الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
موقف الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، من مقترحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كان واضحًا وثابتًا في رفض أي حلول لا تضمن الحقوق الفلسطينية وتؤدي إلى السلام العادل والشامل ،في هذا السياق، كان الملك عبدالله قد أعلن مرارًا عن رفضه لمقترح “صفقة القرن” الذي طرحه ترامب، مؤكّدًا أن أي حل يجب أن يكون قائمًا على حل الدولتين، بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. كما شدّد على أهمية احترام القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية
كان الملك عبدالله الثاني أكد مرارًا على أن الأردن ويبقى في مقدمة الدول التي تسعى لتحقيق حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الدعم المستمر لقطاع غزة. في العديد من المرات، كانت المملكة توفر مساعدات طبية وغذائية وتدعم جهود إعادة الإعمار في القطاع، بالإضافة إلى جهودها السياسية في محافل الأمم المتحدة ومجلس الأمن للتأكيد على ضرورة إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
الأردن، باعتباره أحد الدول الرئيسية في المنطقة والتي ترتبط بعلاقات تاريخية مع القضية الفلسطينية، كان دائمًا في الصف الداعم للحقوق الفلسطينية، وكان الملك عبدالله دومًا يعبر عن موقف بلاده الثابت في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة.نعم، موقف الملك عبدالله الثاني يُعتبر شجاعًا وجريئًا، خاصة في ظل التحديات والضغوط الدولية والإقليمية التي كانت تحيط بالمنطقة خلال فترة طرح مقترحات ترامب. تمسكه بموقف الأردن الثابت في دعم الحقوق الفلسطينية، وتأكيده على حل الدولتين، يعكس التزامًا قويًا بالعدالة والسلام الدائم في المنطقة. هذا الموقف يتطلب شجاعة في مواجهة سياسات قد تكون مغايرة للنهج التقليدي في المنطقة، ويبرز دور الأردن كمحور رئيسي في دعم القضية الفلسطينية ،ان دور الأردن كمحور رئيسي في دعم غزة كان دائمًا بارزًا، وخاصة في ظل الأزمات الإنسانية التي شهدتها القطاع على مر السنين. الأردن كان من أوائل الدول التي قدمت الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين في غزة، سواء من خلال مساعدات إغاثية أو من خلال دعم موقفهم في المنابر الدولية.
كما أن الأردن يؤدي دورًا محوريًا في التنسيق مع مصر والفصائل الفلسطينية لتخفيف الحصار المفروض على غزة وتقديم الدعم في مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية هناك. هذا الموقف يعكس التزام الأردن الثابت بالقضية الفلسطينية، لا سيما في ظل الحروب والصراعات التي شهدتها غزة.
مواقف مبدئية واضحة
كانت مواقف ملك الأردن الرافضة لقرارات ترامب تجاه قضية غزة جزءًا من موقفه الشامل الرافض لكل ما يتعارض مع حقوق الفلسطينيين. الملك عبدالله الثاني كان دائمًا في طليعة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، وكان معارضًا بقوة للقرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي كان يعتبرها غير عادلة ومخالفة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
1. رفض “صفقة القرن” ومواقف ترامب تجاه القدس وغزة:
من أبرز القرارات التي رفضها الملك عبدالله الثاني كان إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. الملك أكد مرارًا أن القدس هي قضية جوهرية في أي حل مستقبلي، وأنها يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية. موقفه كان يتمثل في الدفاع عن الهوية الفلسطينية للقدس ورفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك المساعي لتقليص أو تغيير الوضع السياسي في غزة.
2. الموقف الثابت في الدفاع عن حقوق غزة:
في ظل الأحداث المستمرة في غزة، وخاصة أثناء التصعيدات العسكرية الأخيرة، كان الملك عبدالله دومًا يحذر من مخاطر تفاقم الأوضاع الإنسانية والإنصاف للفلسطينيين. رفض مقترحات ترامب التي تهدف إلى فرض حلول اقتصادية أو سياسية على غزة دون ضمانات سياسية حقيقية للفلسطينيين، خاصة تلك التي تهدف إلى تقليص حقوقهم السياسية أو فرض حلول مؤقتة بدلاً من حل شامل. الملك عبدالله كان يصر على ضرورة أن تشمل أي تسوية شاملة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
3. الدور الأردني في دعم غزة على الصعيد الإنساني والسياسي:
إضافة إلى المواقف السياسية الحازمة، قام الأردن بتكثيف جهوده الإغاثية تجاه غزة، سواء من خلال إرسال مساعدات إنسانية أو التنسيق مع المنظمات الدولية والمجتمع العربي لتقديم الدعم للفلسطينيين في غزة. الملك عبدالله كان أيضًا داعمًا للجهود الرامية إلى إعادة إعمار غزة، وحذر من أن الحلول الجزئية التي يقدمها بعض الأطراف قد تؤدي إلى مزيد من التأزيم في الوضع هناك.
4. التمسك بحل الدولتين:
الملك عبدالله دومًا ما كان يبرز موقفه الثابت حول ضرورة التوصل إلى حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد المقبول لتحقيق السلام العادل والدائم. في هذا السياق، كان موقفه رافضًا تمامًا لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تقليص الأراضي الفلسطينية أو تغيير التركيبة السياسية في غزة. رفضه لقرارات ترامب كان يعكس التزامًا عميقًا بحل الدولتين وإيجاد حل شامل لكافة القضايا بما في ذلك وضع غزة.
5. التحذير من تفتيت القضية الفلسطينية:
الملك عبدالله كان يرى في المواقف الأمريكية السابقة خطرًا على وحدة القضية الفلسطينية. فالدور الأردني كان دائمًا يسعى إلى إبقاء القضية الفلسطينية موحدة تحت إطار واحد من أجل ضمان فاعليتها في مواجهة محاولات التصفية أو التفتيت التي قد تتم عبر مشاريع لا تضمن العدالة أو حقوق الفلسطينيين.
