د. مفضي المومني.
2024/7/8
كتبت لأحمد حسن الزعبي حين صدر الحكم وناشدت الوزير أن يستخدم صلاحيته بالنقض والآن وبعد حبسه… ما زلت اطالب وغيري من محبي الوطن قبل حبنا لاحمد ابن كرمه العلي…بأخراجه من السجن… !
في التاريخ المحلي والعالمي… قصص لا تنسى للحبس والإضطهاد لشخصيات معارضة… او ناقدة أو تحررية… وبعضها دفع حياته ثمن لمبادئه… وبعضهم اصبح بطلا قومياً عندما وصل ومن ناصره للهدف… وبعضهم وصل للسلطه مثل نلسون منديلا….من هنا يا احمد حسن يا ابن كرمه العلي (التي اسلت دموعنا في رثائها المؤثر… !)… ولا أحسب سجنك إلا ثمنا تدفعه لبوحك بالكلمة… التي تحسب عليك مماً تزعجهم كتاباتك…!، رسمياً وقضائياً أنت مدان ومذنب ومسجون…! وشعبياً وضمنياً وضميرياً… مثلك لا يسجن..! وإذا استمر سجنك فأنت (بتستاهل) شرف الحبس دفاعاً عن مبادئك اتفقنا معك أم لم نتفق… وسيكون سجنك وساماً يزين تاريخك… عطفاً على معالم التاريخ.. لمن نالهم ما نلت..!.
اعجبك أم لم يعجبك هو احمد حسن الزعبي… رمثاوي اردني اصيل مثل أصالة كل الأردنيين، منحاز للوطن من خلال كتابته الساخرة و(الشاطرة… !)، وأحمد حسن الزعبي ظاهرة أدبية وعلم من أعلام الكتابة الساخرة… واللاذعة… وهذه سمة هذا النوع من الكتابة… قد يضحكك ..قد يبكيك… قد يحزنك قد يفرحك… ولكن في النهاية… الكتابة الساخرة تحمل هدفاً بعد أن تضحكك وقد تبكيك ضحكاً كمن يرقص على ألمه… وهي مؤثرة وصعبة وتستطيع من خلالها ومن ورائها أن تقول مالا يقال في الكتابة العادية.
بكل الأحوال أنا لا احاكم ما يكتب… في الكتابة أنت تنهل من بحر الموهبة والخبرة والواقع والوجع والبؤس…ومع أن الكتابة للوطن هي ضمير للأمة وانتصار للضعفاء والمسحوقين… في وجه الظلم والاستبداد… فلابد من الصدام أو الوقوع في المحذور … فالكلمة تقتل… والكلمة تفرح… والكلمة تغضب… وكلنا وقعنا بذلك ربما…! ولكن ليس بقصد وليس منا من يطعن وطنه في خاصرته… وأجزم ان احمد حسن الزعبي وكل المخلصين لم ولن يفعلوها…! .
احمد حسن الزعبي… كاتب مبدع… شهرته تعدت حدود الوطن… ويتابعه الناس… ويعجبون بما يكتب… ويتناقلون كتاباته وقفشاته… ولأنه يكتب في وجع الناس… فيلامس قلوبهم وضمائرهم وهمومهم… والكلمة إن لم تؤثر وتغير… فربما تخدر… فتجعلنا نضحك على أوجاعنا… ونحن شعب زعلان من يومنا…ونحتاج لألف كاتب ساخر ربما… لنخرج من إرث الزعل الذي نحمله ويحملنا أو حكومات خارقة تخلصنا مما نحن فيه… فنذهب ككتاب لشعر الغزل بدل النقد المهلك..! .
أما وقد قضت المحكمة بسجن احمد حسن الزعبي…مدة سنة على تغريدة فهمها القضاء وأولي الأمر أنها تستحق العقاب…، ولأننا نؤمن بنزاهة القضاء…وقيم العدل والنزاهة التي يحملها والعدل أساس الملك، ننزه القضاء وأستذكر؛ ( قابلت منذ سنين خلت رئيس المجلس القضائي في قضية حكمت فيها المحكمة ورفض تمييزها… وكان هنالك خطأ حسابي، وشرحت له بطريقتي وكنت مندفعاً..! وربما ذكرت أن ذلك ظلم وووو… !، فابتسم لي وقال، يا أخي اصل القضاء أنه نزيه ولا يظلم..!، ولكن القاضي إنسان وقد يخطئ، ولهذا تجد المحاكم الأعلى تنقض حكم المحاكم الأدنى… لأن في الأمر خطأ…، وأشار لي أن يذهب المحامي لرئيس المحكمة( حسب المادة… .) ويقدم استدعاء لتصحيح الخطأ الحسابي وتم ذلك وصححت الأمور.
الآن وقد صدر الحكم ونفذ… ولست خبيراً في القانون ولكن كما قرأت أن الإجراء الوحيد الممكن؛ أن يتم النقض من قبل وزير العدل أو التمييز ومن ثم استبدال العقوبة حسب المجريات القانونية التي نحتكم لها، ولأن ستمرار حبس أحمد حسن الزعبي سيؤثر على سمعة بلدنا، وستتناقله كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ولأن الأمر سيُربط بمناخ الحريات، وسيسوقه البعض عارفين أو كارهيين أو عاقين… للإساءة لبلدنا ونظامنا، فالموضوع آثاره قد تكون اكبر من فوائده… إن كان ثمة فوائد… !، كاتب كأحمد حسن الزعبي سيصبح بطلاً فوق بطولته..! ولن يثنه السجن عن الكتابة… وبتاريخ الأردن المتسامح مع ابناءه لدينا قصص كثيرة نتداولها… مثل العفو عن الضباط الأحرار الذين اتهموا بمحاولة قلب نظام الحكم… واحتوائهم ومن ثم توزيرهم… !، وغيرها الكثير، مما كان يترك أثراً طيباً في النفوس، لن اناقش مظلومية الزعبي، ولن اناقش ما كتب، واعتقد انه مسؤول عن ما كتب، ولا يتهرب من مسؤوليته ومن يتصدى للكتابة بخط النقد جاهز لدفع الثمن… ولكن لا اشكك بوطنيته وحبه للأردن ولا نزاود على بعض بذلك… ولا يتعامل الأردن مع ابناءه بنزق ولا ندية ولا اتهامية…ولا انتقام…
من هنا دعوتنا لأولي الأمر أن يستخدم قانون الحلم كما استخدم سابقاً بذات الإتجاه ، وأن يخرج احمد حسن الزعبي من الحبس، ليس لأنه فوق القانون، ولكن لأن الأمور بمجملها لن تكون في صالح بلدنا وسمعته وتاريخه، وسيستغل كل متربص ببلدنا ذلك ليسيئ لنا جميعاً… فلحكومتنا ووزير عدلنا… ومن مقولة لأحد رؤساء وزاراتنا السابقين، عندما هاتف متوسطاً لطالب أخطأ… وصدرت بحقه عقوبة( الرحمة تسبق العدل)…والرحمة هنا ببلدنا وتاريخنا وسمعتنا … قبل الأشخاص، الأردن اكبر منا جميعاً… والكرة بمرمى الحكومة والوزير وبما يحافظ على سيادة القانون… وعقل الدولة الأردنية تاريخياً يمارس التسامح واستيعاب الآخر…فالخطأ مع حب الوطن أفضل ألف مرة من عقوق الوطن وضربه بخاصرته… وتموت الحرة ولا تأكل بثدييها… والباقي عندكم…!
حمى الله الاردن.