وطنا اليوم:مجددا دخلت العلاقات الأردنية- الإسرائيلية في أضيق الزوايا مع الإعلان رسميا ووسط كل الإحتمالات التي يثيرها العدوان على قطاع غزة عن مصادرة أكثر من 8 الاف دونما من الأراضي الفلسطينية في منطقة الأغوار بإتجاه شرق نهر الأردن.
استعمل بيان يعترض بشدّة على الإجراء وصدر عن الناطق باسم الخارجية الأردنية عبارة “وزير متطرف” اتخذ قرارا ولم يشر البيان إلى حكومة تل ابيب والمقصود وزير المالية الإسرائيلي بتسئليل سموتريتش الذي بقي متخصصا في التحرش بالأردن ومصالحه.
بيان الخارجية الأردنية شهد تصعيدا غير مألوف في اللهجة معتبرا ان القرار الإسرائيلي خطير للغاية ويتلاعب بالاستقرار في المنطقة ولأول مرة قارن البيان بين الإجراء الإستيطاني الجديد وبين العدوان الدموي المتواصل على “أهلنا وشعبنا في قطاع غزة”.
البيان الأردني طالب المجتمع الدولي ب”وضع حد لتصرفات الاحتلال الإسرائيلي” واعتبر مجددا أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بكل القوانين الدولية.
ولم تشرح الحكومة الأردنية حيثيات القرار الاستيطاني الجديد لكن مصادرة فلسطينية تحدّثت عن وثائق وقّعها الوزير سموتريتش باعتباره المفوض على توقيع ملفات أملاك الغائبين والأراضي وهي وثائق تعيد ملكية أو تسجل ملكية نحو 8 الاف من الدونمات لصالح وزارة الاستيطان.
وتوصف تلك الأراضي بأنها الأكثر جودة والذريعة الأسباب الأمنية لأنها محاذية لمستوطنات الأغوار بل في جزء اساسي منها محاذية للحدود السيادية مع المملكة الأردنية الهاشمية.
وحذر الأردن مرارا وتكرارا من هذه الخطوة، لكن الأخطر أنها تعكس عودة المتطرفين في طاقم نتنياهو إلى إسطوانة “السيطرة الأمنية على الأغوار” بمعنى مشروع ضم الأغوار القديم ولدواع أمنية واستبق الإسرائيليون بملاحظة المؤسسات الأردنية الخطوة الخطيرة التي تتلاعب بالمصالح الحدودية العليا للأردن بسلسلة تقارير في إعلام اليمين عن خاصرة هشة أمنيا في الحدود وإحتمالية أن يستخدم إرهابيون عراقيون وإيرانيون الحدود مع الأردن للعبور إلى إسرائيل.
وتبدو الحجة مضحكة لأن لعبة الحدود برأي المؤسسات الأردنية تبدّلت ولا حاجة بعد اليوم مع وجود المسيرات لاختراق حدود إسرائيل.
مشروع ضم الأغوار تحوّل خطير وحسّاس بالمواصفات الأردنية وسبق للملك عبدالله الثاني أن حذر منه رسميا لا بل تعتبره كل الأوساط الأردنية المقدمة الطبييعية لمشروع تصفية القضية الفلسطينية.
حدود الأغوار في حال تنفيذ إسرائيل للإجراء على أرض الواقع ستصبح “بؤرة ساخنة” جدا وأسخن بكثير مما يتوقع الكيان في هذه الحالة برأي مسؤول أردني بارز.