التعليم التقني BTEC رؤية وطنية

30 مارس 2024
التعليم التقني BTEC رؤية وطنية

الدكتور جميل الشقيرات

يأتي مشروع التعليم المهني BTEC الذي اعتمدتة وزارة التربية التعليم وبدأت تطبيقة في المدارس الاردنية اعتبارا من هذا العام كأحد المشاريع الوطنية الرائدة التي يشهدها التعليم التقني والمهني في المملكة.
من خلال خبرتنا التربوية فان مشاريع التطوير التربوي والتعليمي تواجه مع انطلاقتها العديد من التساؤلات عن مدى نجاحها وتحقيقها لأهدافها وغاياتها، لا سيما أن هذا المشروع يأتي بعد عدد من المشاريع والتجارب التطويرية التي مر بها نظامنا التعليمي، والتي كان لكل منها أهدافها وغاياتها، ولها مسوغاتها التي دعت لها في حينها كتطوير امتحان الثانوية، وتطوير المناهج كما أن لبعضها أسبابها وظروفها التي تسببت في عدم استمرارها والرجوع عنها كمسار الادارة المعلوماتية للمرحلة الثانوية على سبيل المثال.
اعتقد ان مشروع التعليم التقني له مسوغاته ومنطلقاته، ومبرراته، ومرتكزاته، وله أهدافه ومميزاته ومخرجاته، وجميعها من المؤشرات والدلالات التي تؤكد نجاح المشروع وتحقيقه لأهدافه وتطلعاته والدليل إلى ذلك الدعم الملكي لهذا المشروع حيث عقد جلالة الملك قبل فترة وجيزة لقاءنا مع المعنين بهذا المشروع وأكد دعمة له لما له من فائدة على المجتمع واجياله.
لذلك على وزارة التربية والتعليم أن تنتهز هذا الدعم الملكي وتتحوط لكافة المعيقات التي قد تواجهه وتدرك أن هذا المشروع يأتي في ظل
تغيرات اجتماعية عميقة يشهدها مجتمعنا، صاحبها تغيير في بعض التقاليد والمعايير الاجتماعية المرتبطة بالتعليم والعمل، فسوق العمل بما يحمله من وظائف ومهن مستجدة وما يتطلبه من مهارات جديدة أصبحت مطلبا لكل شباب وشابات الوطن دون استثناء، مع زوال كثير من العوائق والضغوط الاجتماعية السابقة التي كانت تحول دون الالتحاق بمثل تلك الوظائف والمهن، وصاحب ذلك ضعف تأثير الأسرة السابق في توجيه أبنائهم نحو مسارات تعليمية معينة تحدد وظائفهم المستقبلية والتي قد لا تتوافق مع اهتماماتهم وقدراتهم وميولهم، كما تغيرت رؤية المجتمع نحو مواصلة الدراسة الجامعية بعد المرحلة الثانوية وأنها الخيار الأوحد، فكثيرا من الوظائف والمهن المستجدة في سوق العمل والتي تلقى قبولا كبيرا لدى أفراد المجتمع تتطلب شهادات أقل من البكالوريوس والتي سيوفرها هذا النظام التعليمي الجديد من خلال شهادات مهنية لبعض المسارات التخصصية، والتي ستؤهل لسوق العمل مباشرة لان المستقبل سيكون للمهارات وليس للشهادات.
اخيراً، أن نجاح هذا المشروع يعتمد على توفير كافة المتطلبات الفنية والتعليمية والإدارية وعلى رأسها تدريب المعلمين وتأهيلهم لهذا البرنامج من أجل إثراء الطلبة بالمعرفة العلمية والعملية من خلال طرائق تدريسية وتقيمية حديثة تدعم الطلبة بالمعارف والمهارات والسلوك المطلوب لسوق العمل ليصبح الطالب معداً اعداداً جيداً تساعدة على الاندماج بالواقع العملي وتضمن له الحصول على وظيفة المستقبل وبالتالي نستطيع التخفيف من نسب البطالة بين الشباب وتغير وجهة نظر المجتمع تجاه التعليم التقني والتي اتسمت بالسلبية لسنوات طويلة.