وطنا اليوم:قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات إن الجامعة تسعى إلى التميز في عملياتها التدريسية والبحثية والإدارية كافة، عبر تحفيز البيئة الجامعية للحصول على مراتب متقدمة في مختلف مقاييس التصنيف العالمية، محليا وإقليميا وعالميا، وذلك من خلال استراتيجية قائمة على أهداف التنمية المستدامة.
وقال عبيدات إن الجامعة، وعبر سعيها الدؤوب نحو مصاف الجامعات العالمية، عملت ولا تزال على ترسيخ ثقافة التميز بين العاملين، وبناء منظومة القيم والمبادئ التي يجب أن تتحلى بها الكوادر، لينعكس ذلك على نتاجات ومخرجات التعلّم في البرامج المختلفة، بما في ذلك المهنية والتطبيقية منها، مؤكدا أن التميز هو عامل القوة الأساس للوصول إلى مجتمع أكثر قوة وازدهارا.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها اليوم وحدة الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة في الجامعة الأردنية بعنوان “التميز المؤسسي”، قدمها وزير تطوير القطاع العام الأسبق الدكتور خليف الخوالدة.
وعرض الخوالدة في محاضرته لأهداف التميز المؤسسي وسبله وآلياته ومستوياته ومفاهيمه ومحاوره، قائلا في مستهل حديثه إن كلفة غياب الجودة والتميز تفوق كلفة بناء الجودة والتميز مئات المرات.
وقال الخوالدة إن التميز ليس وظيفة، بل صفة لكل وظيفة، على كل شخص في المؤسسة أن يكون مسؤولا عنها، فالتميز ليس تفويضا، بل تفكير وجهد موحد من الجميع.
وأكد الخوالدة في محاضرته أن التميز يبدأ برسوخ ثقافته، وهو حالة مؤسسية جماعية وأسلوب حياة ورحلة لا تنتهي، تتخللها محطات للقياس والتعلم والتحسين، مشيرا إلى أنها ليست محطة نهائية تنتهي الغاية منها ببلوغها، ولافتا كذلك إلى أن استدامة التميز والمحافظة عليه أصعب من بنائه.
وشدد الخوالدة على أن نشر ثقافة التميز أفضل مدخل إداري لتحقيق واستدامة النجاح واستمرارية الأعمال، وأن بناء تلك الثقافة يحتاج إلى استثمار في البداية، مؤكدا أن الاستثمار في التميز يتأتى بكونه جدوى وقيمة مضافة بذاته، ذلك من خلال منع الأخطاء والانحرافات السلبية في الأداء، والحد منها ومنع تكرارها، بالتالي ضمان الاستخدام الأفضل للموارد المتاحة.
ولفت الخوالدة إلى أن الجامعة الأردنية تشهد حالة تميز غير مسبوقة، تتمثل في سمعتها الأكاديمية المرموقة بين نظيراتها محليا وعالميا، بدلالة حلولها ضمن أفضل 500 جامعة في العالم ضمن تصنيف QS العالمي، وحصولها على مرتبة متقدمة في تصنيفي شنغهاي والتايمز، وغيرها من التصنيفات العالمية، وحصول جميع كلياتها وبرامجها على أرفع شهادات الاعتماد العالمية.
من جانبه، قال نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية الدكتور زياد الحوامدة إن التميز المؤسسي أصبح مطلبا أساسيا لا يمكن تجاوزه في عصر الثورة المعرفية الهائلة، والتقدم التكنولوجي والتقني، خاصة مع بروز كثير من الأدوات والإمكانات التي تخلق بيئة خصبة للتنافس وتطوير الأداء، وهذا ما لا يمكن تحقيقه دون بذل الجهود والعطاء والعمل المستمر من أجل تحسين عمل المؤسسة وتطويره، وصولا إلى أعلى درجات الجودة الممكنة في ميادين العمل المختلفة، خاصة أن التميز يصنع ولا يوهب، وهو متوقف على الأفراد الذين يحملون مؤسساتهم ويعملون على النهوض بها.
ولفت الحوامدة إلى إن إدارة الجامعة خطت خطوات كبيرة نحو التميز المؤسسي، إذ وضعت الخطط والبرامج وأعادت النظر في عملياتها كافة، على هدى من رؤيتها الرامية لأن تكون جامعة قائدة للتحوُّل العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، متميّزة في أداء دورها في تطوير وتحديث الدولة الأردنيّة، ورائدة في خدمة المجتمع المحلي والعالمي.
وقد حضر الندوة، التي شهدت تفاعلا وحوارا بناء بين الضيف والحضور أفضى إلى فتح آفاق لم يُتح لها البروز أثناءها، نواب الرئيس وعمداء الكليات وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية.