لماذا التشاؤم واستبعاد ان يكون القادم افضل؟

25 سبتمبر 2024
لماذا التشاؤم واستبعاد ان يكون القادم افضل؟

د. عادل يعقوب الشمايله

الالوان جميعها لها جمالها. وكذلك الاوقات. فكما أن اللون الابيض والوردي جميلان، كذلك اللون الاسود والكحلي الغامق. حتى لون الزفته الجديدة على الشوارع جميل ويثير الاطمئنان ويعطي انطباع أنَّ القادم افضل.
في بلداننا الاسلامية يلبس الرجال الدشاديش البيضاء ربما لأن السمرة هي اللون الغالب على الرجال. فانعكاس لون الدشداشة البيضاء على الوجه يساعد في التعرف على ملامح الاشخاص ويعوضُ عن سواد قلوبهم وافعالهم.
أما النساء فيفرضُ عليهن ارتداءَ الالوان السوداء لتغييب جمالهن. لأن الجمال ممنوع في عالمنا العربي الاسلامي.
وكما أن النهار جميل وطلوع الشمس ساطعة يبث الحيوية والنشاط والحركة والعمل والانتاج، فإن للّيلِ والعتمةِ مزاياهما.
هناك فئة من الناس والطيور تعشقُ الليل البهيم والعتمة الدامسة حيث تنعدم الرؤيا، لأنها لا تنشطُ الا في الليل الدامس. هكذا هو خَلقُها وخُلُقها. ومع ذلك تؤمن هذه المخلوقات أنَّ القادم افضل ، لكنهُ افضل لها فقط.
الناسُ الطبيعيونَ في الغالبِ لا يحبون العتمة أي الظلام المدلهم بسبب اضراره النفسية والمادية والامنية.لكنهم يصبرون لأنهم متأكدون أن الشمس ستشرق بعد ١٢ ساعة على اقصى حد.
المشكلةُ في البلدان العربية في الشرق الاوسط هو أنهُ قد فرض عليها اياماً شبيهةً بالنهار الشتوي في السويد والدول الاسكندنافية حيث تغيب الشمس ستة اشهر اي ليلٌ متواصل. كرمُ الحكومات العربية فاق ما هو سائد في السويد، فاليومُ السويديُ المعتمُ مستمرٌ لدينا واصبحَ سرمدياً.
ما يثير الاستغراب هو تذمر العربان وعدم تقديرهم لنجاح الحكومات المبهر، بدلَ أن يُنشدوا بابتهاج :
سودٌ ليالينا بيض راياتنا
حمرٌ ملابسنا
جماعيةٌ مقابرنا
فتاشاتٌ صواريخنا
مكشوفةٌ سمائنا
مُهَدَمةٌ على رؤوسنا منازلنا
الحاويات موائدنا
الضرائب تشلحنا
ومجالس النواب افضل ما انتجنا
ومع ذلك فالقادم افضل حتى ولو كان بعد الموت وقيام القيامة.