د.حسين العموش
محاولات تهجير الفلسطينيين الغزيين ضمن خطط وتنفيذ واخراج امريكي يؤكد بان الفلسطينيين لا يواجهون العصابات الصهيونيه ، بل يواجهون الامريكان الذين استنفروا من لحظة دخول مقاتلي غزه الى المستوطنات ، حيث قامت قيامة امريكا وكأن الكيان المصطنع ولاية امريكية تماما .
حسب الخطه ؛ سيهجر مليون غزاوي لمصر ، نصف مليون للسعوديه ، نصف مليون للاردن والامارات وقطر وغيرها من الدول العربية.
في القرن الواحد والعشرين تقود الدولة الديمقراطية الاولى (كما توصف ) في العالم مشروع دولي لنفي ٢ مليون انسان من ارضهم مخالفة بذلك كل المعاهدات والمواثيق الدولية التي نصت على حق الانسان ان يختار مكان سكنه .
هذا الحل بالنسبة لامريكا وربيبتها الكيان الصهيونى يؤكد فشل كل الحلول السابقه وكل العمليات العسكرية الضخمة التي يقوم بها الكيان ، مثلما يؤكد فشل اكبر قوة عسكرية عالمية (امريكا) في ايجاد حل عسكري يؤدي الى وقف العمليات العسكرية التي تقوم بها حماس كل فترة .
هذا معناه عسكريا ولوجستيا فشل اكبر قوة عسكرية في حسم المعركة ، معناه اعتراف كبير باستنفاذ كافة الطرق لانهاء حماس والجهاد الاسلامي وغيرها من المنظمات الفلسطينيه في غزة والضفة الغربية.
ما قام به الف جندي مدرب ومستعد للموت من اجل قضيته اذهل العالم ، واوقفه على قدم واحده لاربعة وعشرين ساعه .
وحين افاقت امريكا والكيان الصهيونى من الصدمة صبّت جأم غضبها على غزة ؛ الانسان والارض والشجر والحجر ، متجاوزة حقوق الانسان وضاربة بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تنص على القتال المتبادل بين العسكريين ، بعيدا عن قتل وترويع وتدمير المباني والمنشآت الخاصة ، متجاوزة كل العهود التي اعتبرت المرأة والطفل والشيخ الاعزل بمنأى عن الاقتتال .
على الولايات المتحدة الامريكيه ان تراجع نفسها جيدا ، وان تستوعب الدرس وتتفكر به جيدا ، وان تلتقط انفاسها وتتوقف مع ذاتها لتعلم ان النفي والتهجير الذي تفكر به ، وهو الامر غير القابل للتطبيق على الارض ، وان تفريغ غزة من سكانها لن يضمن للمستوطنين ان يناموا ليلهم الطويل ، ذلك ان الارادة التي حركت الف شاب حريصون على الشهادة حرصهم على الحياة ارادة لن يكسرها نفي او تهجير ، بل ازيدكم من الشعر بيت ولعل الامريكان لا يعرفون ان كسر ارادة الانسان العربي المسلم ونفيه واخراجه من ارضه وبيته سيساهم في زيادة الكره والحقد على امريكا وكيانها المصطنع .
لعل مراكز الدراسات الاستراتيجية والبحثية الامريكيه اذا ما قامت بدراسة على عينة عشوائية من العرب والمسلمين وسألتهم عن موقفهم من جهة ما رحّلتهم من منزلهم او ارضهم ، كيف سينظرون اليها ؟ هل يلاقونها بالورد ام بالرصاص .
اذا وجدنا في هذه المره الف شاب فلسطيني يحملون ارواحهم على اكفهم ويدخلون بلدهم ، سنجد في المرات القادمة عشرات الالاف من الشباب وربما الفتيات يقومون بعمليات مشابهه انطلاقا وردا على الموقف الامريكي المنحاز للكيان الصهيونى بالكامل.
على الدولة التي تدعي انها الدولة الديمقراطية الاولى في العالم ان تطبيق الديمقراطية على الارض وان تفتح عقلها جيدا وتحكم ضميرها وتفتح عينيها جيدا لترى كيف يقتل مئات الاطفال والنساء والشيوخ ، وكيف تقوم بدعم الة الحرب الصهيونية التي انفلتت من عقالها ودكّت غزة بالاف الاطنان من المتفجرات والفسفور الابيض الذي قادت امريكا تحركا دوليا لاخراجه من ادوات الحرب .
ان استطاع الامريكان إخراج الغزيين من ديارهم سيساهم ذلك في تفاقم القضية وستجد امريكا التي زجت بنفسها بالصراع مضطره الى مواجهة حقيقة مهمه وهي انها انحازت للكيان الصهيونى ، واصبحت جزءً من المشكلة بشكل مباشر ، بدلا من ان تكون جزءً من الحل ، وللحديث بقيه .