وطنا اليوم:مع بدء الموسم السياحي الشتوي وتنامي الحركة في منطقة البحر الميت بعد حرمان دام عاما كاملا بسبب جائحة كورونا، وجد عدد كبير من الزوار والمتنزهين انفسهم امام وضع مترد للشاطئ الذي يعد الملاذ الوحيد المتاح امامهم بالمجان، مشيرين إلى ان الشواطئ المفتوحة بوضعها الحالي تشكل خطورة على المتنزهين في ظل غياب خدمات البنية التحتية من طرق معبدة وشواطئ ممهدة وغياب الخدمات العامة الضرورية.
ويبين عدد من المتنزهين، ان الزائر لمنطقة البحر الميت يحتاج إلى الوصول لمياه البحر للسباحة والاستجمام، اذ اصبح من غير الممكن سوى في الشواطئ العامة بعد اغلاق شاطئ عمان السياحي، مجددين مطالبهم بإنشاء شاطئ عام مؤهل لاستقبال الاعداد الكبيرة من السياح.
ويبين صالح العدوان، أن البحر الميت يبقى المتنفس الوحيد لآلاف المواطنين محدودي الدخل، وأحد أهم المقاصد السياحية، لتوسطه المملكة وقربه من المدن الرئيسة، مضيفا أن عدم وجود طرق للوصول إلى الشواطئ يضطر الزوار إلى المشي على الأقدام رغم وعورة الأرض وخطورة السير فيها.
ويبين أن الأخطر من ذلك هو عدم قدرة المركبات على الوصول إلى الشواطئ، واذا تعرض شخص للغرق أو الإصابة بأي حادث، فسيضطر مرافقوه أو كوادر الدفاع المدني إلى إخلائه مشيا على الاقدام، ما يحتاج وقتا اطول للوصول إلى الشارع العام.
وكانت الشركة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية قد وافقت قبل ثلاث سنوات على تخصيص قطعة ارض لإقامة شاطئ عام لذوي الدخل المحدود على البحر الميت بهدف تعزيز السياحة الداخلية وخلق بيئة نظيفة وملائمة يسهل الوصول اليها، الا انه لم يتم تنفيذ المشروع إلى الان.
ويؤكد محمد الجعارات، أن غالبية المناطق العامة التي يقصدها آلاف السياح والمتنزهون على شاطئ البحر الميت، ما تزال إلى الآن غير مخدومة، مشيرا إلى أن الطرق ترابية والأراضي وعرة والشواطئ غير نظيفة.
وبين ان قلة من الزوار والمتنزهين من يستطيع تحمل نفقات دخول المنتجعات السياحية والبقية تبقى هذه الشواطئ ملاذهم الوحيد.
ويرى عضو مجلس المحافظة عن منطقة سويمة مناور الجعارات، ان الأوضاع على شواطئ البحر الميت، لا تتماشى مع الجهود التي تبذلها الحكومة للنهوض بالمنطقة وتسويقها عالميا ومحليا، كأحد أهم الأماكن الجاذبة للسياحة في الأردن، خاصة بعد الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها القطاع السياحي، لافتا إلى ان المواطن الاردني بامس الحاجة لان يخرج من الاجواء الكئيبة التي فرضتها جائحة كورونا ما يستوجب الاهتمام بالمنطقة التي تعد قبلة السياحة الداخلية خلال الفترة الحالية.
ويؤكد ان المنطقة تفتقر لأدنى الخدمات الضرورية اللازمة لتعزيز السياحة الامنة، موضحا ان المطلوب حاليا هو تعبيد الطرق التي تصل إلى الشواطئ وتمهيد الشواطئ والحفاظ على نظافتها.
ويؤكد الرئيس التنفيذي لجمعية اصدقاء البحر الميت زيد سوالقة، ضرورة انشاء شاطئ عام منظم لذوي الدخل المحدود بما يسهم في تشجيع السياحة من جانب ويحد من العشوائية، قائلا ” ان انشاء متنزه الأمير حسين يعد نموذجا حيث وفر بيئة مناسبة ونظيفة للسياحة العائلية إلا أن بعده عن مياه البحر الميت ما يزال يدفع بالآلاف الى ارتياد الشواطئ العامة.”
ويشير إلى ان الشواطئ المفتوحة تشكل بوضعها الحالي خطرا على المتنزهين، كونها مناطق وعرة ويصعب الوصول اليها الا سيرا على الاقدام، مما يصعب من عمليات الانقاذ اذا ما حصلت اي حوادث غرق أو اصابات اخرى، مشيرا إلى وجود توجه جاد لانشاء لتأهيل احد الشواطئ بالشراكة مع بلدية سويمة وجمعية اصدقاء البحر الميت ليكون شاطئ عام لذوي الدخل المحدود.
وقالت مدير عام الشركة الأردنية للمناطق الحرة والتنموية امل زنون، انه سيتم الاعلان الاسبوع المقبل عن خطة متكاملة تتضمن منظومة شاملة للمنطقة وواقع الخدمات فيها بما في ذلك الشواطئ المفتوحة، اذ سيتم العمل على تجهيز المواقع بالخدمات الضرورية للسياح والمتنزهين ويما يسهم في توفير بيئة سياحية مناسبة.
واشارت إلى ان الخطة تتضمن انشاء شاطئ عام مؤهل لذوي الدخل المحدود تتوفر فيه جميع الخدمات اللازمة، مهيبة بالزوار المحافظة على نظافة الشواطئ والمناطق السياحية والحفاظ عليها.