مع حلول شهر رمضان المبارك، يجد أكثر من 16,000 نازح من مخيمي طولكرم ونور شمس أنفسهم بعيدين عن منازلهم وأحبائهم، يعيشون في ظروف قاسية فرضتها عليهم الأحداث الدامية والاشتباكات المستمرة مع الجيش. ورغم فرحة استقبال الشهر الفضيل، فإن الأوضاع الصعبة التي يمرون بها تجعل الاحتفال به أمراً مليئاً بالتحديات.
في كل عام، يعتبر رمضان فرصة لتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية، حيث تتجمع العائلات حول موائد الإفطار، ويملأ المساجد المصلون في أجواء روحانية مليئة بالإيمان والتقوى. ولكن هذا العام، يعيش هؤلاء النازحون بعيداً عن منازلهم، يتنقلون بين الملاجئ والمناطق المؤقتة التي استقروا فيها، في ظل ظروف إنسانية صعبة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
يعبر النازحون عن أملهم في أن تهدأ الأوضاع قريباً متمنين أن يعودوا إلى منازلهم ليتمكنوا من إحياء هذا الشهر كما اعتادوا، بين عائلاتهم وأحبائهم. يقول أحد النازحين: “رمضان هو شهر المحبة والتآخي، لكننا نشعر بالحزن العميق لابتعادنا عن بيوتنا. نأمل أن تتوقف هذه الاشتباكات وأن نعود قريباً لنعيش فرحة رمضان كما يجب.”
منظمات الإغاثة المحلية والدولية تحاول تقديم المساعدة للنازحين عبر توفير المواد الغذائية والمساعدات الأساسية، إلا أن الحاجة ما زالت كبيرة، حيث يفتقر العديد من العائلات إلى بيئة مستقرة يمكنهم فيها ممارسة طقوس رمضان بطمأنينة.
وبينما تمر الأيام، يبقى الأمل معلقاً بتهدئة الأوضاع، ليتمكن هؤلاء النازحون من العودة إلى منازلهم، واستعادة حياتهم الطبيعية، والاحتفال برمضان والعيد في كنف عائلاتهم كما كان الحال دائماً. حتى ذلك الحين، يواصلون الدعاء بأن يحمل لهم المستقبل أخباراً أفضل، وأن يحل السلام، ليتمكنوا من الصيام والصلاة والاحتفال كما اعتادوا، ولكن هذه المرة، في بيوتهم وبين أحبائهم.
لارا أحمد كاتبة وصحافية