السيوف يكتب: أردن السيادة: حب الوطن الذي لا يُساء فهمه ولا يُطعن فيه

منذ دقيقتان
السيوف يكتب: أردن السيادة: حب الوطن الذي لا يُساء فهمه ولا يُطعن فيه

وطنا اليوم:في عالم يتزايد فيه الضغط السياسي والاقتصادي، حيث تندثر فيه بعض المبادئ الأساسية لصالح المصالح المتغيرة، يظل الأردن ثابتًا في موقفه. في ظل هذا الصمود المستمر، يُواجه الأردن تحديات غير مسبوقة، لكنه، كما كان دائمًا، يرفض أن يُساوم على مواقفه أو يخضع للإملاءات التي تتعارض مع سيادته. في هذا السياق، يُطرح سؤال هام: هل يمكن أن يُعتبر حب الوطن شكلًا من العنصرية؟

الجواب بسيط للغاية: حب الوطن ليس عنصرية، بل هو حق طبيعي لكل إنسان. الحب العميق للأردن، الذي يعيشه كل أردني في قلبه، ليس مسألة استعلاء أو إقصاء، بل هو شعور يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية الوطنية وبالكرامة التي منحها هذا الوطن لشعبه. فالولاء للأردن، الذي يُعدُّ جزءًا لا يتجزأ من هذا الكيان الذي قام عبر تاريخ طويل مليء بالتحديات والصراعات، هو تعبير عن التمسك بالثوابت الوطنية وليس رفضًا لأي جنسية أو ثقافة أخرى.

لكن مع الأسف، تحاول بعض الأطراف وضع معايير ضيقة لرؤية حب الوطن. حيث يُسحب اتهام العنصرية على أي تعبير عن الفخر بالوطن أو تمسك بالثوابت الوطنية. وهذا التفسير المضلل يُعدُّ تقليلاً من قيمة الوطنية والاعتزاز بالوطن. من يظن أن الحب الصادق للوطن يمكن أن يتحول إلى مشكلة، فإنما يخطئ في فهم جوهر الانتماء ذاته.

الأردن، الذي تميز بإرثه التاريخي وواقعه السياسي الاستراتيجي، ظل ثابتًا في مواقفه الوطنية. لم يكن يومًا تابعًا لأحد، بل كان ولا يزال دولةً تصنع قراراتها بما يتناسب مع مصلحتها العليا. حينما انطلقت الاضطرابات في العديد من أنحاء المنطقة، صمد الأردن بكل عزيمة، محافظًا على سيادته، ومستمدًا قوته من مواقفه السياسية الثابتة التي لا تقبل المساومة.

ولا ينبغي لأحد أن يُحاول تشويه هذه السيادة بإطلاق تهمٍ فارغة، لا أساس لها من الصحة. فالأردن ظل قادرًا على رسم سياسته بعناية، متبعًا منهجًا دبلوماسيًا يراعي المصلحة الوطنية أولًا وأخيرًا. ما من أحد يستطيع أن يشكك في حق الأردنيين في حب وطنهم والاعتزاز به، مهما كانت الظروف.

في النهاية، الأردن ليس مجرد بقعة جغرافية، بل هو رمزٌ سيادي قوي يرفض كل محاولات التقليل من شأنه أو المساومة على استقلاله. ولن يكون هناك أحد يقدر على المساس بالهوية الأردنية أو جعلها موضع شك. حب الوطن في الأردن ليس عنصرية، بل هو جزء من هوية شعبٍ ظل يرفع علمه عاليًا، ويصون كرامته، ويرفض أن يُستَبدل.

بقلم : ابراهيم السيوف