“خدموا الأردن بدون شوشرة… نذير عبيدات أنموذجاً”

دقيقتان ago
نذير عبيدات

د. قاسم العمرو
في زمن تعج فيه الساحة بالشعارات والضجيج، تبرز شخصيات وطنية اختارت أن تخدم الأردن بصمت، وبلغة الإنجاز لا بلاغة الخطاب. هؤلاء الذين لا يبحثون عن الأضواء، بل تدل عليهم أفعالهم، وتُقدمهم النتائج، وتسبقهم سمعتهم الطيبة. ومن بين هذه النماذج المشرفة، يبرز الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، رئيس الجامعة الأردنية، كأحد الأمثلة النادرة على القيادة الهادئة المنتجة التي تصنع الفرق دون “شوشرة” .

في عهده، قفزت الجامعة الأردنية إلى مرتبة متقدمة في التصنيفات العالمية، لتصبح من بين أفضل الجامعات في المنطقة، بعد سنوات من التحديات والصعوبات . هذا الإنجاز لم يكن نتيجة حملات إعلامية أو شعارات براقة، بل ثمرة تخطيط علمي، ورؤية إدارية متزنة، واحترام حقيقي للعلم ولأهل المعرفة. فالجامعة ليست فقط مؤسسة أكاديمية، بل صورة للوطن، ومختبر لمستقبله، ومكان لتكوين الإنسان الأردني القادر على العطاء والبناء.

لكن ما يميز د. عبيدات حقاً ليس فقط نجاحه الإداري، بل إنسانيته التي يشهد بها القريب والبعيد. رجل يحترم الجميع، يفتح بابه للطلبة والموظفين والأساتذة، ويستمع بصدق لكل من يلجأ إليه. ليس متعالياً، ولا محاطاً بجدران البروتوكول، بل قريب من الناس، شفاف في قراراته، وأصيل في أخلاقه.

في زمن كثُر فيه الادعاء وقلّ فيه العطاء، نحن بحاجة لأن نسلط الضوء على من يخدمون الأردن بإخلاص، ويتركون بصمتهم دون أن يرفعوا أصواتهم. هؤلاء هم ثروة الوطن الحقيقية، وهم الذين يجب أن نحتفي بهم ونكرمهم، لأنهم باختصار… خدموا الأردن بدون شوشرة.

لقد بنى الدكتور نذير عبيدات على ما أسسه من سبقوه، فأكرم الجهود السابقة، وأضاف إليها بحكمة ودراية، فكان مكملاً لمسيرة من العطاء، لا ناكراً لها ولا متجاوزاً إياها. زاد في البنيان دون أن يهدم، وعمل بصمت ليعلو البناء لا الاسم.