عتابا للشاعرة ردينة آسيا

30 يناير 2021
عتابا للشاعرة ردينة آسيا

ردينة اسيا

أعاتبهُ ولا أبغي عتابا

ويكفيني تأدّبه جوابا

.

كأنّ الروحَ لا تصبو حديثاً

فلا يأتي ، وماقَصرَ الغيابا

.

ينام الصمت في ثغري وإني

رأيتُ حروفه تعلو السحابا

.

فيمضي في حديثٍ غير أني

ألملم صوته في الوجد غابا

.

وإني قد عرفتكَ منذ دهرٍ

وبعد المهد تعبره الشبابا

.

وفي الأزمان إذ كنا خيالاً

كذا كنّا ، وشعر الرأس شابا

.

أخبئ في وريدي بعض بوحٍ

وأرخي إذ تعلثمتُ الحجابا

.

توارى طيفهُ بين الحنايا

فأنّى نبضيَ المسكين آبا؟

.

وإني إذ رأيتكُ قلتُ تلكمْ

عيون الخِلّ تهديني الجوابا

.

وقد رتّلتُ في الليلِ وصوفاً

فذكر الصّبِ في نسكي ثوابا

أمخطئةٌ بربّكَ ها فقلي ؟

كذا قلبي إذا يسلو وتابا

.

وما رمت الذنوب فذاك إفكٌ

ورب البيت يطلبني الإيابا

.

فمن مثلي تنازلها همومٌ

فويح الحزن يرديني اغترابا

.

ولو جئتُ الأماني كل يومٍ

توافيني لياليها عذابا

.

أسابق خطويَ المكلوم حتى

جعلتُ الحزنَ من خلفي فغابا

.

وإني قد خبرتُ الصعبَ حتى

جبالُ العزم تهواها الصعابا

.

وها إني اللبيبة ذات عقلٍ

خبرتُ الفقهَ في الدنيا عقابا

.

وإني لا أرى في العشق غيماً

رأيت الدمعَ في طرفي سحابا

.

فخلتكُ في فلاة البيد قطْرًا

فبات الحبّ في دربي سرابا

.

ففاض الحرف في سطري وحتى

تفيض الآه من عمري نصابا

.