وطنا اليوم:شهد المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ليلة أمس الإثنين سابقة، حيث استباحه آلاف المستوطنين، الذين أقاموا حفلات راقصة وغنائية في ساحاته رغم عدم وجود أعياد يهودية في هذه الفترة، وجاءت هذه الخطوة الاستفزازية وسط حشد استيطاني تم التحضير له منذ أسبوع، حيث منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان البلدة القديمة من الحركة في المنطقة دون إنذار مسبق.
تصعيد غير مسبوق في المسجد الإبراهيمي
وفي حدث غير معتاد، تم رفع الشمعدان “الحانوكا” وإضاءته على أسطح المسجد الإبراهيمي، بالإضافة إلى إضاءة المسجد بالأعلام الإسرائيلية وألوان مختلفة. كما رفع المستوطنون شعارات تشير إلى أن المسجد الإبراهيمي هو “كهف البطاركة وحق الأجداد”، مما يعكس محاولة فرض الرواية الإسرائيلية على المسجد.
إجراءات احتلالية ومنع للأذان
وقالت منظمات حقوقية إن الاحتفال يعد شكلا من أشكال التهويد الذي يسعى المستوطنون إلى فرضه بدعم حكومي. حيث تم تنفيذ إجراءات مشددة عند مداخل الحرم الإبراهيمي ومخارجه، مما أثر على حركة الفلسطينيين وحرية تنقلهم.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية إن السلطات الإسرائيلية منعت رفع أذان صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي لليوم الثامن على التوالي.
محاصرة الفلسطينيين ومنع الحركة
يشير عماد أبو شمسية، منسق “المدافعون عن حقوق الإنسان”، إلى أن سلطات الاحتلال منعت ما يقارب 3000 مواطن من الحركة في المناطق المغلقة حول المسجد وسط وجود أكثر من 70 حاجزا وبوابة عسكرية بين الأحياء، مما أدى إلى التنكيل بحق الفلسطينيين، خاصة الأطفال والنساء.
تهويد المسجد الإبراهيمي منذ 1994
منذ عام 1994، قسمت دولة الاحتلال المسجد الإبراهيمي بنسبة 63% لليهود و37% للمسلمين. وازداد التهويد عبر تغيير المعالم التاريخية للمسجد وبناء مصعد تهويدي داخله.
وأصدرت محافظة الخليل بيانا أكدت فيه أنها قامت بعرض الوضع العام في المحافظة وما تعانيه من انتهاكات، من خلال تقديم مقاطع مصورة وإحصائيات ومعلومات تم توزيعها على الحضور، الذين شملوا السفراء والقناصل. كما تم إطلاعهم بشكل مباشر على ما يجري في المناطق المغلقة من الخليل، حيث بدأت سلطات الاحتلال بمنع دخولهم إلى البلدة القديمة. وشددت المحافظة على أن هذه الإجراءات تمثل استمرارية لسياسات حكومة الاحتلال التي تتجاهل الرأي العام الدولي ولا تعير اهتماما لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بوقف العدوان والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية.
اعتداء على الوفود الأجنبية
وفي سياق متصل، منعت سلطات الاحتلال وفدا أجنبيا مكونا من 30 سفيرا ورئيس بعثة دولية من الوصول إلى المسجد الإبراهيمي. وذلك في وقت كانت محافظة الخليل تستعرض فيه الأوضاع المأساوية لأهالي البلدة القديمة.
تشير الأحداث الأخيرة إلى تصاعد الخطوات الاستيطانية والإجراءات القمعية ضد الفلسطينيين، مما يزيد من القلق بشأن مستقبل المسجد الإبراهيمي كأحد المعالم الإسلامية في الضفة الغربية.