بقلم : ياسين رواشدة
هناك فهم خاطيء او غير واضح عند العامه لموضوع “الوطن البديل” ..الكثير يعتقدوا ان التحفظ عليه ياتي من جانب(شرق،) الاردنيين وبانهم بهذا يتخوفو من انه يهدد ” بمحو” او تهميش هذا الشعب..اي ان المفهوم العام لهذا المشروع” يتعلق بالاعداد والارقام والنسب المئويه والاكثريه والاقليه العدديه.
وهناك تحفظ وحساسية في طرح و بحث الموضوع على اعتبار انه يفسر كموضوع له تفسيرات ” الاقليميه” او عنصريه. ولذلك يكثر الحديث للتغطيه والتبرير بالكلام عن ” التلاحم والاخوه والتوامه” … وكوني من المطلعين على لب وجوهر هذا المشروع الصهيوني القديم الجديد ومن المتابعين لطبيعة تفكير مراكز القرار ..فانني اود ان احذر من ان حقيقة مشروع ” الوطن البديل” ليس بتلك البساطه والسذاجه ” بزيادة عدد و نقل السكان الفلسطينيين فقط بل اكثر واشد خطورة وهو يهدف تحديدا ب” اردنة” الفلسطينيين من ابناء الضفه الغربية اضافة لتعزيز وتعميق ” اردنة ” الفلسطينيين المتواجدين الان على ارض الاردن.
..ماذا يعني هذا للدوائر التي تخطط و تدفع ماليا وسياسيا لتنفيذ هذا المشروع؟. يعني ” مسح ” الهويه الفلسطينيه نهائيا..و تفريغ للضفه من اي شيء يوحي بان هناك فلسطينيين..ويعني تلقائيا جلب وحشد المستوطنين اليهود اليها مقابل اجلاء الفلسطيني الى الاردن.ليس ليصبح” اردني” بالاقامه والجنسبه فحسب بل بتغيير هويته رسميا..اي كونه اردني تنقطع صلاته بفلسطين..وبما ان هناك اتفاق سلام مع الاردن فان المواطن الاردني الجديد هذا سيكون ملتزما ” بحق المواطنه” و ببنود الاتفاقية السلميه.
ولذلك تصر اسرائيل في كل المفاوضات على الغاء حق العوده.عارضة التعويض المادي.ويعني ان اي فلسطيني يضع قدمه خارج فلسطين فسيتم حرمانه من العوده وليس من العوده بل مسح هويته” ليصبح اردنيا” هذه المره…وبلغة اخرى الغاء تام لحق العوده للمقيمين خارج فلسطين سابقا و لاحقا و مستقبلا !.
قادة الحركه الصهيونيه ودوائر صنع القرار وجدوا ان الفلسطيني وحتى الجيل الرابع لم ولن ينسوا فلسطين .ولذلك فان الوجود الفلسطيني هو من يهددهم.لذلك يسعون لمسح اسمه و هويته من خلال ” اردنته” او لبننته او او…فهم يعرفون ان نزوح اي فلسطيني من الضفة الغربية الى خارجها يعني زيادة في عدد المستوطنين بنفس المقدار.. وان نزوح غزاوي واحد يعني تخفيض عدد جيش اسرائيل بنفس المقدار والنسبه..صحيح ان الوضع العام تحت الاحتلال في الضفه صعب و تحت الحصار في غزه صعب ايضا لكن فلسطين تستحق التضحيات.
اما موضوع كونفدرالية اواتحاد دولتي الاردن وفلسطين فهو موضوع مختلف ولا خلاف بشانه و مرحب به.
* دبلوماسي وخبير جيوسياسي