صدور الطيبة- الكرك، الأرض والإنسان للدكتور بسّام البطوش

16 ديسمبر 2024
صدور الطيبة- الكرك، الأرض والإنسان للدكتور بسّام البطوش

وطنا اليوم:صدر عن وزارة الثقافة ضمن فعاليات (المزار الجنوبي، لواء الثقافة الأردنية لعام 2024) كتاب ” الطيبة – الكرك، الأرض والإنسان، (دراسة تاريخية أنثروبولوجية)” للأستاذ الدكتور بسّام البطوش. حيث عمد المؤلف لدراسة بلدته الطيبة في محافظة الكرك من النواحي الجغرافية، والطبيعة، والسكانية، والتاريخية، والثقافية، والتعليمية، والاجتماعية والاقتصادية، فجاءت الدراسة محاولة جادة لفهم عبقرية المكان والإنسان، ومتابعة قصة الحياة في هذه البيئة الحيوية الغنية والمتنوعة، وما شهدته من أحداث ووقائع. وتمثل الدراسة إضافة هامة في باب الدراسات البلدانية الأردنية الجادة وفقاً لمنهج العلمي التاريخي.
وفي الفصل الأول درس المؤلف الجغرافية التاريخية للطيبة والموقع والطبيعة والمناخ، والتنوع البيئي والحيوي. أما الفصل الثاني من هذه الدراسة فقد خصصه المؤلف لدراسة تاريخ الطيبة منذ العصور القديمة، مروراً بالعصور الإسلامية، وصولاً إلى التاريخ الحديث. وأنهى هذا الفصل بالتوقف عند نهاية الحكم العثماني لبلادنا. وقد اعتمد في دراسة تاريخ الطيبة على المصادر الأركيولوجية التاريخية المتوفرة. وأفاد بحذر مما دوّنه الرحالة الأجانب الذين زاروا الطيبة. وفي هذا الفصل درس التحولات السياسية والاجتماعية التي عرفتها المنطقة في ظل الحكم العثماني الممتد، والحكم المصري القصير، ومشاركة أهالي الطيبة في ثورة الكرك 1910-1911م، ومواقفهم ومشاركاتهم وأحوالهم في زمن الثورة العربية الكبرى، والمملكة العربية السورية، والحكومة الوطنية المحلية.
وفي الفصل الثالث ناقش الباحث الأستاذ الدكتور بسّام البطوش الأنشطة السياسية والإدارية والاجتماعية في الطيبة، في عهد الإمارة الأردنية والمملكة الأردنية الهاشمية، واستعرض التركيبة الديموغرافية للطيبة، وحلل ما توفر من معلومات إحصائية، حول السكان والمساكن في الطيبة. وناقش التركيبة الاجتماعية للطيبة من حيث التكوين التاريخي لقبيلة البطوش في الطيبة، وتفرعاتها وامتداداتها خارجها، وصلات النسب والقربى التي تربطها بالبطوش في عجلون، والزرقاء، والطبيشات في إربد، وبني حمد وبني ارشيد في الكورة، والشياب والعثامنة في الصريح، والمرازيق والمزيد في جرش والسلط، والبرور في أم جوزة /السلط، والبدادوة في القدس وعمان، وعشائر القيسية في دورا الخليل، وآل البطش في غزة. كما عرض في هذا الفصل معلومات عن بعض العائلات التي سكنت الطيبة وشكلت جزءاً من تكوينها الاجتماعي والديموغرافي. وتطرق في هذا الفصل لمشاركات الطيبة في انتخابات المجلس التشريعي الأردني، في عهد الإمارة. وفي المجالس النيابية في عهد المملكة، وفي العمل الحزبي، وفي الانتخابات البلدية، واللامركزية، ومساهمة المجلسين القروي والبلدي في تنمية المجتمع المحلي في الطيبة. ثم ناقش تطور الخدمات العامة في الطيبة، كالطرق والمواصلات، والصحة، والمياه، والكهرباء، والبريد والاتصالات، ومركز الدفاع المدني، والمؤسسة الاستهلاكية العسكرية، ومركز التنمية الاجتماعية، ومركز الشابات. واعتنى بدراسة مؤسسات المجتمع المدني في الطيبة كالجمعيات الخيرية والتعاونية، ونادي الشباب، ومركز تحفيظ القرآن الكريم، ولجنة الزكاة، والمساجد، والدواوين والمضافات. كما اعتنى في هذا الفصل بالتعريف بالجمعيات التي أنشأها أبناء الطيبة لخدمة تجمعاتهم في عمان والزرقاء والعقبة. كما اشتمل هذا الفصل على معالجة الموروث الاجتماعي في الطيبة من حيث العادات والتقاليد والموروث القيمي، وفي هذا السياق قدّم المؤلف عرضاً وتحليلاً أنثروبولوجياً لحياة الإنسان، وأنشطته في مجتمع الطيبة، كما قدمت تحليلاً لدلالات الأسماء المستخدمة في الطيبة للذكور والإناث. كما أشار لشيء من الأمثال الشعبية السائدة في الطيبة.
أما الفصل الرابع من هذه الدراسة فقد خصصه المؤلف الدكتور بسّام البطوش للتعريف بملامح الاقتصاديات المحلية في الطيبة، ومصادر العيش والثروة ومقومات الحياة الاقتصادية، كالزراعة وأنماطها وأدواتها ومواسمها وتقاليدها، وألقى الضوء على الثروة الحيوانية، والصناعات الغذائية التقليدية في الطيبة والمرتبطة بالإنتاج الزراعي والحيواني، كما عرض التجارة وأنماطها في مجتمع الطيبة.
وأفرد الدكتور البطوش الفصل الخامس لمسيرة التعليم في الطيبة في العهد العثماني، والتعليم النظامي في عهد الإمارة والمملكة الأردنية الهاشمية، وما شهده من توسع وتطور من حيث الكم والنوع، وما أنتجه من تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية.
وجاء الفصل السادس والأخير بعنوان: حفروا في الصخر، ليعرض الأستاذ الدكتور بسّام البطوش لنماذج من الأعلام الذين حفروا مكاناً لهم في تاريخ الطيبة وحاضرها، كالشهداء، والخطباء والشيوخ المدرسين، والمعلمين، وأوائل المتعلمين، وأساتذة الجامعات، وكبار الضباط، والأطباء، والمهندسين، والمحامين، والصيادلة، والصحفيين، والكتّاب، والشعراء، وقدّم نماذج من أشعار أبناء الطيبة.
أما فيما يخص المصادر، فقد حرص المؤلف الدكتور بسّام البطوش على الوصول إلى المصادر الأولية كالوثائق، والأوراق الخاصة، واليوميات، والمذكرات المنشورة، وغير المنشورة، والكتب والمراجع باللغة العربية واللغات الأخرى، والصحف، والرسائل الجامعية. كما حرص على البحث عن الوثيقة المحلية غير المنشورة. كما اعتمد على مصدر محليّ هو الرواية الشفوية، مما اقتضى إجراء عدد كبير من المقابلات أسهمت إلى حدٍّ كبير في إثراء الدراسة.
ويذكر أن المؤرخ الأردني أ.د. علي مفلح محافظة، قد قدّم هذا الكتاب، وقد حرص المؤلف على نشر التقديم بخط يد الدكتور محافظة كوثيقة تاريخية. كما كتب الناقد والكاتب الأستاذ الدكتور غسان عبد الخالق تقديماً ثانياً للكتاب. ويقع الكتاب في 486 صفحة، ويتضمن عدداً من الصور المتصلة بالمادة العلمية له.