السوريون العائدون من لبنان تحت خطر الاعتقال والابتزاز.. مأساة يعمقها النزوح العكسي

منذ ساعتين
السوريون العائدون من لبنان تحت خطر الاعتقال والابتزاز.. مأساة يعمقها النزوح العكسي

وطنا اليوم:تعيش آلاف العائلات السورية حالة من المعاناة على وقع رحلة نزوح عكسية فرضها عليهم العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، حيث وجدوا أنفسهم مضطرين للعودة إلى سوريا على الرغم من تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية وإمكانية تعرضهم للاعتقال.
وأظهرت لقطات مصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي عائلات سورية عائدة من لبنان وهي تفترش شوارع العاصمة دمشق بعد أن تقطعت بهم السبل، في ظل ارتفاع أسعار الإيجارات وتعرضهم للإهمال من قبل النظام السوري.
وفي السياق، يتوجس العديد من العائدين من إمكانية تعرضهم للاعتقلال على أيدي قوات النظام، لاسيما الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية، وذلك في ظل تقارير حقوقية وثقت قيام النظام باعتقال عشرات العائدين خلال الأيام الأخيرة.
في غضون ذلك، توجه الآلاف إلى مناطق المعارضة في الشمال السوري في رحلة نزوح عكسية سيرا على الأقدام، في ظل استغلال كثيرون للأزمة الحالية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار المواصلات.
واضطر الآلاف للمبيت في العراء دون مأوى أو غذاء نتيجة الإهمال وتقاعس النظام عن تلبية حاجتهم، فضلا عن منعهم من الدخول إلى مناطق شمال سوريا لمدة قبل السماح لهم بالعبور بسبب ما وصف بأنه ناتج عن “دواع أمنية”.
وكان الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، أفاد بوصول ما يزيد على 1500 سوري فار من الحرب في لبنان إلى شمال غربي سوريا عبر معبر عون الدادات.
وأوضح أن معظم النازحين، هم من النساء والأطفال وكبار السن وبينهم مرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أن طواقمه قدمت الإسعافات الأولية قدمت لنحو 10 عوائل فور وصولهم وأسعفتهم إلى المشافي.
وحذرت لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا، من تعرض السوريين العائدين من لبنان “لخطر الابتزاز، والاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء والتجنيد القسري أو القتل أو الإصابة”.
وقالت اللجنة في بيان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إن “أعدادا كبيرة من النازحين الجدد تصل إلى سوريا، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة ضئيلة تبلغ 25 بالمئة، على الرغم من ارتفاع الاحتياجات المدنية إلى مستويات قاسية مع نزوح العديد منهم عدة مرات بسبب الصراع”.
وأعربت اللجنة عن “قلقها بشكل خاص إزاء التأثير الشديد الذي قد يخلفه أي عنف إضافي على المدنيين السوريين، الذين عانوا بالفعل معاناة لا يمكن تصورها. ومثلهم كمثل جميع المدنيين المحاصرين في الصراع، يجب حمايتهم أينما كانوا”.
وشددت على “الحاجة إلى أقصى درجات ضبط النفس والهدوء لم تكن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، بما في ذلك خفض التصعيد في جميع أنحاء المنطقة، وكذلك داخل سوريا نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وكان رئيس “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، هادي البحرة، طالب المفوضية السامية لرعاية اللاجئين UNHCR، “بتوفير الحماية الدولية بشكل عاجل للاجئين السوريين الذين فروا من لبنان إلى مناطق سيطرة نظام الأسد وداعميه”، مشيرا إلى “تعرضهم للاعتقال التعسفي”، ومشدداً على “ضرورة عدم تركهم بين خيارين يهددان حيواتهم”.
وقال البحرة، في بيان، “نضع بين يدي الأمم المتحدة بما فيها أمينها العام ومجلس الأمن والمنظمات المعنية بشؤون اللاجئين، الحالة الحرجة والطارئة التي يعاني منها اللاجئون السوريون الذين فروا من لبنان بسبب الحرب”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، اجتاز نحو 75 ألف لبناني وأكثر من 212 ألف لاجئ سوري الحدود إلى الأراضي السورية على وقع تصاعد وحشية العدوان الإسرائيلي، وفقا لصحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري.
وكان رئيس النظام بشار الأسد وجه حكومته المشكلة حديثا للبدء في “عملها الآن بالوقوف مع الأشقاء في لبنان في كل المجالات وكل القطاعات دون استثناء ودون تردد”، دون التطرق إلى قضية العائدين السوريين.