شخصية رجل شجاع واثق بنفسه وبشعبه
شخصية ملك الأردن في حالة رفضه الشجاع لمقترحات ترامب يمكن أن تُوصَف بأنها تتمتع بعدة سمات بارزة تعكس القوة السياسية، الحكمة، والالتزام العميق بالقيم الإنسانية. عندما رفض الملك عبدالله الثاني مقترحات ترامب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بما في ذلك “صفقة القرن” ومواقف ترامب تجاه القدس وغزة، تجلت شخصيته بشكل واضح في عدة جوانب:
1. القيادة المبدئية:
الملك عبدالله يظهر كقائد مبدئي لا يخشى اتخاذ مواقف صعبة إذا كان ذلك يصب في مصلحة قضايا بلاده والمنطقة. رفضه لمقترحات ترامب كان يعكس التزامًا حقيقيًا بالعدالة والحقوق الفلسطينية، حتى وإن كان ذلك يعارض القوى الكبرى. هذا الموقف أظهر التزامه بالمبادئ الأساسية التي تؤمن بها الأردن، حتى في وجه الضغوط الدولية.
2. الشجاعة السياسية:
اتخاذ مواقف علنية وصريحة ضد قرارات الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، خاصة في قضايا حساسة مثل القدس وغزة، يتطلب شجاعة سياسية كبيرة. فقد كان الملك عبدالله يعلم أن مواقفه قد تؤدي إلى تعقيد العلاقات مع بعض الدول الغربية أو التأثير على المصالح الاقتصادية والسياسية للأردن، لكن كان لديه الشجاعة الكافية للمضي قدمًا في دعم حقوق الفلسطينيين.
3. الحكمة والاعتدال:
رغم رفضه الحازم لمقترحات ترامب، كان الملك دائمًا يعبّر عن مواقفه بحذر وحكمة، مدافعًا عن الحلول السلمية والتفاوضية. لم يكن موقفه ينبع من التحدي الأعمى أو التصعيد، بل كان يعكس رؤيته للحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية. هذا يُظهر قدرته على التوازن بين الشجاعة والحكمة السياسية، وعدم التصعيد غير المدروس.
4. الرؤية الاستراتيجية:
شخصية الملك عبدالله الثاني تظهر أيضًا في استراتيجيته الواضحة والمتماسكة في التعامل مع القضايا الإقليمية. رفضه لمقترحات ترامب لم يكن رد فعل عاطفيًا، بل كان يعكس رؤية استراتيجية للمنطقة على المدى الطويل، حيث يعتقد أن أي حل غير عادل للقضية الفلسطينية قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات والفوضى في الشرق الأوسط. مواقفه كانت قائمة على فهم عميق لأبعاد القضية وأثرها على استقرار المنطقة بأسرها.
5. الدور الدفاعي عن الهوية الوطنية والقومية:
شخصية الملك عبدالله تجسد أيضًا الدفاع المستمر عن الهوية الفلسطينية في مواجهة محاولات التصفية. رفضه لقرارات ترامب لم يكن مجرد رفض لمقترحات محددة، بل كان إصرارًا على الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية، وكذلك الدفاع عن القيم العربية والإسلامية في القدس والمسجد الأقصى.
6. الاهتمام بالأبعاد الإنسانية:
شخصية الملك تتسم أيضًا بالتركيز على الأبعاد الإنسانية للأزمات، خصوصًا في غزة. فرفضه لمقترحات ترامب لم يكن فقط على الصعيد السياسي، بل شمل أيضًا الرفض للمقترحات التي لم توفر حلولًا إنسانية حقيقية للشعب الفلسطيني في غزة، خاصة في ظل الحصار والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
7. القدرة على التأثير الإقليمي والدولي:
مواقف الملك عبدالله أثبتت أنه شخصية قادرة على التأثير في النقاشات الإقليمية والدولية. رفضه لمقترحات ترامب لم يكن محصورًا في حدود الأردن فقط، بل كان له صدى في الساحة العربية والدولية. كان الملك يمثل صوتًا قويًا للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في محافل دولية مثل الأمم المتحدة، مما عزز دوره كقائد إقليمي مؤثر.
الالتزام الاخلاقي في دعم الاشقاء الفلسطينيين
مواقف الملك عبدالله الثاني تجاه قرارات ترامب كانت تعبيرًا عن التزام الأردن الثابت بموقفه الأخلاقي والسياسي في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بغزة. كانت هذه المواقف تسعى إلى الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة، وتحقيق الحل العادل والشامل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين في الحرية والعدالة والكرامة.
رفض الملك عبدالله الثاني لمقترحات ترامب في قضية فلسطين كان نتيجة لشخصيته المبدئية، الشجاعة، الحكمة، والقدرة على رؤية الصورة الكبيرة. هذا الموقف يعكس شخصية قائد ثابت في مواقفه، مدافع عن الحق والعدالة في مواجهة الضغوط والمصالح الدولية.
مواقف الملك عبدالله الثاني تجاه قرارات ترامب كانت تعبيرًا عن التزام الأردن الثابت بموقفه الأخلاقي والسياسي في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في ما يتعلق بغزة. كانت هذه المواقف تسعى إلى الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك غزة، وتحقيق الحل العادل والشامل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين في الحرية والعدالة والكرامة.
ولعل مااختم به هذه المقاله خير دليل على ماذهبنا اليه عندما يوجه ترامب خطابا الى شعب الاردن يؤكد فيه (انكم شعب عظيم وانتم محظوظون لان لديكم قائد عظيم يحب شعبه وبلده هو الملك عبدالله الثاني)