وطن اليوم_بقلم _ الدكتور نبيل الكوفحي
تعلمنا في الكمياء ان الخليط غير متجانس بعكس المحلول، فالمحلول تتجانس فيه المكونات بنسب محددة وتشكل حالة تعبر عن ذاتها بخصائص عديدة. حال الكتل الانتخابية بعد توسع الدوائر هي كالخليط غير المتجانس، ونشاهد تنقل بعض افرادها من كتلة الى اخرى، فلا معرفة مسبقة بين اعضائها غالبا، ولا التقاء على اهداف واضحة ولا يمكن ان يكون هناك برنامج لها، هذه الحالة تدل على صورة ليست ايجابية من ” التحالف المتضاد” فالكل يسعى ان يصعد على حساب الاخر، فهي معرضة للفك والتركيب ساعة فساعة.
ما يهمنا نحن الناخبون ان يكون هناك تفاهم بين اعضائها ولو بالحد الادنى على القيم العليا والسياسات العامة سواء في الانتخابات او في البرلمان حال نجاح احدهم. ولتوضيح ذلك اقول مثلا؛ يفترض ان يكون اتفاق بين اعضائها على رفض التزوير وشراء الذمم واغتيال الشخصية، وان يكون هناك احترام للالتزامات والعهود بين اعضائها سواء كانت مكتوبة او غير مكتوبة.
تكمن الخطورة احيانا انك قد تساعد بنجاح من لا تقتنع به، بل ربما لديك موقف حاد من ترشحه او نجاحه، حيث ان تصويتك لقريبك او صديقك في كتلة ما، يصب في نجاح غيره ممن لا ترغب بنجاحه. فمن المفارقات ان يكون في كتلة ما الصالح مع الطالح، او الشيخ مع الملحد، او من يقف ضد العدوان على غزة، مع اخر يشجعه علنا او سرا. والرافض للتطبيع مع ممارسه، وغيرها من التناقضات.
العمل من خلال الكتل الانتخابية هو تمرين للعمل من خلال الكتل النيابية، فاذا كان من سينجح لم يرتق لعمل الفريق وهو مرشح، فمن الصعب عليه النجاح في العمل البرلماني.
مراقبة تشكل الكتل وسلوكها مهم للقيام بتعديلات على قانون الانتخابات في الدورة القادمة، فنامل من اصحاب الاختصاص دراسة ذلك وتقدم النصح لاصحاب القرار لعلنا نرتقي بشروط افضل لمن يمثل الناس افرادا ام احزابا.
ونحن على عتبة ايام لبدء الترشح، فهذه دعوة للسادة المرشحين ان يكون هناك اساسيات عمل مشترك مكتوبة بينهم لربما تحافظ على تماسك الحد الادنى مما يعطيها فرصة للنجاح اكثر مما لو كان كل عضو فيها يغني على ليلاه.
من الخبل ان تتمنى النجاح للجميع، لذلك نتمنى ان نفرز افضل المترشحين الذين يمتلكون الكفاءة والتجرد للمصلحة العامة، ولا نجعل اعتبارات المصلحة الشخصية او العصبية هي المعتبرة، واي تساهل في ذلك سيؤدي لمزيد من الاثمان القاسية على الوطن والمواطن.