وطنا اليوم:زعمت وسائل إعلام عبرية تلقيها تأكيدات أمنية من مصادر في الشاباك وجيش الاحتلال، أن محاولة اغتيال قائد كتائب القسام محمد الضيف نجحت وسيتم الإعلان قريبا بشكل رسمي عن ذلك.
وادعت القناة 14 العبرية، أنها تلقت تأكيدات أمنية تشير إلى نجاح اغتيال محمد الضيف خلال العملية الأخيرة التي نفذت الأسبوع الماضي على منطقة مواصي خان يونس.
وكان جيش الاحتلال ادعى الأحد 14/7/2024 اغتيال رافع سلامة قائد القسام في خان يونس والمقرب من الضيف، في الغارة التي استهدف المواصي، السبت 13/7/2024،فيما لم يشر آنذاك إلى مصير قائد القسام محمد الضيف.
رد حماس
وكانت أصدرت حرك حماس، بيانا عقب مجزرة مواصي خان يونس، قالت فيه “إن ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة، وهذه ليست المرة الاولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة”.
وتابعت حماس: “مجزرة مواصي خان يونس والتي استهدفت منطقة تكتظ بأكثر من ثمانين ألفاً من النازحين؛ هي تأكيدٌ واضحٌ من الحكومة الصهيونية، على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في الخيام ومراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم، غير مكترثةٍ بدعوات وقف استهداف المدنيين الأبرياء، أو ملتفتة لأيٍ من قوانين الحروب التي تفرِض حمايتهم”.
وقالت حماس “إن هذا الاستهتار بالقانون والمعاهدات الدولية، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل، لم تكن لتتواصَل، لولا الدعم الذي توفره الإدارة الأمريكية لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وشلّ يد العدالة الدولية عن القيام بدورها تجاه هذه الجرائم، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها”.
من هو محمد الضيف؟
محمد الضيف، فنان مسرحي وسياسي فلسطيني، ساهم في تأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تُسمى “العائدون”، قبل أن يصبح أحد أهم المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائداً عاماً للجناح العسكري في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
شخصية الضيف محاطة بالغموض، وارتبط اسمه دائماً بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، ونادراً ما يظهر علنًا.
منذ محاولة اغتيال فاشلة في سبتمبر/أيلول 2002، لم يظهر إلا في تصريحات تتعلق بعمليات المقاومة، كان آخرها عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المولد والنشأة
ولد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بمحمد الضيف، عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.
واستقرت الأسرة في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وعانت من فقر مدقع أجبره على العمل في مهن متعددة منذ صغره.
الدراسة والتكوين
درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث برز كطالب نشيط في العمل الدعوى والطلابي والإغاثي والمسرحي.
وتشبع خلال فترة دراسته بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وأصبح من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية.
التجربة السياسية
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية عام 1989، وقضى 16 شهراً في السجون بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.
عند خروجه من السجن، أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام في الضفة الغربية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.
وقاد عمليات عديدة، منها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، ونفذ سلسلة عمليات انتقامية بعد اغتيال يحيى عياش.
دوره في حماس
كان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس، مما جعله هدفاً رئيسياً للاحتلال.
اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه فر مع بداية انتفاضة الأقصى، حيث أثبت قدرته في التخطيط والتنفيذ لعمليات نوعية.
بعد اغتيال صلاح شحادة، تولى قيادة الكتائب وخطط لنقل المعركة داخل “إسرائيل”.
مواجهة الاحتلال
ردد الشباب الفلسطينيون شعارات تمجيد للضيف خلال مظاهرات القدس في مايو/أيار 2021. حذر الضيف الاحتلال من العدوان على أهالي حي الشيخ جراح، مؤكداً أن كتائب القسام ستتحرك دفاعاً عنهم. في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الضيف عن عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، مشيراً إلى إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق الأولى من العملية.
محاولات الاغتيال
تعرض الضيف لعدة محاولات اغتيال فاشلة من قبل الاحتلال، التي أطلقت عليه لقب “رأس الأفعى”.
نجا من خمس محاولات اغتيال، أبرزها في سبتمبر/أيلول 2002، حيث أصيب إصابة جعلته مشلولا وفق تقارير إعلامية.
ورغم إصاباته، استمر في العمل بسرية وحذر.
مذكرة اعتقال
في 20 مايو/أيار 2024، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب استصدار أمر اعتقال بحق محمد الضيف وقادة آخرين من حماس بتهم ارتكاب جرائم حرب. ردت حماس على القرار بأنه مساواة بين الضحية والجلاد، وشددت على أن القرار يشجع إسرائيل على الاستمرار في “حرب الإبادة”