العميد المتقاعد صالح الشُراب العبادي
تسابق القوات الاسرائيلية الزمن بقرارات مجلس العسكر لديها في احتلال وتدمير الثلث الشمالي من غزة والعمل على بسط سيطرتها الكاملة على تلك المنطقة الشمالية حيث حدها الجنوبي اقرب خط مستقيم بين البر والبحر في غرة ..
في موازاة ذلك بدأت دول الدعم المطلق لإسرائيل ( بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ودول الغرب ) في تسطيح قراراتها السياسية وتبريد خطاباتها الساخنة وتفعيل الجزء الثاني من المطالبات الخجولة من اسرائيل بمراعاة عدم قتل ألشعب وعدم استمرار الإبادة والبدء بفتح المعابر الحدودية من اجل ادخال المساعدات واخراج المصابين ..
والسبب الرئيس هو احتمال الاسوأ للتوقعات من قبل قوات المقاومة والتي بالرغم من مزاعم الإعلام الاسرائيلي المزيف الا انها كبدت القوات الاسرائيلية ويلات من قتل وأسر وتدمير .. نوعية وكبيرة ..
ستكون هذه النقطة المركزية قاعدة طويلة قبل العودة والتراجع والذي سيكون بطيئاً جداً …حيث ستستمر هذه المرحلة بالثبات في التقدم في غزة مع الاستمرار الكامل في القصف والتدمير وستكون هناك مناطق تقصف بعينها وستكون هناك مجازر وبشكل محدود…
من الطرف الاسرائيلي كل انواع الاسلحة المدمرة والثقيلة والمتوسطة والخفيفة متاحة من الجو والارض والبحر ..
وستقوم قوات الهندسة في الجيش الاسرائيلي بعمل احزمة قنابل مزروعة في مناطق مؤشرة ومعروفة لها والتي يحتمل استخدامها من قبل قوات المقاومة ..
من طرف المقاومة فلا تزال ( وهنا اتحدث عن طرف اساسي في نزاع مع طرف اخر ) لا تزال المقاومة لها الكسب وتمسك بزمام الامور ولها التفوق في المنظور العسكري ، فلقد قلت سابقاً ان لا وجه لمقارنة القوى بين الطرفين في هذه الحرب ..
لا تزال انفاق المقاومة شغالة وعاملة بكفاءة عالية ولا تزال حرب تلك الاتفاق لم تبدأ بعد وهي اي الاتفاق مجهولة بنسبة ٨٠٪ بالنسبة لاستخبارات الجيش الاسرائيلي ..
لم تستخدم المقاومة لغاية الان ثلث اسلحتها والمتوفر لديها من الدخائر ..وهي لا تزال مكتفية ذاتياً .. الى هذه اللحظة ..
ستبدأ حرب المرحلة الثالثة بين القوات الاسرائيلية وقوات المقاومة ، وستكون هذه الحرب شبه مواجهة وجه لوجه .. وهذا ما تسعى اليه اسرائيل حتى تميز وتعرف وتقدر القوات التي تقاتلها والتي لا تزال المعلومات عن جيش هذه المقاومة غير دقيق ومجهول بنسبة كبيرة ..
هذه المرحلة كما قلت سيكون العمل السياسي والدبلوماسي في اوجه حيث ستدخل المساعدات بشكل كبير وسيفتح المعبر الجنوبي مع مصر اضافة الى تقليل نسبة القصف والتدمير … إستعدادا للمرحلة النهائية والتي ستكون من اصعب المراحل ، فهي ستكون نتيجة لقرارات سياسية قاسية جداً على المقاومة وقاسية جداً على الجيش الاسرائيلي أيضاً … باختلاف تحقيق الأهداف وخاصة من الجانب الاسرائيلي حيث لا يزال العنوان الكبير الذي تسعى له الا وهو النصر المعهود لديها صعب المنال .. فلا يزال ولا تزال الجبهة الداخلية الاسرائيلية ممزقة توحيد القرار والشعب الاسرائيلي محبط الى حد لا مثيل له ، حيث ان الاذلال والخوف وعدم الثقة في الجيش وعدم الثقة في الحكومة هو سيد الموقف…