بقلم: د. ذوقان عبيدات
لا أكتب في السياسة، بل بعيدًا عنها، ولي في ذلك أسباب عديدة ليس أهمها أن كل كتّابنا يكتبون! ولا سطوة قانون الجرائم الإلكترونية، فالقانون يرصد الكتابة في أي موضوع حتى لو نقدت لاعبًا رياضيّا، أو أغنية عن الجوازات والجمارك! وليس خوفًا من كثرة الممنوعات العادية التي ارتقى بها الإعلام الرسمي، والإعلام المجتمعي إلى مرتبة القداسة المطلقة!. كل هذه عوامل مُهمة، تمنع الكتابة في السياسة، لكن ما هو أكثر من هذا هو عدم الوضوح، بل التعمية الفاعلة وربما المقصودة، وندرة المعلومات، والتيار الذي يدعوك لكتابة ما يكتبون، وما أنا بكاتب ما يكتبون!!
(01)
ردّ الفعل الغريزي:الدونكيشوتية!
تنتفض الهُوية الأردنية، سواء أكانت جامعة، أم”مدرسيّة”، كلما جاء فاسق بنبأ، وتبدأ معركة وصفها مالك العثامنة بأنها: دون كيشوتية، تقاتل فيها الهُوية الأردنية مجموعات ضخمة من الأعداء الوهميّين.
كنت توهمت أن محاضرة الروابدة الأخيرة في منتدى الحموري قد نجحت في تطمين كل أردني على هويته، وعلى ثبات دولته، وعدم تبنّيها ما تخجل منه! لكن على ما يبدو أن مشكلتنا أكبر! فالمعركة الأخيرة، أو الغزوة الأخيرة ضدّ ما ادّعته منظمة أجنبية أعادتنا إلى مرحلة ما قبل محاضرة الروابدة!!
(02)
الهُوية في مناهجنا الدراسية!
ليس سرّا أنّ مناهجنا قد قدمت مفهومًا ناقصًا للهُوية حين ربطته بدين الأغلبية! قد تكون الكتب عدّلت بعد تعرضها للنقد، ولكن ضعف قدرة التعليم على تعريف الهُوية الوطنية لن يساعد على ترسيخ مفهوم هوية وطنية أردنية “جامعة”. وهكذا فشل الشارع في تعريف الهُوية، وفشل السياسي كذلك، وهذا ربما يكون مفهومًا، لكن كيف يمكن تفسير فشل المناهج المدرسية في تعريف الهُوية؟؟؟ ولذلك سيبقى الجدل مثارًا حول الهُوية الوطنية. فهل الهُوية حجاب سرّي لا يجوز الاقتراب منه، أو كشفه؟
(03)
مَن “يكربج” الإعلام؟
لدينا وزير إعلام ناجح، و”فهيم”، ولدينا إعلاميون ناجحون، ولدينا وسائط وأدوات إعلامية عديدة. فلماذا لا نقدم إعلامًا ناجحًا؟ هل هو وجود من يتحكم بالإعلام، ولا يثق به؟ لماذا يعتمد إعلامنا الرسمي وربما شبه الرسمي على أشخاص لا يرغب المشاهد حتى في سماعهم، فما بالك في مشاهدتهم على الشاشات؟!! وهل صحيح أن الإعلام الرسمي يُظهِر من يشاء، ويُخفِي من يشاء بوعي كامل لكن من غير حساب؟؟ فمَن “يفرمل” الإعلام؟؟
(04)
جماعة الإخوان!
ما زال الإعلام يتحدث عن الإخوان على أنهم “جماعة”. لقد حلّت الدولة الإخوان كونهم جماعة، ولذلك لدينا أفراد كانوا إخوانًا، أو من كانوا إخوانًا قبل حلّهم، وليس لدينا جماعة أو تنظيم!. في ندوة جمعية العلوم السياسية، تحدث المختصون الثلاثة، وتحدث رئيس الجمعية عن “جماعة الإخوان” وليس عن أفراد الجماعة! فأي فهم هذا؟!!
قد لا أؤيد ما حصل مع جماعة الإخوان، هذا أمر آخر، لكني لا أفهم أن الإعلام الرسمي والمختصين ما زالوا يقولون: جماعة الإخوان! فهل هناك نيّة للإبقاء عليهم على أنهم جماعة؟!!
فهمت عليّ؟!!