عيد العمال … بين التكريم والواقع المعيشي المرير

30 أبريل 2025
عيد العمال … بين التكريم والواقع المعيشي المرير

وطنا اليوم _بقلم: عوني الرجوب

باحث وكاتب سياسي

تحية وفاء للعمال

في الواحد من أيار يقف الوطن إجلالًا لفئاته المخلصة التي تشق طريق الحياة بجهدها وعرقها، لكن ما جدوى التكريم بعبارات ترفع العناوين، إذا ظلت الأجور المتواضعة والعوائد المعيشية تخنق كسرى الأمل في نفوسهم وأبنائهم؟

واقع الحد الأدنى للأجور وتكاليف المعيشة

 • الحد الأدنى الحالي للأجور: رفعته اللجنة الثلاثية إلى 290 دينارًا شهريًا اعتبارًا من 1 يناير 2025، بعد أن كان 260 دينارًا.

 • تكاليف المعيشة الحقيقية: تتجاوز احتياجات الفرد دون إيجار السكن 350 دينارًا شهريًا، بينما ترتفع رسوم إيجار شقة صغيرة إلى ما بين 200 و300 دينار.

 • خط الفقر الرسمي: يُقدَّر بحوالي 168 دينارًا للفرد شهريًا، ويعيش أكثر من ثلث الأردنيين تحت هذا المستوى.

البطالة وتداعياتها الاجتماعية

بلغ معدل البطالة في الأردن 21.4% عام 2024، مما يضيّق آفاق الشباب ويزيد الاحتقان الاجتماعي.

 • الإحباط النفسي والقلق الدائم على المستقبل.

 • التفكير بالهجرة كملاذ أخير، أو الانخراط في سلوكيات سلبية.

 • ارتفاع مخاطر الفقر المطلق وانعكاساته على الصحة والتعليم.

وأسوأ من ذلك، تتكوّم طوابير العاطلين أمام أبواب المؤسسات الحكومية والخاصة، تمدُّ الأيدي بلا أمل ولا فرصة، فتتبدل أحلامهم بين الانتحار وانحراف السلوك أو الهجرة دون رجعة… فماذا يفعلون؟

نقص التأمين والتقاعد والحقوق الاجتماعية

 • غياب التأمين الصحي والتقاعدي: نسبة كبيرة من العاملين في القطاع الخاص لا يتمتعون بضمان اجتماعي، فلا تأمين صحي ولا راتب تقاعدي يؤمن لهم ولأسرهم أدنى حماية.

 • حرمان أبناء العمال من المنح والفرص: لا يستفيدون من برامج المنح الجامعية أو المقاعد الوظيفية التي تُقسَّم أحيانًا لذوي الضمان الاجتماعي أو موظفي القطاع العام.

 • غياب دعم إضافي: مع حد أدنى 290 دينارًا، تقترح جهات مختصة صرف مخصصات دعم حكومية إضافية بنفس القيمة لكل عامل، ليرتفع الأجر الكلي إلى 580 دينارًا شهريًا، كي يستوفي متطلبات الأسرة الأساسية.

صوت العامل وأبنائه: حكاية جوعٍ وحلمٍ بسيط

يحلم ابن العامل بالدخول إلى مطعمٍ بسيط، الجلوس إلى طاولة، وتناول صحن حمص أو قطعة لحم… ولكن كيف يفيض بطن جائع بقليلٍ من القروش؟ يقف الطفل محرومًا من أبسط لحظات الفرح، ويعود الأب للمواجهة مع فاتورة الكهرباء والمياه، والإيجار، ورسوم المدرسة، ودواء مريض في البيت… أو علبة حليب لطفله لا يجد ثمنها. ومع اقتراب نهاية الشهر، يتلاشى صمود الأسرة أمام شبحٍ لا يرحم.

مطالب وتوصيات: نحو حدّ أدنى كريم ومستقبل آمن

 . رفع الحدّ الأدنى للأجور إلى 500 دينار شهريًا لضمان حياة كريمة للأسر بدلاً من 290 دينارًا الضئيل.

 . ربط الأجور بتكاليف المعيشة والتضخم من خلال مراجعة دورية سنوية وآلية زيادة تلقائية.

 . توسيع التأمين الاجتماعي والصحي ليشمل كل العاملين في القطاع الخاص وغير النظامي، مع برامج دعم للأسر ذوي الدخل المحدود.

 . إقرار منح دراسية وأولوية توظيفية لأبناء العمال في القطاعين العام والخاص، لتعزيز فرصهم التعليمية والمهنية.

 . حملات وطنية لتشغيل الشباب ومحاربة البطالة عبر مشاريع تنموية وتمويل ميسّر للمشاريع الصغرى.

: ما بعد التكريم؟

هل ننتظر أن ينكسر العامل، الذي يحرث الأرضَ بحمارٍ او بغل أو آلةٍ بسيطة، أمام أصفاد الفقر والمرض والبطالة حتى تتحرك الضمائر؟ 

اشترى الحمار بدفعات موسميه يعجز عن سدادها 

لا تامين صحي ولا منح جامعيه ولا ادخار ولا مكافأة نهاية خدمه

ولا ضمان يستطيع الاشتراك فيه

إن عيد العمال يجب أن يكون موعدًا لتطبيق العدالة الاجتماعية، لا لنشر شعاراتٍ سرعان ما تخبو أمام جوع الأسر وأحلام أبنائها.

ماذا عن طوابير العاطلين عندالعمل الذي بات مصيرهم مابين الإنتحار او الانحراف او الهحرة دون رجعه ماذا صنعنا للحد منها ومتى يتم مكافحتها 

رحمة بشبابنا ورأفة بعمالنا الذين يواصلون الليل بالنهار قابضين على الجمر ليحصلوا على لقمة العيش بعرق جبينهم أصحاب الجباه السمر