وطنا اليوم:أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” تلقيها تقارير تفيد بوفاة طفلين على الأقل نتيجة للارتفاع الشديد في درجات الحرارة في قطاع غزة.
وأشارت الوكالة في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة إكس، إلى أن الأطفال يتحملون تبعات هذه الظروف بشكل أكبر، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار.
وأكدت الأونروا أن النازحين في غزة يعانون من نقص حاد في إمدادات المياه، حيث يحصلون على لتر واحد فقط من المياه يومياً في المتوسط، وهو أقل بكثير من الكمية المطلوبة بحسب المعايير الدولية التي تبلغ 15 لتراً يومياً.
ومع مرور الأيام في ظل الحرب المستمرة، تحول الطقس في قطاع غزة من بارد ممطر إلى حار ورطب، لتصبح الخيام التي تؤوي اللاجئين “خانقة ولا تطاق” في درجات حرارة مرتفعة، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وتعود الغزية مريم عرفات بالذاكرة لتسترجع تجربة فرارها مع زوجها وأطفالهما الثلاثة الصغار من منزلهم في مدينة غزة، وسط القطاع، تحت القصف الإسرائيلي، لافتة إلى أن ذلك حدث خلال فصل الشتاء.
واضطرت الأسرة إلى الاحتماء في خيمة في دير البلح، حيث كانت ترتجف في الليالي شديدة البرودة، ولم يكن هناك وقود للتدفئة ولا ملابس ثقيلة تقي من البرد.
لكن الآن مع ارتفاع درجات الحرارة، قالت عرفات (23 عاما) إن “الخيمة تبدو وكأنها مشتعلة”، مضيفة: “الجو حار جدا لدرجة أننا لا نستطيع تحمله، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار”.
وكانت عرفات تتحدث وابنها الصغير، يحيى، البالغ من العمر عام واحد، يبكي في حضنها.
وتحت شمس حارقة، لم يعد هناك سوى عدد قليل من الأشجار التي توفر الظل مع ارتفاع درجات الحرارة، التي وصلت إلى 39 درجة مئوية (102 فهرنهايت)، الأربعاء.
“لسعات الحشرات”
جنبا إلى جنب مع درجات الحرارة الأكثر دفئا، يأتي البعوض والنمل وغيرها من الحشرات لهذه المخيمات.
وقال نائب مدير عمليات وكالة “أونروا” في غزة، سكوت أندرسون، الأحد، إن ارتفاع درجات الحرارة جعل مكافحة انتشار الأمراض “أولوية”، منتقدا “ذل توصيل الغذاء”.
واضطر نحو مليون فلسطيني في غزة إلى الفرار من منازلهم تحت القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء العسكرية، عندما كان الطقس باردا بعد اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي.
ولم توفر الخيام المؤقتة التي وجد الكثيرون أنفسهم يعيشون فيها سوى القليل من الحماية من درجات الحرارة المنخفضة.
وفي مواجهة غياب وقود للتدفئة، قام سكان غزة بقطع العديد من الأشجار لحرقها لأغراض التدفئة والطهي، لكن المشهد تحول الآن مع ارتفاع درجات الحرارة.
لكن الآن مع ارتفاع درجات الحرارة، تسهر عرفات وزوجها ليلا لمراقبة أطفالهما الثلاثة، خوفا من تعرضهم للسلعات. وتقع خيمتهم في مخيم بحقل مفتوح، لذا فإنها تخشى تهديدات أكثر خطورة مثل الثعابين.
وتستخدم عرفات قطعة من الورق المقوى لتهوية أطفالها وتبليل رؤوسهم وأطرافهم بما يتوفر لديهم من القليل من الماء. وقالت: “لقد أصبح كل شيء صعبا في هذا العالم. ليس هناك ماء”.