وطنا اليوم: ظهر مستشار السياسات الأول في منظمة أوكسفام الشرق الأوسط وشمال افريقيا نبيل عبدو عبر شاشة فضائية اردنية، أمس الأحد، متحدثا عن الوضع المعيشي في الأردن، حيث قال إن في الأردن (930) ثريّا بلغت ثرواتهم نحو (20) مليار دولار، وهو ما أثار صدمة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما دفع العديد من وسائل الاعلام للاهتمام به.
مردّ تلك الصدمة أن الأردن دولة فقيرة، تعاني فيها القطاعات الاقتصادية المختلفة أوضاعا صعبة للغاية، كما يعيش مواطنوها أوضاعا اقتصادية كارثية سُحقت فيها الطبقات المتوسطة والفقيرة، ثمّ يأتي تقرير يقول إن هناك (930) شخصا جمعوا كلّ الثروات وكدّسوا الملايين والمليارات في يدهم وحدهم، بينما الآخرون يعيشون أوضاعا مأساوية.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف كوّن هؤلاء هذه الملايين والمليارات؟ وماذا لو دفع هؤلاء الضريبة المترتبة عليهم فعلا؟ هل ستعاني الموازنة أي عجز؟ ثم ما جدوى معرفتنا حجم أموال أولئك المنقولة وغير المنقولة وحجم أموالهم في الملاذات الآمنة، إن كانت الدولة غير معنية بملاحقة هؤلاء؟
الواجب على الدولة والحكومة بدلا من استمرار حلب المواطن والنهج الجبائي الأفقي، أن تذهب نحو تعديل قانون ضريبة الدخل ليكون تصاعديا وعادلا حقا، ونلغي ضريبة المبيعات عن مختلف السلع والخدمات الأساسية.
حديث ذلك المسؤول في أوكسفام يُنذر باقتراب الحالة الأردنية من اللبنانية، هناك قلّة قليلة من زعماء الطوائف يكدّسون المليارات والثروات في أيديهم، وشعب يعيش أوضاعا اقتصادية كارثية، وهنا أقلّ من (1000) شخص يعيشون في بحبوحة، وباقي الشعب يعاني الأمرّين في تأمين لقمة عيشه.