وطنا اليوم – الغد – مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الحالي التي قادتها حماس داخل إسرائيل توجهت الأنظار إلى الأردن من أطراف إقليمية وفي الداخل الأردني إلى العبث ومحاولة زعزعة الأمن الأردني من خلال حسابات وهمية ومجموعات على الحدود وإثارة الفتنة والإشاعات حول دور الأردن في وقف العدوان على غزة.
وبرز هذا الدور جليا في المسيرات والمظاهرات التي احتشدت لإيصال صوت الغزيين للعالم حيث حاولت فئات مدسوسة العمل على النيل من النسيج الوطني وبث الإشاعات عبر حسابات وهمية وفيديوهات مشبوهة واستثارة عاطفة المواطنين الأردنيين إلا أنها فشلت.
ووفقا لمعلومات لـ “الغد” فقد ارتفع مؤشر نشاط الحسابات الوهمية في آخر ٩٦ ساعة ليتجاوز معدله من ذات الفترة في العام المنصرم بنحو ٥٣.٢ % وذلك فيما يتعلق بالشأن المحلي وجهود المملكة في وقف إطلاق النار وتقديم العون الإنساني.
كما ارتفعت الحسابات التي تهاجم رموزا وطنية أردنية وتهاجم الدور الأردني في الوصاية على المقدسات بنحو ٢١٣ % لذات الفترة من العام المنصرم.
وإضافة إلى ذلك فقد زادت الحملات المشبوهة ونشر المعلومات المغلوطة بنسبة ٧٢ % عن ذات الفترة العام المنصرم، كما زادت الحملات المضللة بنسبة ٩٤ % عن ذات الفترة من العام المنصرم.
ووفقا لمتابعة حثيثة فقد تبين جليا أن تجمعات حاشدة على الحدود العراقية الأردنية (معبر طريبيل) في 18 أكتوبر دعت جهات بالدعوة إلى التظاهر من أجل فتح الحدود ونصرة المستضعفين في غزة بالقرب من الحدود العراقية الأردنية من خلال معبر طريبيل.
وفي 19 أكتوبر دعا زعيم ديني في العراق إلى اعتصام إسلامي عربي سلمي على حدود فلسطين في سوريا ومصر والأردن لفك الحصار عن غزة وأنه إذا وافقت الدول المعنية سيتم التنسيق معها حول الموضوع.
وفي 20 أكتوبر بدأ توافد تيار ديني بارز في العراق وبعض المتعاطفين من أبناء العشائر إلى الحدود العراقية الأردنية، وقاموا ببناء أماكن للإقامة وبناء دورات المياه كما رافقها حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحفز التجمهر بالقرب من الحدود.
وفي الفترة بين 21-24 أكتوبر الماضي برز قادة التحريض هؤلاء وألقوا كلمة قالوا فيها: “الشعب الفلسطيني صاحب قضية ويدافع عن الأمة العربية جمعاء ويجب علينا أن نساند هذا الشعب الفلسطيني وخصوصا بعد استخدام العدوان الإسرائيلي كل السبل الانتقامية ضد هذا الشعب المظلوم، والتحريض على الأردن”.
كما شهدت الحدود العراقية الأردنية تجمهر ما يقارب 400 شخص من تيار ديني بارز في العراق وبعض المتعاطفين والمطالبة بفتح الحدود للذهاب إلى فلسطين لنصرة غزة وإن ذلك لا يتم إلا عن طريق الأردن في سعي حثيث لبث الفتنة والتحريض على دور الأردن في دعم الأشقاء في غزة، كما استمرت الحسابات من دولة إقليمية بنشر ما يحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وفي 25 أكتوبر دعى قائد إحدى المجموعات بالدعوة إلى منع صهاريج النفط العراقية المتوجهة إلى الأردن وأنه هذا النفط يذهب لتزويد الطائرات الأميركية المتواجدة بالقواعد الأردنية والتي تساعد إسرائيل بالقصف على قطاع غزة، وفعلا تم منع بعض الصهاريج من الدخول حيث تم تداول فيديو لسائق صهريج يشكو من الهجوم على الصهاريج لمنعها من الوصول للحدود الأردنية.
وفي 27 و28 أكتوبر الجاري تم السماح لعدد من صهاريج النفط الدخول إلى الأردن وما زال المتظاهرين متواجدين بأعداد لا تتجاوز 200 شخص.
