عطوفة المدير(2) وما أدراك بالمناهج! وما أدراك ما المناهج!

26 نوفمبر 2023
عطوفة المدير(2) وما أدراك بالمناهج! وما أدراك ما المناهج!

بقلم: د. ذوقان عبيدات
(1)
قلتُ في مقالتي الأولى: إن من كتب لك وباسمك لا يتقن الكتابة، وهذه ليست”وجهة نظري”، فقد أثبتّ ذلك موضوعيّا عن طريق وجود سبعٍ وعشرين خطيئة لغوية! علّق زملاؤك في الوزارة بأن المقال المذكور يعكس من لا يتقن القراءة، ولا الكتابة، ولا الحسابات!!
لقد سببتَ لي في ردّي الأول مشكلتين: الأولى؛ مع زملائك في الرياضة الذين عتبوا عليّ حين قلت: التحليل يعرفه حتى مختصو الرياضة! ولذلك أعتذر منهم جميعًا، فلم أقصد أن أضع من كتب لك وإياهم في سلّة واحدة، أو أن أقلّل من قدراتهم العلمية!! والأخرى؛ مع وزارتي الحبيبة: التربية. وأعتذر منهم؛ لأنني لم أميّز بين من كتب لك وبين سائر القيادات، وأعلن لهم أنني أدين بكل ثقافتي “الانتقادية” وغيرها للوزارة، ولن أكون يومًا إلّا داعمًا، وفيّا، محافظًا على بقاء رأسها مرفوعًا. فأنا جزء أصيل منها!!
وعلى أي حال، كانت جدتي تقول: الولد غير الجيد يسبّب لأهله كثيرًا من المشاكل! وهذا قول تراثي عام لا أوجّهه لأحد!
عطوفة المدير، ندخل بالموضوع:
اتهمني من كتب لك بكثير من التهم، وارتكاب الخطايا، وإعاقة التطوير المبهِر، والانتقاد غير البريء، وتُهم أخرى غيرها! أسامحك عنها كلها لأسباب عديدة مثل: إنك تكتب لمن هم أعلى منك، وليس لي! وأنا على ثقة بأن قيادة الوزارة الحالية تعرفني وربما لا تعرفك، ولكنّ رديّي عليك سيمكنانهم من اكتشاف مدى أصالتك!! ولعلك لا تدري أنّ علاقتي معهم جيدة، وعلاقاتي مع زملائك في الوزارة أكثر جودة من علاقاتك. فلقد فرحوا جميعًا بما كتبته عنك، وأجمعوا على أنك تبحث عن ولاية، وهذا حق لك، ولكن ليس على حسابي، بالرغم من علاقتي الطيبة معك: صديقًا، وزميلًا، وابن قرية مجاورة!!
(2)
وما أدراك بالمناهج!
عزيزي عطوفة المدير،
أنا من دعا لتأسيس المركز الوطني للمناهج، وأنا أكثر من عمِل فيه منذ نشأته، وحتى الخروج منه سنة 2022، ومنعي من الدخول إليه بالقوة قبل عشرة أيام! ولذلك، سأقول لك ما أنتجته:
1- كتبت تقريرًا عن كتب العلوم – وأنا عامل بالمركز- إنها كتب احتوت موضوعات الكتب السابقة لها نفسها، ولم تأتِ بجديد، ولم توجّه أنظار الطلبة للبحوث العلمية المتجددة، مع اعترافي ببعض تقدّم في التفكير والتجريب!
2- وكتبت تقريرًا عن كتب الرياضيات، وقلت: لقد أغفلت المفاهيم الوطنية، والعربية، وفلسطين، ولم تضع مسألة واحدة تذهب بالطلبة إلى المستقبل، أعرف أنّ ذلك صعب عليك، لكني أكتب للجميع أيضًا.
3- أما كتب اللغة العربية -غير المكتملة -، فقد نشرت عنها تقارير، وتحليلات دقيقة؛ محدّدا الصفحة والسطر، وقلت عنها: لم تذكر نصّا واحدًا لسيدة أردنية، ولم تحترم شاعر الأردن الأول عرارًا، وأساءت إلى المفكّر ناصر الدين الأسد لصالح لاعب كرة قدم، وتركت مسؤولية المساءلة، ومحاسبة المسؤولين لعالم الغيب والشهادة، وليس لهيئات النزاهة، ومكافحة الفساد!
