وطنا اليوم:أكد نشطاء في حملات المقاطعة أن المقاطعة أصبحت نمط حياة بالنسبة للشعب الأردني، مشيرين إلى أن المواطن الأردني لم يعد يهتمّ بوجود منتجات الشراكات الداعمة للكيان الصهيوني.
وأضاف النشطاء أن المواطن الأردني أصبحت لديه ثقافة البحث عن البديل ولم تعد الحملات تحتاج إلى مجهود كبير للتعريف بها أو التأكيد على أهمية المقاطعة في دعم المقاومة ودعم صمود الأهل في فلسطين وقطاع غزة وفي الوقت نفسه معاقبة الدول المشاركة في العدوان على الغزيين.
وأشار النشطاء إلى أن المستهلك الأردني وصل إلى مرحلة الاستغناء التام والقطيعة لتلك المنتجات، فلم تعد المقاطعة حالة عاطفية حسب المعطيات بل موقفا شعبيا متأصلا وراسخا لدى المواطن الأردني.
وبدّد وعي المواطن الأردني محاولات بعض المستثمرين في العلامات التجارية الأجنبية الإلتفاف على حملات المقاطعة، إذ كشفت شهادات ناشطين عن قيام بعض المشغّلين باستغلال أقاربهم وأقارب بعض العاملين لديهم لملء المحال والمتاجر المقاطعة، من أجل إظهار فشل المقاطعة وانكسارها.
واستعرت حملات المقاطعة بعدما بثّت منصّات بعض العلامات التجارية رسائل الدعم للصهاينة وجيش الاحتلال الذي يشنّ عدوانا همجيا وبربريا على الأهل في قطاع غزة، فيما نشر ناشطون صور “طرود” غذائية مقدّمة من “كارفور اسرائيل” كجزء من الدعم، بالاضافة إلى وجبات طعام مقدّمة من مطاعم (ماكدونالدز، برجر كنغ، بيتزا هت، دومينوز بيتزا، بابا جونز).
وبالاضافة إلى “كارفور، ماكدونالدز، برجر كنغ، بيتزا هت، دومينوز بيتزا، بابا جونز”، شملت حملات المقاطعة منتجات وعلامات تجارية، على رأسها “بوما للمنتجات الرياضية، شركة التأمين الفرنسية “اكسا”، بيبسي ومنتجاتها، كوكاكولا ومنتجاتها، نستله، هاينز، والمنظفات مثل تايد واريال، بامبرز، وسجائر مارلبورو، وألعاب هاسبرو، ومنتجات الأدوية والتجميل لوريال وجونسون آند جونسون، وتيمبرلاند المتخصصة في الألبسة والأحذية”.
استحِ:المقاطعة أصبحت أسلوب حياة
وحول ذلك قال عضو جمعية مناهضة الصهيونية وحملة “استح”، زيد حمد، إن حملة المقاطعة مازالت في أوجها، وقد تحوّلت إلى أسلوب حياة لدى غالبية الأردنيين، حتى باتت الدعوة إلى المقاطعة لا تحتاج إلى جهد كبير.
وأضاف حمد أن الحملة تنسّق الآن مع عدة حملات شعبية أخرى من أجل الدعوة لوقف تصدير الخضار والفواكه الأردنية إلى الكيان الصهيوني، وذلك من خلال الضغط على التجار الذين يقومون بالتصدير.
وأشار حمد إلى أن النشاطات تحمل رسالتين؛ الأولى للحكومة وتدعو لوقف التصدير ومنع استمرار الجسر البري الممتد من دول خليجية للكيان الصهيوني عبر الأراضي الأردنية، والثانية للكيان الصهيوني بأن الشعب الأردني يرفض التطبيع والتعامل مع العدوّ تحت أي ظرف.
وأكد حمد أن التضييقات الأمنية لن تثني القائمين على حملات المقاطعة ومناهضي تصدير الخضار إلى الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الأردن لا يمكن أن يكون ممرّا ومعبرا للتطبيع أو وصول المساعدات عبر الأردن.
اتحرّك:الشركات تحاول استمالة المواطنين
من جانبه، أكد عضو تجمّع “اتحرك” لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع، مجد الفراج، أن هناك التزاما واسعا بالمقاطعة، ما أدى إلى تخبط الشركات الداعمة للاحتلال، مشيرا إلى رصد محاولات بعض الشركات والعلامات التجارية بثّ المغالطات بين المواطنين ومحاولة استمالتهم من خلال الاتصالات الهاتفية وشرح وجهة نظرها للمقاطعين.
وأضاف الفراج أن الشركات تقوم أيضا بارسال تقارير عن تأثير المقاطعة على العمالة الأردنية والآثار السلبية للمقاطعة على الاقتصاد الوطني، وهذه مغالطات ثبت عدم دقتها، بل وأكد اقتصاديون متخصصون أن المقاطعة من شأنها تنمية الاقتصاد الوطني والصناعات المحلية، ما ينعكس ايجابا على الاقتصاد.
وأشار الفراج إلى أن المواطن وصل مرحلة الاستغناء وليس المقاطعة فحسب، وأصبح هناك قطيعة لمنتجات الوكالات الأجنبية، لافتا إلى أن بعض المواطنين أصبح يقاطع كل ما يتعلق بالدول الداعمة للاحتلال مثل النشاطات الثقافية والرياضية والأكاديمية.
ولفت الفراج إلى أن الرأي العامّ الأردني أصبح لديه ثقافة المقاطعة، وهناك اتفاق عليها في جميع جوانب الحياة، الأمر الذي انعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني.
تقاطع: الحالة الشعبية متماسكة
وأكد عضو حملة الأردن تقاطع، حمزة خضر، أن الحالة الشعبية مازالت متماسكة بمفهوم المقاطعة والحالة العربية، خصوصا أن الحكومات لاتزال مصرة على التطبيع مع العدو الصهيوني.
وأضاف خضرأن تصدير الخضار والجسر البري ينمّ عن عدم احترام الحكومة الإرادة الشعبية، لافتا إلى أن هذه الممارسات عززت تمسّك المواطن الأردني بالمقاطعة.
وأشار خضر إلى أن استمرار الحرب وانتصار المقاومة ساهما في ظهور حالات اجتماعية جديدة، مثل تأجيل المناسبات الشخصية، وهذا ينم عن ترابط المجتمع وتماسكه وأنه يعتبر القضية الفلسطينية جزءا من حياته اليومية، مستغربا حجم الانفصام بين التصريحات الحكومية الرسمية والممارسات على أرض الواقع.
وكان تقرير صدر لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بعد (6) أسابيع على بدء الحرب على غزة أظهر أن (93%) من الأردنيين يقاطعون فعلا منتجات أمريكية واسرائيلية أو منتجات دول تؤيد الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الأهل في قطاع غزة، وهذه نسبة مرتفعة جدا يمكن اعتبارها اجماعا أو شبه اجماع.
وأشارت النتائج إلى أن الغالبية العظمى من الأردنيين (95%) توجهوا إلى المنتج المحلي الصنع كبديل للمنتجات التي تمت مقاطعتها.