كما لعب تجمع بارز في العراق دورا في منع عبور صهاريج النفط وهو مظلة من منظمات الخدمة الاجتماعية والثقافية والرياضية والكشفية التي تتحكم بها كتائب تتمركز في لبنان ولدى غالبية القادة المعروفين لـ “التجمع” روابط مباشرة مع “الكتائب” من خلال عضويتهم السابقة في “جمعية كشافة بارزة في العراق”.
والتجمع منظمة شبابية تمارس أنشطة غير حركية وقانونية بشكل أساسي مثل الفعاليات الثقافية والاحتجاجات السلمية للترويج لقضايا المقاومة، وتوفير الخدمات الاجتماعية.
ويعمل التجمع على توسيع وجوده بسرعة في المحافظات الجنوبية الشيعية، ربما لتجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب الشيعي.
وترتبط وفقا للأدلة مع كتائب التيار الديني في لبنان وبقادة معروفين ومن خلال عضويتهم السابقة في “جمعية الكشافة.
وشغلت القيادة التنفيذية العليا المعروفة ل التجمع مناصب تنفيذية عليا مماثلة في” جمعية الكشافة ”
ويمكن لهؤلاء السيطرة والتأثير على عدد متفاوت بين ٢٠٠ إلى ٤٠٠ شخص لكنه قد يؤثر على سمعة المملكة بعدم فتح الحدود ومحاولة خلق بلبلة بتوجيهات دولة في الإقليم.
ومن ضمن المجموعات أيضا اسم بارز لمجموعات على واتساب وتيلغرام ولا يتجاوز عددهم 5 آلاف شخص يعملون على تحريض المواطنين في الدول المجاورة لفلسطين إلى الخروج إلى الحدود والسفارات الإسرائيلية والأميركية.
وظهر نشاطهم بارزا في نشر الدعوات للتظاهر بالقرب من السفارة الإسرائيلية بالراية كما يقومون بتوثيق تفريق الأجهزة الأمنية للمتظاهرين بالراية، حيث يقومون بنشرها عبر منصاتهم جميعها كما أنهم يقومون ببث مباشر عن طريق صفحة متخصصة ومعروفة.
كل هذه الأساليب والحسابات تم رصدها ومعرفة مصادرها ومتابعتها والكشف عنها.
وتمتنع” الغد “عن نشر الأسماء والشخصيات وأسماء الحسابات والأرقام المتخصصة بها.
الإشاعات التي بثها هؤلاء ومنها تزويد الأردن للقواعد الأميركية بالأسلحة والذخائر وهو محض كذب أشار له مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي قال إنه لا صحة لما ينشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول استخدام قواعد سلاح الجو الملكي الأردني من قبل طائرات أمريكية تقوم بتزويد الجيش الإسرائيلي بالمعدات والذخائر لاستخدامها في عمليات القصف على قطاع غزة.
إن نشرا وتداول مثل هذه الإشاعات بقصد التأثير على الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية وسمعة القوات المسلحة التي لا يزال مستشفاها الميداني يستقبل الجرحى والمصابين في قطاع غزة على الرغم من كافة التحديات والمصاعب إضافة إلى تسيير طائرات سلاح الجو الملكي لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع.
وتعول القوات المسلحة على وعي المجتمع الأردني بكافة أطيافه وشرائحه بعدم تداول هذه الإشاعات وإدراكه لأهدافها الرامية إلى زعزعة الأمن والاستقرار الوطني، والتأثير على الجهود التي تبذلها الدولة الأردنية لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.
غير أن المتتبع للحالة الأردنية والصحف والمواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكنه معرفة ما يحدث بشكل مباشر ففي الأردن بدءا من تاريخ 29 تشرين الأول تتداول أخبار على المواقع الإخبارية ومنشورات وتعليقات على مواقع التواصل حول تجديد الأردنيين احتجاجهم قرب سفارة الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة عمان، تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين يتعرضون لعدوان سافر منذ 23 يوما.
وفي سياق المتابعة نظم مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، وقفة للتضامن مع الأشقاء الفلسطينيين، للتنديد بالعدوان وجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وقتل الأبرياء وتدمير المنشآت والبنية والمستشفيات والمدارس.
كما صدر أيضا مشاركة مئات الآلاف بمسيرات ووقفات تضامنية في مدن في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، مع قطاع غزة بعد أن وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه الجوي وهجومه البري والبحري على قطاع غزة وأخبار أخرى تتعلق بغزة والآثار الاقتصادية وتقارير منوعة حول الشأن الفلسطيني.
تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي كان مركزا خلال الفترة الماضية ركز فيه أغلب المتفاعلين على جهود جلالة الملك عبد الله بن الحسين والحكومة في التنسيقات العربية والدولية لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية لقطاع غزة.
كما تضمن التعليقات استنكار الأردنيين لتصرفات جيش الاحتلال وعدوانه على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة وعدم انصياعه إلى القانون الدولي لوقف عدوانه على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية.
تحدث البعض أيضا بأن المخطط الإسرائيلي هو التهجير القسري لقطاع غزة إلى مصر والضفة في المرحلة القادمة إلى الأردن.
وتداول أغلب المتفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي لجثت ودبابات معطوبة للجيش الإسرائيلي خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية وكذلك أسرى من جيش الاحتلال.
وتحدث البعض بأن اسرائيل تستخدم استراتيجية التكتم الإعلامي داخل كيانهم لابراز قوتهم بأنها تسود على قوة المقاومة الفلسطينية..
كما تحدث البعض بأن على الدول العربية والإسلامية إن تعلم بأن إسرائيل هزمت عسكريا واستخباراتيا وأنها فقط تعتمد على سلاح الجو.
بالإضافة إلى ذلك تداول وتحدث البعض الآخر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن مثيري الشغب هم من الفئات الضالة التي تقوم بتغيير اتجاه الوقفه الاستنكارية للاحتلال إلى شغب واشتباكات مع الأجهزة الأمنية.
وتداول البعض فيديو يظهر بأن الامن العام والأجهزة الامنية بأنهم هم من قاموا بافتعال الشغب وإشعال النيران خلال الاحتجاجات والاستنكارات السابقة عند السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية غربي العصمة عمان، في الوقت الذي أكد فيه الناطق الاعلامي لمديرية الأمن العام بأن متابعة إلقاء القبض على مروجي الفيديو المظلل الذي يظهر الأجهزة الأمنية بافتعال الحرائق في الاعتصامات بعمان.
وأكد أغلب المتفاعلين على استمرار الوقفات والاستنكارات للعدوان الغاشم على قطاع غزة بطريقه سلمية مبدين استيائهم من تصرفات فئات مظللة أثارت الشغب في الاعتصامات والوقفات الاستنكارية، ودعى البعض الآخر إلى إن تكون الوقفات والاستنكارات ضمن القانون والابتعاد عن الشغب.
وضمن متابعات رواد السوشيال ميديا، طالب البعض بمقاطعة المنتجات الأميركية والإسرائيلية وكذلك نشر صور وفيديوهات المجازر بلغات مختلفة لتنتشر إلى العالم لتحريك الدور الدولي لشجب العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
كما استنكر البعض الآخر الصمت العربي للمجازر الصهيونية في قطاع غزة فيما طالب البعض الدول العربية التدخل والتكاثف مع جهود الاردن وجالة الملك عبدالله الثاني في وقف مجازر الصهاينة في قطاع غزة.
وطالب رواد مواقع التواصل خلال الحرب فتح معابر انسانية لايصال المساعدات الطبية والصحية إلى الأهل في قطاع غزة وكان أغلب المتفاعلين على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ساد على حساباتهم “الحداد على شهداء غزة”.
كما دعى أغلب المتفاعلين إلى عقد فعاليات حاشدة احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية وجرائم الحرب والمجازر في قطاع غزة حيث تم تداول بعض صور وفيديوهات لمجازر الإسرائيلين ضد الأطفال والنساء في قطاع غزة لايصالها إلى دول العالم.
وبين من خلال التحليل الكمي والتفاعل للبيانات المنشورة المتداولة على المواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لوحظ أنه يوجد ارتفاع ملحوظ في الاهتمام في مؤشر التأثير من قبل المتفاعلين على المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي.
كما تم رصد التفاعل والتأثير بتثمين جهود جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية في التنسيق الإقليمي والدولي لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتقديم المساعدات لهم واستنكار شعبي لصمت لبعض الدول العربية.
كما تبين وجود تفاعل وتأثير باستنكار لفئات معينة من مثيري الشغب في الوقفات لنصرة قطاع غزة وشجب العدوان والمجازر الإسرائيلية ويوجد تفاعل وتأثير مرتفع على مجريات وتطورات الأحداث في قطاع غزة من قبل المتفاعلين.