وطنا اليوم:قالت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس إن فرض قيود أكثر صرامة للحد من انتشار مرض (كوفيد – 19) يمكن أن ينقذ مئات الآلاف من الأرواح في مختلف أنحاء أوروبا قبل شهر فبراير (شباط) المقبل، فيما تشهد القارة زيادة هائلة في عدد الإصابات.
وأفادت وكالة «رويترز» في تقرير من لندن بأن هانز كلوج مدير المكتب الإقليمي لأوروبا بمنظمة الصحة حض الحكومات على «تكثيف» جهودها بسرعة لاحتواء الموجة الثانية من جائحة فيروس «كورونا»، وقال إن الوضع الحالي «تشهد فيه أوروبا انتشار الوباء أكثر من أي وقت مضى». وقال كلوج في إفادة صحافية عبر الإنترنت: «تستمر موجة الخريف (الشتاء) في الانتشار بأوروبا، مع وجود زيادات هائلة في أعداد الإصابات والوفيات اليومية». وأضاف «حان الوقت لتكثيف الجهود. الرسالة الموجهة للحكومات هي: لا تترددوا في فرض قيود محدودة نسبياً لتجنب الإجراءات المؤلمة التي شهدناها في الجولة الأولى في مارس وأبريل».
وقال كلوج إن تشديد القواعد بصورة بسيطة وسريعة، مثل فرض وضع الكمامات على نطاق أوسع والسيطرة على التجمعات في الأماكن العامة والخاصة، يمكن أن ينقذ ما يصل إلى 281 ألف شخص بحلول فبراير في 53 دولة يشملها مكتب منظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا. وجاء تحذير المسؤول الصحي في وقت يترسّخ يوماً بعد اليوم الاعتقاد لدى السلطات والمؤسسات الأوروبية المعنية بإدارة الأزمة، بأن مسارها يتوقف على السلوك العام بقدر ما يتوقف على إجراءات الوقاية وتدابير الاحتواء التي تتخذها الحكومات لمواجهتها. ومن هذا المنطلق يؤكد الخبراء أن ما يسمّى اليوم «الموجة الثانية» ليست إلا استمراراً للمرحلة الأولى للوباء بعد «هدنة» الصيف التي كانت نتيجة للإقفال والتدابير الصارمة في تلك المرحلة.
وفيما دعت المفوضية الأوروبية أمس إلى «التسلّح جيّداً في هذه المعركة المصيرية على الصعيدين الصحي والاقتصادي»، قالت سميّة سواميناتان كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية إن الشباب يجب أن ينتظروا حتى عام 2022 للحصول على اللقاح «لأنه لم يحصل أبدا في السابق أن أنتج أحدٌ مثل الكميّة التي سيحتاجها العالم من اللقاحات، وبما أن العدد الذي سيتوفّر العام المقبل سيكون محدوداً، لا بد للشباب أن ينتظروا حتى العام التالي لأن الكميّات التي ستنتج العام المقبل يجب أن تخصص للفئات الأكثر تعرّضاً لخطر الإصابة».
وفي بروكسل، قدّمت المفوضّية الأوروبية خطتها لتوفير المناعة للأوروبيين عند نزول اللقاحات إلى الأسواق. وتتطلب الخطة من الدول الأعضاء تجهيز المنشآت اللازمة للتلقيح بحلول نهاية السنة، كما تقترح مجموعة من التوجيهات والتوصيات لتوزيع اللقاحات حسب الأولويات الصحية. وأعلن ناطق بلسان المفوضية أن توزيع اللقاحات سيتمّ وفقاً لعدد السكان مع مراعاة احتياجات الدول استناداً إلى عدد الإصابات فيها. وقال نائب رئيس المفوضية مارغاريتيس سكيناس إن الهدف هو توزيع اللقاحات بإنصاف تحاشيا لما حصل في المرحلة الأولى بالنسبة للكمامات وأجهزة التنفس التي خزّنت بعض الدول كميات كبيرة منها، فيما كانت دول أخرى تعاني نقصاً فيها. وتحذّر الخطة من إلغاء تدابير الوقاية والتباعد الاجتماعي بعد توافر اللقاح.