وطنا اليوم – كتب سهل الزواهرة في معرض تعليقه على خطاب حسن نصرالله الامين العام لحزب الله تحت عنوان قراءة سريعة في خطاب أمين عام حزب الله حسن نصر الله :
أفكار مُرتبة و استعراض وضح موقف الحزب و أولوياته رغم ارتفاع النبرة و انخفاضها في بعض مواضع الخطاب و ترتبت هذه الأولويات رغم محاولات الالتفاف :
اولا : المصلحة الإيرانية .
ثانيا : الداخل اللبناني .
ثالثا : غزة .
كلام من طرف عربي يعد الأقوى سواء من دول أو تنظيمات فاعلة و هذا مقترن بفعل حقيقي على الحدود الشمالية و المعطيات التي زعم فيها دعمه للمقاومة لم يجانب الصواب بها رغم التوقعات الساذجة التي ذهبت إلى ما هو أكثر من ذلك …
اثبت حزب الله بعد هذا الخطاب بما لا يدع مجالا للشك أنه أداة إيرانية مُطلقة بكل تفاصيلها و أنه لا يمكن أن يخالفها أو يتخذ قرارا منفردا بمعزل عنها …
الملاحظ بخطاب نصرالله عند حديثه عن التواطؤ الغربوأمريكي ضد المقاومة تسمية امريكا و بريطانيا و تجنبه ذكر فرنسا رغم موقفها الأشد خزيًا و هذا يُعطي انطباع لا شك فيه أن الرجل ينظر بالعين الرئيسية إلى الداخل اللبناني و عدم الزج به مباشرة في آتون الصراع الدائر حاليا في ظل العلاقة الفرنسية اللبنانية المتداخلة و المُعقدة ، و أن موضوع غزة ثانوي بالنسبة للبنان و إبقاءه بعيدا عن أي استهداف صهيوني له ، طبعا هذا بعد الاعتبار الإيراني الذي ليس من مصلحته أصلا الإنخراط المباشر في هذا الصراع …
تجنب نصر الله الانتقاد العلني و القاسي للدول العربية و أنظمتها خصوصا من ثبت خيبة الأمل بها لا بل و تواطئها و هذا طبعا ليس إلا توجيه ايراني بعدم التصعيد خصوصا بعد التقارب الإيراني السعودي بشكل خاص و هذا يثبت أنه أي نصر الله وحزبه خاضع فقط للسياسة الإيرانية و مصالحها و ينصاع حتى كلاميًا لتلك المصالح …
المُدقق في تعبيرات نصر الله و ترتيب جمله و تكراره لبعض الأفكار وتجنبه بعض الكلمات و المفردات أن الرجل عنده مشكلة أصلا مع ما حدث في السابع من أكتوبر و ما تكراره الحديث عن المقاومة اللبنانية و تاريخها إلا شيء في صدر الرجل ينم عن عدم رضا سواء بعدم علمه و علم باقي محور المقاومة عن العملية أو حتى الفعل الخارق الذي قامت به و الذي قزَّم ما عداه من مواجهات سابقة مع الكيان ، ربما ….
تجنب نصر الله الحديث عن حليفه الأقرب النظام السوري و اكتفى فقط بالرهان على الميليشيات العراقية و حوثي اليمن و هذا يدلل على خوفه من الزج بالنظام السوري الضعيف البائس في غمار هذا الأمر و هو يعلم مدى هشاشة هذا النظام و الخوف من أن أي حديث له عالي النبرة أن يكون ضحيته الأسد و نظامه ، و تركيزه على العراق و اليمن لعلمه أن العراق هناك حساسية أمريكية تجاه أي فعل بمواحهته أما الحوثي فيكفي ذراعه التي تمتد إلى عنق السعودية و حساسية ذلك عند امريكا خصوصًا بعد تفاهمات إيران و السعودية الأخيرة …
*بالنهاية خطاب نصر الله خطاب واقعي لمن يفهم دور حزب الله و مرجعيته و تعقيدات الداخل اللبناني و مدى أهمية غزة من كل ذلك ….