الملك عبدالله الثاني وتوكاييف يُجددا تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن وكازاخستان

20 فبراير 2025
الملك عبدالله الثاني وتوكاييف يُجددا تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن وكازاخستان

وطنا اليوم_بقلم: المستشار محمد الملكاوي

 

حلّق النسران؛ النسر الملكي الأردني والنسر الذهبي الكازاخستاني، بفخر وسموٍ في علياء سماء الأردن هذه الأيام، وذلك خلال الزيارة التي قام بها فخامة رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف إلى الأردن ولقائه جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور ولي العهد سمو الأمير الحُسين بن عبدالله الثاني.

 

وقد استمتع النسر الذهبي الكازاخستاني بإطلالة رائعة من الفضاء الواسع على معالم الأردن وفخامتها، حيث تراءى لهذا النسر الذهبي (القادم من آسيا الوسطى)، في الآفاق ما بين الشفق والغسق مدينة “البتراء” الوردية التاريخية، التي تُشِعُّ ألقاً على أرض الأنباط (أجداد الأردنيون الأوائل)، ووادي “رم” الساحر، الذي يُعرف بوادي القمر، والبحر الميّت الذي يقع في أخفض بقعة في العالم، ومغطس السيد المسيح عليه السلام، الذي يحج إليه مسيحيو العالم سنوياً، وآثار الرومان في جرش وعمّان وأمّ قيسٍ وأمّ الجمال وغيرها، وخارطة الفسيفساء في مادبا، وجبل نيبو، فيما هوى هذا النسر الكازاخستاني الذهبي بوقارٍ وفخامة إلى قلعتي الكرك وعجلون ليستذكر انتصار الملك الظاهر ركن الدين بيبرس (الذي ينحدر بأصوله من قبيلة كازاخستانية) في معركة عين جالوت على المغول، وتحرير المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في مدينة القدس، عام 1260 ميلادي / 658 هجري، وقتل قائد جيش المغول كتبغا في تلك المعركة، بعدما عاث المغول بقيادة “هولاكو” قتلاً وتدميراً في العراق وسوريا.

 

وفي ذات الوقت الذي كان يستمتع فيه النسر الذهبي الكازاخستاني الإطلالة على مرتفعات مدينة القدس (مدينة السلام) من سماء العاصمة عمّان، كانت تتراءى للنسر الملكي الأردني الذي يُحلّق عالياً من على الآفاق البعيدة التي تُطلُّ على سماء كازاخستان، ليرى بعينيه الأردنيتين الثاقبتين برج “بايتريك” في العاصمة الكازاخستانية “أستانا”، الذي يُمثل النهضة الكازاخستانية، وكذلك مسجد “حضرة السلطان” في العاصمة “أستانا”، والذي يُعتبر أكبر مساجد كازاخستان وأكبر مساجد دول آسيا الوسطى، والذي يتميّز بتصميمه الفخم وقِبابه الرائعة. فيما حلّق النسر الملكي الأردني أيضاً فوق ضريح المتصوَّف خوجة أحمد يسوي، وبحيرات لآلئ “كولساي”، وهي لآلئ جبال تيان شيان، وأيضاً المرصد الفلكي في “ألماتي”، ومضمار التزلّج العالمي في “ميديو”، علاوة على التحليق فوق وادي “تشارين” الذي يؤمه محبو المغامرة والمصوّرون من شتى بلاد العالم.

 

لهذا وأنا ألامس وأستذكر كل هذا التاريخ والحضارة الأردنية والكازاخستانية، فإني على يقين بأن لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع ضيفه أخية فخامة رئيس جمهورية كازخاستان قاسم جومارات توكاييف يُعتبر لقاءً فريداً ومتميّزاً، حيث حرص جلالة الملك على لقاء ضيفه بعد يومٍ واحدٍ من العملية الجراحية التي أجراها، وهذا تأكيد ملكي على أن العلاقات (الأردنية – الكازاخستانية) هي علاقات أخوية قوية وعميقة، وتنبثق من إرث حضاري عريق بين البلدين الشقيقين، وتتكئ أيضاً على قواسم مُشتركة تقوم على الاستفادة من خصوصية وميزة كل دولة، بهدف تعظيم هذا التعاون الاستراتيجي.

 

الاستثمار هو بوابة نحو التنمية المستدامة:

 

يعد الأردن وكازاخستان وجهتين استثماريتين واعدتين على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث يتمتع الأردن بموقع استراتيجي يربط آسيا بأفريقيا وأوروبا، فيما تُعد كازاخستان أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى بفضل مواردها الطبيعية الهائلة.

 

الطاقة النووية نحو مُستقبل مستدام:

 

كازاخستان تُعتبر واحدة من الدول الرائدة في العالم في إنتاج اليورانيوم وتطوير الطاقة النووية، بينما يسعى الأردن إلى تعزيز قدراته في مجال الطاقة النووية.

 

تعدين اليورانيوم والتعاون في الموارد الطبيعية:

 

كازاخستان تمتلك واحدة من أكبر احتياطيات اليورانيوم في العالم، مما يجعلها شريكاً محتملاً للأردن في تطوير مشاريع التعدين.

 

النمو الاقتصادي وتعزيز الشراكات التجارية:

 

كلا البلدين يتمتعان باقتصاديات نامية تسعى إلى تعزيز الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل.

 

الثقافة هي الجسر بين الشرق والغرب:

 

يتميّز كل من الأردن وكازاخستان بإرث ثقافي غني يعكس التنوع الحضاري والديني والثقافي.

 

البيئة وأهمية التعاون في حماية الموارد الطبيعية:

 

يواجه الأردن وكازاخستان تحديات بيئية متشابهة، مثل التصحر وشح المياه.

 

المناطق الاقتصادية والفُرص التكاملية:

 

المناطق الاقتصادية الخاصة في الأردن وكازاخستان تُعتبر محركات رئيسية للنمو الاقتصادي بين البلدين.

 

الاقتصاد الرقمي والثورة التكنولوجية المشتركة:

 

الاقتصاد الرقمي في الأردن وكازاخستان يشهد نمواً مُتزايداً.

 

المجال التكنولوجي (الابتكار من أجل المستقبل):

 

يُعد قطاع التكنولوجيا من أسرع القطاعات نمواً في البلدين.

 

التوأمة بين المدن الأردنية والكازاخستانية:

 

تعزيز التعاون بين العاصمتين (عمّان وأستانا) مهمّ جداً.

 

وقبل أن أختتم مقالتي أود القول بأن زيارة فخامة رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف إلى الأردن على رأس وفد كبير يمثل العديد من القطاعات، وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني على دفع مسيرة التعاون بين البلدين، تؤكد الرغبة المشتركة بين الزعيمين والبلدين والشعبين الشقيقين في تعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف القطاعات الحيوية، وفتح آفاق جديدة للشراكة الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والثقافية والتكنولوجية والنووية بين البلدين، وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، ويعزز مكانتهما في الشرق الأوسط ووسط آسيا والعالم.

 

وأخيراً، يجب علي التأكيد على أن “النسر الذهبي” الكازاخستاني قد غادر الأردن، وهو يحمل في قلبه وفِكره ووجدانه ذكرياتٍ أردنية هاشمية، ممهورة بمحبة الشعب الأردني لإخيه شعب كازاخستان.