المعشر: الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة ممتاز ومتناغم شعبيا ورسميا

30 أكتوبر 2023
المعشر: الموقف الأردني تجاه الحرب على غزة ممتاز ومتناغم شعبيا ورسميا

وطنا اليوم:دعا وزير الخارجية الاسبق الدكتور مروان المعشر الأردن إلى ايقاف التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، قائلا إن ذلك أضعف الايمان في ظل المواقف الاسرائيلية واستمرار الحرب على غزة.
جاء حديث المعشر خلال ندوة نظمتها نقابة الصحفيين الأردنيين اليوم الاثنين، بعنوان “سيناريوهات ما بعد طوفان الأقصى”، ردا على سؤال حول ما هو المطلوب من الأردن في ظل الحرب.
المعشر أجاب بأنه لا يريد تحميل الأردن أكثر من طاقته، لكن “لا نريد تصغير أكتافنا”، على حد قوله.
وأضاف، “كيف نستطيع تبرير اتفاقية الغاز الموقعة واتفاقية الماء المنوي توقيعها بعد الآن والحديث عن أهمية التعاون الاقتصادي مع إسرائيل؟”.
وحول ملف التهجير الذي تلوح به إسرائيل، أكد المعشر أن المنطق هو الذي يفرض نفسه فيه، فإسرائيل أعلنت أنها لا تريد دولة فلسطينية ولا أغلبية فلسطينية، بالتالي الحل بالتهجير وهذه فرصة ولاحت بقيام الحرب.
وتابع: اسرائيل كانت تنتظر اللحظة المناسبة للتهجير وها هي أتت في غزة على الأقل.
وأكد أنه علينا حماية الأردن الآن من خطر التهجير، “لكن الجيد ان الفلسطينيين أنفسهم لا يريدون التهجير”، على حد قوله.
وتحدث المعشر ان الموقف الأردني تجاه الحرب ممتاز ومتناغم شعبيا ورسميا، مشيرا إلى جولة جلالة الملك في أوروبا وأهميتها وخطاب جلالته في القاهرة وحديثه عن الإبادة الجماعية امر غير مسبوق، كذلك حديث جلالة الملكة رانيا بشكل مباشر عن إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري.
المعشر العائد من أمريكا مؤخرا، لفت إلى الإنحياز الكامل والفعالية الكبيرة للإعلام الإسرائيلي في أمريكا فهو يصف الفلسطينيين بالبربريين، ومن لا يقول ذلك يعارض من قبل الرأي العام ووسائل الإعلام، مؤكدا أن على الإعلام العربي مسؤولية كبيرة حيال هذه الطريقة وبدون إنفعالية.
وقال المعشر أن أمريكا اختزلت الصراع العربي الاسرائيلي “باتفاقات تطبيعية” مع الدول العربية، واعتبرت أنا ستخلق جوا جديدا في المنطقة والقضية الفلسطينية تحل لاحقا، لكن اسرائيل هنا قالت انه لا داع أصلا للسلام مع الفلسطينيين ولا داع لمبدأ الأرض مقابل السلام.
وذكر ان عملية حماس في 7 / 10 قتلت مفهوم التطبيع مع الدول العربية، وفقا لتعبيره، متحدثا بأنه لم يبقى سوى الأردن ومصر كدولتين عربيتين تعملان بصدق نحو العملية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
المعشر تحدث عن جهود دولية تبذل لتغيير نوعية الدخول إلى غزة، بخاصة وأن إنهاء القدرة العسكرية لحماس مستحيل فحماس باتت أيدولوجيا وإذا قضيت على حماس فسيخرج لنا “حماسات” متعددة، ولنا في محاولة القضاء على سلاح حزب الله اللبناني خير مثال على ذلك، وعودا على الحل الدولي فإنه يتمثل بإجراء “عملية جراحية” داخل غزة للقضاء على قيادات حماس ثم العودة إلى الوضع القائم.
وهنا بين أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يريد الدخول إلى غزة بل وإطالة امد الحرب؛ لأنه فقد كرسيه كرئيس للوزراء وفقد مستقبله السياسي، “لكن شعوري الداخلي أن إسرائيل ستدخل غزة بريا”.
وعن الوضع بعد الحرب وإذا ما كان هناك جولة مفاوضات جديدة كما جرت العادة بعد كل حرب، شدد المعشر أن لا قيادات في امريكا وإسرائيل وفلسطين تصلح لأي مفاوضات كما حدث في وقت سابق أبن الحروب الإسرائيلية العربية.
وحول دخول حزب الله اللبناني للحرب، فأكد المعشر أن اعتقاده الشخصي بعدم دخول الحزب للحرب، لأن هذا رابع عدوان على غزة وفيها كلها لم يدخل حزب الله الحرب، بيد أن الحزب أقام كل هذه القوة العسكرية للدخول في الحرب وقتما أراد وحسب الظرف وليست كردة فعل، لافتا إلى ان المناوشات القائمة على الحدود اللبنانية تكتيكية.
وردا على سؤال حول الحشد الأمريكي والأساطيل القادمة والبوارج، أجاب المعشر بان أمريكا بعد حرب العراق لن تضع جنودا على الأرض ولن تحارب، ولن تشارك بالحرب، لكنها ترسل رسائل إلى إيران لردعها عن الدخول بالحرب