كتب العين عبدالحكيم الهندي:
“القوات المسلحة الأردنية تتابع تحركات هذه المجموعات وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت” .. بهذه العبارة ختم المصدر العسكري الأردني بيانه صبيحة يوم الاثنين.
إذن هذه ليست مجرد معركة مع عصابات مخدرات، بل هي حرب تستهدف الأردن.
نعم، بعد ما سُمّي بالربيع العربي، لم تسلم في المنطقة من دولة سوى الأردن، وفي كثير من التحليلات السياسية والعسكرية التي تبعت تلك الحقبة، كان الخبراء يؤكدون أن “سِر” الأردن يكمن في مسألتين أساسيتين، الأولى تماسك الشعب الأردني وتيقنه بحتمية أمان الأردن، والتفافه حول قيادته في الأوقات المصيرية الصعبة.
وأما المسألة الثانية، حسب ما خلص إليه الخبراء، فتكمن في قوة جيش الأردن وإيمانه بقيادته وعقيدة القتال لديه والتي تقوم على حماية الوطن أولاً.
والآن، وبعد أن يئست كل محاولات زعزعة الداخل الأردني، بدأت محاولات ضرب المجتمع الأردني من خلال محاولة جعله موطناً للمخدرات لا ممراً لها، وإذ فشل هذا الأمر بسبب صلابة جيشنا الباسل على الحدود، فإنهم جمعوا عصاباتهم على شكل ميليشيات وسلّحوها حتى بالصواريخ وبعض العتاد الثقيل ليتمكنوا من التسلل إلى الداخل الأردني وليوطنوا تلك العصابات والميليشيات بين ظهرانينا مستغلين الوضع السوري الأمني المتأزم.
الأردن، ولأكثر من مرة، أرسل الرسالة تلو الأخرى للأشقاء في سوريا بضرورة ضبط الحدود، وبعد ان ازدادت عمليات محاولات التهريب، أرسل الرسالة الأقوى على لسان وزير الخارجية إذ قال إننا سندخل العمق السوري لنضرب تلك العصابات إن استدعى الأمر، ولعل هذا ما جرى لاحقا حين وصل السيل الزبى.
جيشنا العربي يخوض الآن حرباً حقيقية، وإن كنا آمنين مطمئنين في منازلنا وبين عائلاتنا، فلنعلم بأن هناك جنوداً بواسل وأبطال هم سبب هذه الطمأنينة، فهم غادروا عائلاتهم وحملوا السلاح وارتقى منهم شهداء، وتعرض بعضهم للإصابة، وما زالوا عنا يدافعون.
المطلوب منا، وكجبهة داخلية، الآن، أن ننتبه إلى حجم المؤامرة التي يتعرض لها الأردن الحبيب، بيتنا ومظلتنا كلنا، وأن لا نضعط على الجبهة الداخلية أكثر، فعند حسابات الوطن تسقط كل الحسابات.
لننتبه ..