وطنا اليوم_بقلم لانا ابوسنينة
في الثلاثين من كانون الثاني/يناير، يحتفل الأردنيون بذكرى ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، قائد الوطن وحامي مسيرته. يمثل هذا اليوم محطة لتجديد الولاء والانتماء، وللتأمل في الإنجازات التي حققها الأردن تحت قيادة جلالته الحكيمة، والتي جعلت من المملكة نموذجاً للاستقرار والتنمية رغم التحديات الإقليمية والدولية.
منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999، حرص جلالة الملك على تحويل التحديات إلى فرص، معتمداً رؤية تنموية شاملة تستند إلى الإصلاح الاقتصادي، وتعزيز الاستثمار، وتحقيق التنمية المستدامة. وقد شهدت المملكة مشاريع كبرى ساهمت في تعزيز مكانتها على الخريطة الاقتصادية، مثل المنطقة الاقتصادية الخاصة في العقبة ومشروع ناقل البحرين. كما أولى جلالته أهمية كبرى للتعليم والابتكار، حيث دعم التحول الرقمي في المدارس، وأطلق مبادرات نوعية مثل “إدراك” و”صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية” لتمكين الشباب وتحفيز ريادة الأعمال.
الصحة والحماية الاجتماعية كانت أيضاً على رأس أولويات جلالته، حيث شهد القطاع الصحي في عهده تحسينات كبيرة، لا سيما خلال جائحة كورونا التي أثبت فيها الأردن قدرته على إدارة الأزمات بكفاءة عالية. كما توسعت شبكة الحماية الاجتماعية لتشمل الفئات الأكثر احتياجاً، مما عزز من التماسك المجتمعي وكرامة الإنسان.
على الصعيد الخارجي، برز جلالة الملك كقائد حكيم يحمل على عاتقه رسالة الاعتدال والسلام. كانت القضية الفلسطينية في صلب اهتماماته، حيث أكد دائماً أن السلام الشامل لا يتحقق إلا عبر حل الدولتين وضمان حقوق الشعب الفلسطيني. وفي مواجهة العدوان الأخير على غزة، لعب جلالته دوراً محورياً في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، حيث قاد جهوداً دبلوماسية مكثفة لوقف التصعيد العسكري وحماية المدنيين، مشدداً على ضرورة رفع الحصار ووقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
كما وقف جلالته بحزم ضد خطط التهجير القسري التي استهدفت الفلسطينيين، حيث وظف مكانة الأردن الإقليمية والدولية لوقف هذه المخططات التي تهدد الهوية الوطنية الفلسطينية والحق التاريخي في الأرض. وظل صوتاً قوياً في المحافل الدولية، مدافعاً عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، رافضاً أي مساس بوضعها القانوني أو هويتها العربية.
جلالة الملك لم يكن فقط قائد دولة، بل هو الأب الحاني الذي يشارك شعبه همومهم وأحلامهم. زياراته الميدانية المتكررة لمختلف مناطق المملكة تُظهر قربه من المواطنين وحرصه على تحسين ظروفهم المعيشية. كما دعم تمكين المرأة ومشاركتها في صنع القرار، إيماناً منه بأهمية دورها في تحقيق التنمية. وواصل جلالته العمل على تمكين الشباب ليكونوا قادة المستقبل، عبر مبادرات وبرامج تسهم في إطلاق طاقاتهم وتحقيق طموحاتهم.
إن مسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني هي امتداد لإرث هاشمي عريق، بدأه المغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الذي أسس دولة القانون والمؤسسات. وتواصل العائلة الهاشمية، بقيادة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، حمل هذه الرسالة من خلال دعم الشباب وتعزيز مسيرة التنمية في مختلف المجالات.
في ذكرى ميلاد جلالته، يتوجه الأردنيون بالدعاء الصادق بأن يمد الله في عمره ويمنحه القوة لمواصلة قيادة الوطن نحو مزيد من التقدم والازدهار. حفظ الله جلالة الملك، وجعل الأردن دائماً وطناً للسلام والاستقرار في ظل قيادته الحكيمة.