ممارسات لا أخلاقية في القطاع الطبي

ساعتين ago
ممارسات لا أخلاقية في القطاع الطبي

وطنا اليوم / د. عطا أبو الحاج
فمن الخيانة أن يبيع الطبيب مريضه لشركات الأدوية التى تمنحه مالًا .. أو هدايا .. أو حضور مؤتمرات علمية .. رحلات ترفيهيه .. إلخ مقابل أن يكتب الدواء الذي تنتجه هذه الشركة أو تلك مع وجود مثيل له في السوق بنفس الفاعلية وأقل سعرًا.

ومن الخيانة أيضا أن يبيع الطبيب مريضه لمعامل ومختبرات التحاليل والأشعة الأغلى تكلفة بحجة أنه لا يثق إلا بها، وحقيقة الأمر أنه متعاقد معهم على نسبة مقابل إرسال المرضى لهم ويزداد الأمر بشاعة حين يكتب له أشعة وتحاليل لا يحتاج اليها في الحقيقة لمجرد أن يحصل على نسبته منها ..

ومن الخيانة أيضا أن يجري الطبيب أو الطبيبة عملية قيصرية لا تحتاجها الحامل من أجل المال وقد يكون بالإمكان توليدها طبيعيًا ..

ومن الخيانة أن يوقف الطبيب إجراء عمليات جراحية بالمستشفى العام لينفرد بإجرائها في المستشفيات الخاصة ويضع تسعيرات خيالية تقصم ظهر أهل المريض وربما يستدينون ويبيعون أغلا ما يملكون بأبخس الأثمان وربما اضطروا إلى ذل وجوههم لتوفير هذه الأموال أو التسول ..

ومن الخيانة أن يطلب الطبيب وضع المولود في حضانة وهو يعلم أن لا حاجة لذلك كله فقط من أجل المال ..

ومن الخيانة أن يذهب سائق الإسعاف الذي يناط به إغاثة الملهوف بالمريض إلى المستشفى التي تعطيه نسبة مقابل كل مريض حتى لو كانت هناك مستشفيات أرخص أو أفضل ..

ومن الجشع والخيانة أن يتم استنزاف أموال المريض في مستشفى لا توجد لديه الامكانيات والتخصصات لمثل هذه الحالة وفي الأخير يقال له نحن آسفين الحالة خطيرة ولازم تنقلوها إلى مستشفى متخصص رغم علمهم ذلك من البداية.

ومن الخيانة والجشع أن يتم تأجير سيارة الإسعاف بمبالغ باهظة وخيالية لنقل الحالات التي تستدعي التحويل الى مكان آخر

هل ندرس الطب لنرتقي به ونخدم المرضى أم لنمطتي به ظهور البشر ..!!؟!! و Enough is Enough

فالطب يا سيدات سادة رسالة سامية ومهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق شرف غير مكتوب يحمله الأطباء في قلوبهم وليس في جيوبهم.

تحية للأطباء الشرفاء أصحاب الضمائر الحية أينما كانوا وحيثما وجدوا .. ولا نستطيع إيفاءهم حقهم من الشكر والثناء ولكن أجرهم عند ربهم أكبر وأعظم من كل أموال الكون.

الضمير هو السلطه الرقابية العظمى فراجع ضميرك لأنه مفتاح قبول الأعمال الصالحة عند رب العالمين

أخاطب الضمير الإنساني لكل طبيب في وطننا الحبيب بعد أن تفشت هذه السلبيات التي تسببت في إفقار وموت الكثير من المواطنين البسطاء
دون وازع من ضمير أوخوف من الله أو رحمة .