4- أما كتب الدراسات الاجتماعية، فقد بيّنت، وبأرقام الصفحات، أنها فشلت في تحديد هُويّة الأردني، ووضعت كلامًا “فِتنَوِيّا” انزعجت منه الدولة، وطلبت تصحيحه، وفشلت في وضع اسم أي زعيم وطني أردني، ولم تربط بين الأردني والعروبة، وقالت: إن الأسرة، والدولة، والمجتمع، هذه الركائز الثلاث هي أصل الهُويّة وجذرها، ولم تُشِرْ إلى نضالات المرأة الأردنية، واكتفت بالتركيز على طموحات سياسيّ مؤلف أو …. باحث عن منصب!!
هذا ما كتبته بعد تحليل للكتب كلفني جهدًا كبيرًا، بينما – وأنا متأكد – أن من كتب لك لم يقرأ، أو يشاهد كتابًا!! أليس ذلك ظلمًا منه ومنك!؟
أما عن ثقافتك التربوية، فأبين لك حجمها الدقيق.
(3)
وما أدراك ما المناهج!
قلت في مقاتي الأولى: إنّ ثقافتك تناولت المدرسية اللولبية، والفلسفة البنائية، والمعايير الدولية، وأحسب ذلك بلغة الرياضة تسلّلًا، أو محاولة منك لإغراء الحكَم لتسجيل هدف تلغيه العين، من دون اللجوء إلى”الفارّ VAR”، وهذه ألعاب يجيدها لاعبون محترفون، لا أظن أن عطوفتك منهم!!
عطوفة المدير،
الخطايا الأخلاقية المتمثلة بسهولة اتهامي، أسامح بها، وأتحدث عن علوم المناهج، ومصطلحاتها التي تحدث عنها من كتب فيما انكتب!
1- قلت في عنوان مقالتك: مناهج الاجتماعيات، وهذا خطأ. والصحيح: مناهج الدراسات الاجتماعية.
2- قلت: الأطر العامة للمناهج، وهذا خطأ. والصواب هو الإطار العام. وليس هناك إلّا إطار عامّ واحد.
3- قلت: الأطر الخاصة لمناهج الدراسات الاجتماعية، وهذا خطأ؛ لأن هناك إطارًا واحدًا خاصّا بهذه المادة.
4- قلت: إنك قرأت المناهج، وهذا خطأ. والحقيقة أن – كاتبك – يقصد الكتب،علمًا بأنه لم يقرأ الكتب أيضًا؛ لأنه لو قرأ، لما دفعك إلى شتمي، علما بأن من لا يميز بين المنهاج والكتاب، لا يحق له أن يكون ضمن كادر الوزارة!!
5- قلت: إن المناهج تتعرض لسلسلة عمليات ضبط الجودة. وهذا غير صحيح، فالكتاب يتعرض إلى خمسة وستين مدقّقًا، ومع ذلك، جاء مدقق واحد مثلي؛ ليرى أنهم بهدلوا كبارنا، ومسخوا هُوّيتنا، وحرموا 90% منا من هُويّتهم الأردنية! ما هذه الجودة!!
6- قلت: إنهم يختارون أفضل الخبراء، وهذا ليس صحيحًا، بدليل أنهم لم يختاروك، وأنت صاحب الفكر المناهجي، اللولبي، والبنائي. ألست خبيرًا؟
أنا شخصيًا أراك كذلك، وأرى أن يختاروك، علمًا بأنهم استعانوا بخبراء رياضة، لم تكن عطوفتك منهم!
عطوفتك،
لو كنت مكانك لبحثت عن منصب بجهدي، وليس بشتم الآخرين!!
متمنيًا أن لا أكون قد أفسدت فرصتك في منصب، أرجو أن تؤهل له بعلمك وشخصيتك!
احترامي لعطوفتك.
ملاحظة 1:
ما كتبته أنا عن الكتب المدرسية الجديدة، سلّمته رسميّا لمعالي الوزير، ولمعالي الرئيس، وقلته في البرلمان. وما تفضّلت أنت به عليّ، كان في الهواء غير النقيّ!!!
ملاحظة 2:
أنا متأكد يا عزيزي، أن كل كلمة، وكل نقد كتبته سيُصحّح، ويُعدّل من دون أدنى شكّ!! فاهِمْ عليّ جنابك!!