وطنا اليوم:أصبح وفاة الأطباء والممرضين خبرًا لا تخلو منه الصفحات، فتماهى الموت المتتابع مع مصير الأطباء والممرضين في المستشفيات، حتى هذه الظهيرة؛ توفي 26 طبيبًا، وأصيب 600 آخرون، أمّا الممرّضون فقد توفي 3 منهم، وأُصيب 3 آلاف، وهذا ما يسترعي التمهّل والتساؤل.
إنّ التساؤل الأهم؛ هو حول إجراءات السّلامة في المستشفيات (الحكومية والخاصة) والمراكز الصحية، والّتي لا زالت موضعًا للملاحظات، أمّا أدوات السلامة (الكمامة، القفازات، الأفرهول الطبي) فهي التي تستثير بشحّها قلق الأطباء والممرضين الذين أصبحوا “شهداء الواجب”.
الطبيب (م.ن) تحدّث لـ”المرصد العمّالي الأردني” كاشفًا أسباب تعرّض الأطباء والممرضين للإصابة: “من حيث المبدأ؛ لا يوجد اهتمام بتأمين متطلبات السلامة للأطباء والممرضين من قبل وزارة الصّحة، وهذا يمكنك أن تراه في زيارة ميدانية مستشفى حكومي، حيث الكمامات يتم استخدامها عدّة مرّات، وأحيانًا يتم استخدامها وهي متسخة، ولا يوجد أي إجراء من شأنه الحفاظ على سلامة مقدمي الخدمات وليس الأطباء أو الممرضين فقط”.
وأضاف “وزارة الصحة تتحمّل المسؤولية فيما يتعرّض لها الأطباء والممرّضون، لقد خسرنا خيرة من الأطباء والممرضين، وهذا أدّى أيضًا إلى خلق حالة من الشعور بالظلم لدى هؤلاء؛ لأنّهم لا يحظون بالتقدير بعد أن قدّموا هذه التضحيات”.
القائم بأعمال نقيب الأطباء الدكتور محمد رسول الطراونة نفى أيا تقصير فيما يرتبط بوسائل وأدوات السلامة، مؤكدًا، أنّ إصابة الأطباء والممرضين هي نتيجة لـ(الحِمل الفيروسي) الذي يتلّقونه جرّاء المدّة الطويلة بحكم عملهم، ومبرّرًا، أسباب الوفيات والإصابات بين الكوادر الصحية؛ بأنّها نتيجة حتمية لمدة المخالطة مع المرضى، خاصّةً، الذين يعالجون في العناية الحثيثة.
واستكمل حديثه: “وزير الصّحة بالاتفاق مع نقابة الأطباء استحدث خطًّا ساخنًا لاستقبال ملاحظات العاملين في المستشفيات (أطباء، ممرضون، إداريون) حول توفّر مستلزمات السلامة الصحية، والتي لا يمكن أن إنكار أنّها كانت شحيحةً في بداية الأزمة، إلّا أنّ هذا الأمر تغيّر-بحسب قوله-“.
وبيّن الطراونة خلال حديثه لـ”المرصد العمّالي الأردني” أنّ هُنالك وحدات في المستشفيات (الحكومية والخاصة) تُسمّى “وحدات ضبط العدوى”؛ مهمتها مراقبة التزام الكوادر الصحية بشروط السلامة الصحية، كما أنّ في كل مستشفى ضابط ارتباط من قبل وزارة الصحة للتأكّد من إجراءات السلامة”.
ويبلغ عدد الأطباء الأعضاء المسجّلين في نقابة الأطباء الأردنيين، بحسب سجلات النقابة 24 ألف طبيب، يعمل 16 ألفا منهم داخل المملكة، كما ويبلغ عدد المستشفيات في المملكة 117 مستشفى؛ 69 منها مستشفى خاص، و31 مستشفى حكومي، و15 مستشفى عسكري، و2 مستشفى جامعي، وبحسب نقابة الممرضين الأردنيين؛ فإنّ عدد الممرضين يصل إلى 36 ألف ممرّض ومُمرّضة.