقلة حيلته عن صواريخ عبدالناصر الظاهر والقاهر والعاثر، ومدفع صدام عابر القارات والكيماوي المزدوج وصواريخ سكود واوهام رابع جيش في العالم التي ابتدعها رئيس امريكا بوش.
انهزم الجيش المصري الى ما بعد قناة السويس بعد أن دُمرت طائرات العرط والاستعراض في ساعات. وتبخر جيش صدام ولم يطلق على الامريكان طلقة واحدة، ولم يتساقط الجنود الامريكان على اسوار بغداد كما وعد صدام، بل أُسقطت تماثيل صدام، وسقط صدام من على مقصلة الاعدام.
في غزة دُمرت الانفاق التي كان يجب ان يلجأ اليها المدنيون لا المحاربون، لأن المكان الطبيعي للمحاربين هو في الخنادق على خطوط المواجهة والتصدي والاحتدام والارتطام لإعاقة ومنع تقدم المهاجمين.
اسرائيل تكذب عندما تقول ان حماس استعادت قوتها. اسرائيل تختلق الذرائع للاستمرار في تدمير غزة حتى آخر طوبة وحجر.
اصلا حماس لم يكن لديها قوة، لأن ليس من سياسة اسرائيل أن تسمح لاعدائها بامتلاك القوة. سياسة طبقتها اسرائيل على العرب وعلى المسلمين. وايران مثال على ذلك.
حماس من ناحيتها ابتهجت بالمزاعم الاسرائيلية، وهاهي تستمر في تصوير افلام المقاومة والتفجير فيما تبقى من انفاق تحت المستشفيات ووسط خيام المدنيين المقهورين. ويمضي نتنياهو في سياسة التجويع والتهجير. حماس تتفرج وتفش غلها هي والمخدوعين بها بالدعاء على اسرائيل ويلحون في الدعاء