وطنا اليوم:قامَ فريقٌ بحثيّ من كلياتٍ ومراكزَ مُختلفة في الجامعة الأردنية بإجراء دراسة مسحية حول قبول لقاح كورونا لمعرفة درجة التردد في أخذ لقاح كورونا ، وشارك في هذه الدراسة 3414 شخصاً ، وتم نشر الدراسة في مجلة المطاعيم (vaccines) العلمية المُحَكّمَة ذات معامل التأثير ) (Impact Factor 4.1 ، حيث قام بمراجعة البحث والتوصية بنشره ثلاثة محكمين خارجيين.
وخلصت الدراسة إلى أن أقلَّ من ثُلث السكان في الدول العربية أفادوا بأنهم سيأخذون اللقاح حيث كانت النسبة في الأردن (28.4%) بالمقارنة مع (23.6%) فقط في الكويت و(31.8%) في السعودية.
ووفقاً لكبير الباحثين في الدراسة الدكتور عزمي محافظة أستاذ علم علم المناعة والفيروسات في كلية الطب بالجامعة الأردنية ، فإن الإيمان الخاطئ بنظرية المؤامرة ، سواء فيما يتعلق بمصدر الفيروس ، أو بالنسبة للمطعوم نفسه (من حيث الإعتقاد بإخفاء شركات الأدوية والحكومات معلوماتٍ بشأن سلامة اللقاح وفاعليته) كان مرتبطاً برفضٍ أكبر لتلقي اللقاح. كما أظهرت الدراسة أن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على معلوماتٍ بشأن الفيروس كان مرتبطاً بإيمان أكبر بنظريات المؤامرة وكان مرتبطا أيضا برفض أكبر للقاح الكورونا. بينما كان الاعتماد على الأطباء والعلماء والمجلات العلمية مرتبطا بنسبة أكبر لتقبل اللقاح. أظهرت الدراسة أيضاً أن الإيمان بنظريات المؤامرة حول اللقاح كان مُنتشراً بنسبةٍ أكبر عند الإناث والمُشاركين ذوي المستويات التعليمية الأقل.
كما بينت الدراسة أن ما يناهز رُبع المشاركين في الدول العربية يعتقدون بأن هدف اللقاح زرع شرائح مجهرية في الناس للسيطرة عليهم (27.7%) وأن أخذ اللقاح سيؤدي للعقم (23.4%). أظهرت الدراسة أيضاً نسبة منخفضة لتقبل لقاح الإنفلونزا (30.9%) في كامل عينة الدراسة ، كما أظهرت أن ما يُقارب من ثُلث المشاركين يرفضون اللقاحات بشكلٍ عام.
ولأن نتائج الدراسة وضّحت الخطر الكبير والانتشار الواسع للتردد بشأن أخذ لقاح الكورونا ، وارتباط هذا التردد بنظريات المؤامرة ، فقد أوصى الباحثون بضرورة لفت الانتباه لخطورة انتشار المعلومات المغلوطة بشأن وباء كوفيد-19 وبشأن اللقاحات على وجه الخصوص، كما أوصى الباحثون بضورة الاعتماد على الأطباء والعلماء والمجلات العلمية كمصدر للمعلومات بشأن اللقاح وأن تقوم وسائل الإعلام بالتحقق من دقة المعلومات قبل نشرها.
هذا وقد أظهرت دراستان سابقتان للفريق البحثي نفسه أن الإيمان بنظريات المؤامرة بشأن مصدر فيروس كورونا كان مرتبطاً بشكل وثيق بزيادة معدلات القلق عند الطلاب وعند عامة الناس المُقيمين في الأردن. مما يُعزز أهمية توخي الدقة في نقل المعلومات والتأكد من مصداقيتها العليمة قبل تناقلها.
شارك في الدراسة أعضاء هيئة تدريس وباحثون من كليات الطب البشري وطب الأسنان والعلوم و مركز الأمراض المعدية والمطاعيم في الجامعة ومركز العلاج بالخلايا الجذعية، وهم كل من الدكتور عزمي محافظة كبير الباحثين، والدكتور مالك سلّام الباحث الرئيسي، والدكتور فارس البكري والدكتورة نداء عبابنة ، كما شاركت الطالبة الكويتية خلود المحزوم من كلية الطب بالجامعة الأردنية إضافة إلى الدكتورة ديمة دبابسة والدكتورة دعاء تيم والسيدة آلاء ياسين والطالبات هدى عيد وآيات الحيدر من كلية طب الأسنان.