أهمية الري التكميلي في تطور ونمو ثمار شجرة الزيتون

3 ساعات ago
أهمية الري التكميلي في تطور ونمو ثمار شجرة الزيتون

وطنا اليوم:إن عملية الري التكميلي لها تأثير مباشرعلى مراحل نمو ثمار الزيتون و يُعد هذا التأثير من اكثر العوامل الحاسمة التي تؤثر بشكل مباشر على كمية وجودة الإنتاج. شجرة الزيتون معروفة بقدرتها على تحمل الجفاف، ولكن الري المنظم والمدروس يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا خلال مراحل النمو المختلفة للثمار.
الري التكميلي يُعد من التقنيات الزراعية المهمة لتحسين إنتاجية وجودة ثمار الزيتون، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة
فيمايلي توضيح لتأثير الري التكميلي في كل مرحلة من مراحل نمو ثمار الزيتون:

اولاً: مرحلة التزهير
خلال هذه المرحلة، الري المعتدل يُعزز من عملية التلقيح حيث تحافظ الرطوبة المناسبة على حيوية حبوب اللقاح واللزوجة في المياسم وبالتالي يؤث بشكل مباشر على عقد الأزهار وتحسين نسب التلقيح والاخصاب للازهار وبالتالي ضمان نسبة عقد مناسبة و عدم توفر الرطوبة المناسبة خلال هذه الفترة من خلال عملية الري التكميلي قد يؤدي إلى تساقط الأزهار بسبب جفاف مياسم الازهار وانخفاض حيوية حبوب اللقاح وتقليل نسبة العقد، ما ينعكس سلبًا على كمية الإنتاج.

ثانياً: مرحلة العقد وتكوين الثمار الصغيرة
إن توفيركميات مناسبة من المياه بعد عقد الثماريلعب دوري رئيسي في مراحل تطور الثمرة اللاحقة، حيث أنه خلال هذه الفترة تبداء الخلايا بالانقسام وهذا الذي سيوثر بشكل مباشر على تكون الزيت وزيادة كميته في الثمرة مع توفر جميع الظروف المناسبة لتطور الثمرة وبعد فترة انقسام الخلايا تبدا مرحلة استطالة هذه الخلايا وهذا الذي سيؤثر على حجم الثمار، وبالتالي أن عملية الري التكميلي خلال هذه المرحلة يساعد على استمرار تكوّن الثمار ومنع تساقطها ويقلل من ظاهرة “التساقط الفيزيولوجي” للثمار، مما سيزيد من عدد الثمار التي تصل إلىمراحل النضج.

ثالثاً: مرحلة النمو السريع للثمار
الري المنتظم في هذه المرحلة من خلال عمليات الري التكميلي يزيد من حجم الثمار ويُحسن من خصائصها الفيزيائية ويؤثر على التركيب الدهني (الزيت) وعلى وجه الخصوص تخليق الاحماض الدهنية والذي يعتبر حمض الاوليك من اهم الاحماض التي يمتاز بها زيت الزيتون، فلا بد من اجراء عمليات الري التكميلي تفادياً لظهور اعراض العطش على الثمار (الكرمشة) وبالتالي تفقد هده الثمار حيويتها في القيام بالعمليات الايضية والحيوية التي ستؤثر سلباً على الاستمرار في تخليق الزيت في الثمار، مع اهمية مراعاة ان الري بكميات كبيره خلال هذه الفترة قد يؤدي إلى زيادة في حجم الثمرة لكن مع انخفاض محتوى الزيت فيها.

رابعاً: مرحلة النضج وتراكم الزيت
خلال هذه المرحلة من مراحل نمو وتطور ثمار الزيتون يفضل تقليل عمليات الري التكميلي لرفع نسبة الزيت في الثمار، وللحفاظ على نسبة وكمية مضادات الاكسدة (البولي فينول) والذي يعتبر من المعايير العالمية التي تشير لجودة زيت الزيتون، كما ان زيادة المحتوى المائي في الثمرة خلال هذه الفترة سيجعل من الجيوب المائية مرقد مناسب لقطرات الزيت وبالتالي يصعب استخلاصها في معاصر الزيتون ويكون الفاقد من زيت الزيتون مع المخلفات الصلبة والسائلة الناتجة من عملية الاستخلاص مرتفع.

بصورة عامة، ان قيام المزارعين في عمليات الري التكميلي سيؤثر ايجاباً على كمية ونوعية الثمار الناتجة و بالتالي على كمية ونوعية الزيت المستخلص من هذه الثمار، مع ضمان وجود توازن في النمو الخضري والثمري على الاشجار مع تقليل ظاهرة المعاومة التي تمتاز بها اشجار الزيتون، وهذا يقودنا لضمان الاستمرارية في الحفاظ على نسبة الانتاج على المستوى الوطني وتحقيق الامن الغذائي لهذا المنتج الوطني، حيث ان المملكة الاردنية الهاشمية حققت الاكتفاء الذاتي من مادة زيت الزيتون وتعتبر من اهم الدول المنتجة والمصدرة لمادة زيت الزيتون.