محمد الهواوشة يكتب : مخاطر ترك الأطفال مع الهواتف الذكية وحاجتنا لحمايتهم

1 أكتوبر 2024
محمد الهواوشة يكتب : مخاطر ترك الأطفال مع الهواتف الذكية وحاجتنا لحمايتهم

وطننا اليوم: كتب الدكتور محمد الهواوشة :

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. إنه يوفر مجموعة واسعة من الخدمات التي تجعل حياتنا أسهل، من التواصل إلى التعلم والترفيه. ومع ذلك، يتطلب هذا العالم الرقمي الذي نحمله بين أيدينا إدراكًا عميقًا لمخاطره، خاصةً عندما يتعلق الأمر بأطفالنا. ترك الأطفال لوحدهم مع الهواتف الذكية قد يعرضهم لمحتوى ضار وخطير، وهو أمر يجب أن نكون حذرين بشأنه.

*التربص الرقمي: خطر غير مرئي*

لا يمكن إنكار أن الهواتف الذكية توفر للأطفال إمكانية الوصول إلى عوالم واسعة من المعلومات والتسلية. لكن خلف هذه العوالم المثيرة، توجد جهات سيئة تتربص بهم. هؤلاء الأشخاص أو الجهات يستغلون الأطفال عبر الإنترنت من خلال محتوى غير لائق، أو تحريضهم على سلوكيات سيئة. فقد يتعرض الطفل لمقاطع فيديو غير ملائمة، ألعاب تحمل رسائل عنف، أو حتى محادثات مع غرباء قد تكون مضرة لهم نفسيًا وجسديًا.

*تأثيرات نفسية وسلوكية مدمرة*

تعرض الطفل لمحتوى غير مناسب قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب، خاصة إذا تعرض لمشاهد عنف أو مشاهد غير لائقة أخلاقياً. كما أن السلوكيات الإدمانية على الأجهزة الذكية قد تؤثر سلباً على قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي في الحياة الواقعية، مما قد يؤدي إلى العزلة والشعور بالوحدة.

*السلوك الخاطئ للأهل واستخدام الهواتف كأداة تهدئة*

للأسف، نشهد سلوكًا خاطئًا من بعض الأمهات والآباء، حيث يلجأون لإعطاء أطفالهم الهواتف الذكية كوسيلة للخلاص من إزعاجهم. هذه العادة تؤدي إلى تعميق الإدمان على الأجهزة الإلكترونية وتجعل الطفل يعيش في عزلة، وكأنه مصاب بالتوحد. هذا الحل المؤقت يفاقم المشكلة ولا يقدم حلاً حقيقيًا، بل يجعل الأطفال أكثر اعتمادًا على الشاشات ويبتعدون عن الأنشطة الحقيقية التي تعزز نموهم النفسي والاجتماعي.

*الحلول: مسؤولية مشتركة*

1. *الإشراف المستمر:* من الضروري أن يشرف الآباء على ما يتعرض له أطفالهم على الإنترنت. هذا لا يعني فقط التحقق من التطبيقات التي يستخدمونها، ولكن أيضًا الحوار المستمر مع الأطفال حول ما يشاهدونه، ويشعرون به، ويواجهونه في العالم الرقمي.

2. *إعدادات التحكم الأبوي:* تحتوي معظم الأجهزة الحديثة على أدوات للتحكم الأبوي يمكن استخدامها لتقييد المحتوى الذي يمكن للأطفال الوصول إليه. من خلال تفعيل هذه الأدوات، يمكن للآباء ضمان أن أطفالهم يتصفحون الإنترنت بأمان.

3. *تعزيز الأنشطة الجماعية:* يجب السماح للأطفال باللعب مع إخوتهم أو أصدقائهم بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية. هذا يعزز التفاعل الاجتماعي ويشجع على اللعب الإبداعي والتعاون بين الأطفال.

4. *تشجيع الأنشطة البديلة:* يجب على الآباء توجيه أطفالهم نحو أنشطة أكثر إفادة بعيدًا عن الشاشات، مثل الرياضة، الرسم، القراءة، والمشاركة في الأنشطة الخارجية التي تعزز الروابط العائلية والاجتماعية.

*الخلاصة*

في النهاية، فإن ترك الأطفال لوحدهم مع الهواتف الذكية بدون توجيه أو إشراف يعرضهم لخطر كبير. يجب علينا كآباء ومعلمين أن نتحمل مسؤولية توعية الأطفال بمخاطر الإنترنت والحرص على مراقبة استخدامهم للأجهزة الذكية. حمايتهم من التربص السيئ عبر الإنترنت يبدأ من معرفتنا ووعينا بهذه الأخطار واتخاذ الخطوات المناسبة لحماية جيل المستقبل.