وطنا اليوم:غياب التدفئة عن الكثير من المدارس الحكومية، بات يشكل هاجسا وظاهرة يشكو منها الطلبة وذووهم، وتتفاقم المشكلة بشكل واضح خلال المنخفضات الجوية، نظرا لاضطرار الكثير من الطلاب، خاصة صغار السن، للتغيب عن مدارسهم اتقاء للبرد، وحرصا على سلامتهم، فيما أصبحت التدفئة تقتصر، في بعض المدارس، على تشغيل مدافئ الكاز داخل الصفوف الدراسية.
ورغم ذلك اضطرت عدد من مدارس محافظة إربد إلى وقف تشغيل مدافئ الكاز داخل الصفوف الدراسية ،رغم برودة الطقس الحاد، استجابة لشكاوى متزايدة من أولياء الأمور وطلبة يعانون من الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والسعال.
وتأتي هذه الخطوة في ظل ازدياد الحالات التي تتأثر بانبعاثات المدافئ التقليدية ،حيث ينبعث غاز ثاني اكسيد الكربون السام في غرف صفية مكتظة ،مما دفع الأهالي إلى مطالبة إدارات المدارس بالتوقف عن استخدامها حفاظا على صحة الطلبة واستبدالها بانظمة تكييف حديثة من اجل توفير بيئة مدرسية صحية وآمنة.
وفي حادثة تعكس حجم المشكلة اضطر المواطن أحمد الفايز، امس الاثنين، إلى نقل ابنته من مدرسة المغير الثانوية إلى المستشفى بعد تعرضها لنوبة تحسس ناجمة عن مدفأة الكاز داخل الصف المدرسي ، حيث توجه مباشرة الى إدارة المدرسة مطالبا بوقف تشغيل هذه المدافئ داخل الصفوف.
مدرسة المغير الثانوية للبنات التي تضم 29 صفا وقرابة 1150 طالبة، كانت قد شهدت تركيب نظام طاقة شمسية منذ سبع سنوات إلا أن التحول الكامل إلى التدفئة بالمكيفات لا يزال بحاجة إلى دعم إضافي من وزارة التربية والتعليم.
وكانت جددت وزارة التربية والتعليم، التأكيد على مديرياتها في الميدان لأخذ الحيطة والحذر عند التعامل مع مدافئ الكاز في المديريات والمدارس، حفاظا على سلامة الموظفين والطلبة والهيئات الإدارية والتدريسية.
ودعت الوزارة في تعميم، مديري التربية والتعليم للتأكد من صلاحيات المدافئ ومتابعة صلاحيتها للاستخدام، وصلاحية خزانات حفظ الوقود وبعدها عن اماكن تواجد الطلبة، وصلاحية طفايات الحريق، إضافة إلى التأكد من وجود التهوية الكافية في الغرف الصفية.
وتواجه مدارس كثيرة في إربد إشكاليات مماثلة مرتبطة باستخدام مدافئ الكاز، وسط مطالبات مجتمعية بضرورة منح هذا الملف أولوية قصوى خاصة خلال فصل الشتاء لضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية للطلبة.
من جهة أخرى أكد عدد من مدراء التربية في إربد، أن استبدال المدافئ التقليدية والتحول إلى أنظمة تدفئة حديثة مثل المكيفات يترتب عليه تكاليف باهظة تشمل ثمن الأجهزة نفسها وارتفاع فاتورة الكهرباء وهو ما يفوق إمكانيات المدارس حاليا.
وشددوا على أن هذا الملف بحاجة إلى تنظيم ودعم على مستوى الوزارة لضمان التحول إلى الطاقة المتجددة وتزويد المدارس بالتجهيزات اللازمة مما يتطلب جهودا مكثفة في المرحلة المقبلة.
مدارس توقف تشغيل مدافئ الكاز بسبب حالات التحسس
