الدكتور جميل الشقيرات
غداً تمثل إسرائيل صاغرة أمام محكمة العدل الدولية لتحاكم في قضية اقامتها دولة جنوب افريقيا ضدها لارتكابها جرائم الإبادة البشرية الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وأدت هذة الجرائم إلى استشهاد الآلاف من النساء والأطفال.
لمن لا يعرف محكمة العدل الدولية فهي الجهاز القضائي الرئيس للأمم المتحدة وتتولى الفصل في النزاعات التي تنشأ بين الدول وتضم المحكمة في عضويتها ١٥ قاضياً من جنسيات مختلفة يتم انتخابهم كل ثلاث سنوات وجميع أحكامها ملزمة لكل الدول ولا يوجد لها استئناف.
يومي الخميس والجمعة القادمين تتجه جميع أنظار العالم صوب محكمة العدل الدولية /لاهاي والتي توافد اليها عشرات المحامين من دول مختلفة ومن ضمنهم دولة القاضي الدولي الاردني عون الخصاونة بالإضافة إلى وفدي جنوب افريقيا وإسرائيل لحضور جلسات المحاكمة.
بكل تأكيد ، محكمة العدل الدولية أمام اختبار وضعها على المحك، حيث شاهدت عبر وسائل الإعلام العالمية كافة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل من قتل وتهجير وتجويع في قطاع غزة فإذا حكمت حكماً مغايراً لما شاهدتة وبدعم من عشرات المحامين فإنها ستفقد مصداقية واحترام العالم وتثبت انها والامم المتحدة يكيلون بمكيالين.
أجزم أن موقف جنوب افريقيا المشرف والدول التي ساندتها كالأردن وماليزيا وتركيا موقفاً قوياَ في إدانة إسرائيل ووضعها في حالة من العزلة والارباك لكنها تعقد الأمل على مجلس الأمن وهو الجهة المنفذة لأحكام المحكمة بأن يستخدم حلفاءها (أمريكا وفرنسا وبريطانيا) حق الفيتو لمنع تنفيذ الاحكام التي ستصدرها المحكمة.
لدى الجميع مخاوف من تدخل امريكا وحلفاؤها للضغط على المحكمة لمنع إصدار أي أحكام تدين اسرائيل خصوصاً ونحن نعلم أن رئيسة المحكمة امريكية الأصل.
الجميع يتمنى أن تدين محكمة العدل الدولية إسرائيل وتصدر حكماً عادلاً بحقها وتقنع العالم بأنها كيان همجي لا يعرف إلا لغة الدم والإجرام.