فيديو النفق يهز إسرائيل ويفجر دعوات لصفقة تبادل أسرى فورية

11 سبتمبر 2024
فيديو النفق يهز إسرائيل ويفجر دعوات لصفقة تبادل أسرى فورية

وطنا اليوم:طالب سياسيون إسرائيليون وأهالي أسرى محتجزين في قطاع غزة، الثلاثاء 10 سبتمبر/ أيلول 2024، بإبرام صفقة فورية مع حركة حماس، بعد كشف المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري عن فيديو قال إنه التقط داخل نفق بغزة قتل بداخله 6 أسرى.
في الفيديو الذي عرضه هاغاري خلال مؤتمر صحفي، ظهر متحدث الجيش الإسرائيلي بلباسه العسكري داخل نفق ضيق لا يمكن لشخص الوقوف منتصبا داخله، قال إنه بقطاع غزة.

هاغاري عرض أغراض الأسرى القتلى
ادعى المتحدث إلى أن بداخل النفق قتل 6 أسرى إسرائيليين على يد حركة حماس، أعلن الجيش انتشال جثامينهم مطلع الشهر الجاري، في حين أكدت الحركة إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية.
واستعرض هاغاري مقتنيات قال إنه تم العثور عليها في النفق، وأضاف: “يمكننا أن نرى هنا زجاجات البول التي كان يقضي فيها الأسرى حاجاتهم ودلوا للتغوط وأغراضاً نسائية، ورقعة شطرنج”.
وأردف: “وجدنا كل شيء مبعثراً هنا، فضلاً عن أغراض تخص المخربين بينها عبوات كهربائية، وأمشاط ذخيرة لبنادق كلاشينكوف، وفوارغ رصاصات كلاشينكوف يتوقع أن يكون تم استخدامها في عملية القتل البشع”، على حد زعمه.
وقال هاغاري في مؤتمره الصحفي: “سنصل إلى من قتلهم. وتقوم الفرق هنا بجمع كل الأدلة من مكان الحادث”.
وأضاف رداً على أسئلة الصحفيين، بعد نشر الفيديو من النفق أن “هناك مختطفين آخرين محتجزين في هذه الظروف”.

ضجة سياسة في إسرائيل
وأثار نشر الفيديو من النفق ضجة سياسية داخل إسرائيل، حيث قال زعيم المعارضة يائير لابيد: “الصور الصادمة هي شهادة مؤلمة ومروعة على قسوة حماس التي لا يمكن تصورها، ولكنها أيضاً إنذار ودعوة للحكومة الإسرائيلية للاستيقاظ”.
وأضاف لابيد في منشور عبر منصة “إكس”: ” إذا لم نفعل كل ما في وسعنا للتوصل إلى صفقة الآن، فإننا نصدر حكم الإعدام على المختطفين الذين ما زالوا على قيد الحياة. لا يمكننا تحمل المزيد من فيديوهات كهذه”.
بدورها، قالت “هيئة عائلات المختطفين” الإسرائيليين في بيان: “الليلة تم الكشف عن توثيق نفق الرعب.. هكذا يوجد 101 مختطف آخر محتجزين في غزة، وهم هناك يعانون، جياع، منهكون، ومعذبون. ما يبقيهم على قيد الحياة هو الأمل في أننا سنواصل النضال من أجلهم جميعًا”.
وأضافت، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو) ووزراء الحكومة يتحملون مسؤولية مشتركة عن مصير وسلامة مختطفينا”.
من جانبها، قالت عائلة الأسيرة كرمل غات، التي تدعي إسرائيل أن حماس قتلتها مع 5 آخرين في النفق: “لا يوجد إمكانية لإنكار الوضع اللاإنساني الذي تمكن المختطفون من البقاء فيه على قيد الحياة، وليست هناك إمكانية أن يستمر المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) في التصرف بطريقة خاطئة كما هو الحال حتى الآن”.
وتابعت في بيان: “ما قتلهم لم يكن نقص الهواء والضوء، ولا نقص الغذاء والماء، ولا الأمراض في أوكار الإرهابيين، بل رئيس وزراء إسرائيل الذي قال لا للصفقة التي ستعيدهم”.
وختمت بالقول: “كرمل لم تؤمن بالانتقام. ولا يحق لأحد أن ينتقم باسمها. الشيء الوحيد الذي يجب فعله الآن هو إعادة جميع المختطفين من خلال صفقة، قبل أن يؤدي الضغط العسكري إلى مقتلهم”.

بن غفير يتوعد
على الجانب الآخر، قال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير في منشور عبر منصة “إكس”: “لقد أبقت حماس على المختطفين في ظروف متدنية للغاية، وقتلتهم بدم بارد. والرد على ذلك يجب أن يكون واضحا: وقف المساعدات الإنسانية وشاحنات الوقود التي تصل إلى حماس”.
وعلى غرار بن غفير، كتبت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف: “الفيديو الذي نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذا المساء يظهر لنا وللعالم مرة أخرى ما هي الوحوش التي نواجهها. يجب أن نستمر حتى النهاية، حتى التدمير الكامل للإرهابيين المتوحشين المتعطشين للدماء، وسنفعل ذلك”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي، إن الأسرى الستة الذين عثر على جثثهم مطلع الشهر الجاري في نفق بغزة قُتلوا قبل ذلك بيومين على يدي مسلحين اثنين على الأقل من حركة حماس، التي حملت بدورها الجيش مسؤولية مقتلهم في قصفه على غزة.

النفق الذي عُثر بداخله على جثث الأسرى
جاء ذلك وفق نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، ونشرتها وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مساء الثلاثاء.
ويبلغ طول النفق الذي عثر فيه على الجثث الست نحو 120 مترا، وكان مسدودًا بباب مقاوم للانفجارات من أحد طرفيه، ومغلق من الطرف الآخر، وفق نتائج التحقيق.
وأشار التحقيق إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي التي وصلت مكان الحادث للمرة الأولى، قامت باقتلاع باب النفق الذي أغلقه المسلحون الفلسطينيون بعد مقتل الإسرائيليين الستة.
ومطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة 6 جثث من نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة لأسرى قالت وسائل إعلام عبرية إن أسماء 3 منهم على الأقل وردت ضمن صفقة كان يجرى الإعداد لها قبل شهرين، قبل أن يضيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شروطا جديدة أعاقت تنفيذها.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بمحوري فيلادلفيا ونتساريم جنوب ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلّفت نحو 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.