د. بسام روبين يكتب… توزيع الدعوات الرسمية وزيارة بيوت العزاء ، ظواهر مستفزة للأردنيين، كيف نوقف أضرارها ؟

18 مارس 2025
د. بسام روبين يكتب… توزيع الدعوات الرسمية وزيارة بيوت العزاء ، ظواهر مستفزة للأردنيين، كيف نوقف أضرارها ؟

كتب د. بسام روبين :

هنالك ظواهر إجتماعية مستفزة للأردنيين وتتجلى في شهر رمضان المبارك ويصر بعض المسؤولين على ممارستها، رغم إستياء غالبية المواطنين منها. ومن أبرزها توزيع الدعوات الرسمية بشكل إنتقائي غير عادل، وزيارة بيوت العزاء بأسلوب إستعراضي يناقض جوهر الواجب الإجتماعي والإنساني.
فلطالما إشتكى الأردنيون من المعايير الغامضة التي تحكم توزيع الدعوات في المناسبات الرسمية، حيث يتم إختيار شخصيات معينة وفق أهواء أصحاب القرار، في حين يتم تجاهل شخصيات وطنية وعسكرية وازنه قدمت الكثير للوطن مع العلم أن جهاز المخابرات ما زال يعدل ويهتم بمنتسبيه ومتقاعديه في كافة المناسبات ونتمنى على البقية أن يحذو حذوه ،
فهذه الممارسات المستمرة تحمل رسائل خاطئة، توحي بأن القيمة ليست في العطاء، ولا في البناء بل في الولاءات الشخصية والمصالح الضيقة. فهل يعقل أن يكون التكريم والإهتمام مقتصرًا على من لديهم علاقات مع أصحاب القرار؟ ألا يستحق كل من خدم وطنه أن يُعامل بعدالة؟
وهنالك ايضا بيوت العزاء التي باتت منصات للإستعراض السياسي بعد ان نجح بعض المسؤولين، وبدعم من الإعلام الرخيص، بتحويل بيوت العزاء إلى بورصة للإستعراض السياسي والإجتماعي، حيث يتم إنتقاء بعض العائلات لزيارتها بموكب رسمي ضخم، بينما يتم تجاهل أسر أخرى فقدت أحباءها، وكأن حزنها لا يستحق التعزية الرسمية.
ويشكل هذا التمييز الصارخ قلقا يفاقم مشاعر الغضب لدى الأردنيين، الذين يرون أن الواجب الإجتماعي يجب أن يكون متساويًا للجميع، وليس مشروطًا بالمكانة الإجتماعية المزيفة أحيانا أو بالمنصب السياسي.
فالأردنيون شعب متكاتف بطبيعته، يرفض الظلم والإزدواجية في التعامل مع القضايا الإجتماعية. وإذا إستمر بعض المسؤولين في دعم هذه الظواهر السلبية، فإن الشرخ بين المواطن والمسؤول سيتعمق، وسيتنامى الشعور بالتهميش وعدم العدالة.
لذلك، لا بد من مراجعة شاملة لهذه السلوكيات، وإعادة النظر في كيفية إدارة الدعوات الرسمية والتعزية، بعيدًا عن العقلية المهترئة التي تعيق التطور والتحديث السياسي والإقتصادي المنشود، ويجب أن يكون المعيار هو الواجب الوطني والإنساني، وليس المصالح الضيقة والعلاقات الشخصية.
فالوطن بحاجة إلى سياسات أكثر عدالة، ومسؤولين مؤهلين يؤمنون بالإنصاف والبناء، ويرفضون الواسطة والمحسوبية، وينظرون إلى جميع أبناء الوطن دون تمييز وإن لم يتحقق ذلك، فسنظل كمن ينادي بالإصلاح في وادٍ، بينما يواصل بعض المسؤولين ممن يحملون فكر كلوب باشا السير في الإتجاه المعاكس.
وقد حان الوقت لقرارات حازمه تعالج هذه الظواهر وتقلل أضرارها على المجتمع بدءا بتطهير المناصب ممن يغلقون أبوابهم وهواتفهم ومرورا بإستبعاد عاجل لكل مسؤول يدعم ويعزز هذه الظواهر المقلقه والتي يشكل تعاظمها خطرا على منظومة الأمن القومي وإستبدالهم بشخصيات وطنية مؤهله تؤمن بالتطوير والتحديث والعدالة فعلا لا قولا

حفظ الله الأردن.

العميد المتقاعد الدكتور بسام روبين