رصد لابرز ماورد في الصحف الاسرائيلية حول عملية “طوفان الاقصى”

8 أكتوبر 2023
رصد لابرز ماورد في الصحف الاسرائيلية حول عملية “طوفان الاقصى”

وطنا اليوم – ركزت الصحف الإسرائيلية اهتمامها على تحليل خلفيات عملية طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على الكيان الإسرائيلي صباح السبت.

وشبهت الصحف العبرية الهجوم بانطلاق حرب 6 أكتوبر عام 1973، حين شنت مصر وسوريا هجومين متزامنين مفاجئين على الكيان الإسرائيلي

بداية و مع صحيفة هآرتس حيث كتب يوسي فيرتر وتحت عنوان “تهور نتنياهو أدى إلى الحرب على “إسرائيل””

واصفا حماس، بالمنظمة الإرهابية “الصغيرة”، التي كشفت عري “إسرائيل”، القوة الإقليمية العظمى. وبينما يعود الفشل أولاً وقبل كل شيء إلى المخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام “الشاباك”، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يتمكن من غسل يديه من هذه المهزلة بحسب وصف الكاتب ؛ مضيفا أن:

“أولا وقبل كل شيء، إنه وصمة عار. العار العميق يملأ قلوبنا بالغضب وأعيننا بالدموع. إنها مأساة شخصية، خاصة بالنسبة لمئات العائلات التي تعيش بالقرب من حدود غزة، والتي تعاني من جحيم حي. ثم هناك مئات القتلى والجرحى…. تليها السهولة الصادمة التي تمكن بها الإرهابيون المسلحون من التجول حسب رغبتهم، في المركبات وعلى الأقدام، ودخول “إسرائيل” عشية العطلة، والذهاب إلى “إسرائيل”. الكيبوتسات والقرى والمدن، ويفعلون هناك ما يريدون. وعلى مدار ساعات، اضطر السكان إلى الدفاع عن أنفسهم ضد الإرهابيين، دون مساعدة من الجيش أو الشرطة، الذين كانوا بعيدين عن مكان الحادث.”!

ونبقى مع صحيفة هآرتس التي نشرت مقالاً بعنوان “7 أكتوبر 2023: تاريخ سيبقى عاراً على “إسرائيل””، كتبه الدبلوماسي والكاتب الإسرائيلي ألون بينكاس.

اعتبر الكاتب هجوم حماس بمثابة كارثة إسرائيلية مروعة، إذ فشلت الدولة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجيش الدفاع الإسرائيلي بشكل مذهل في حماية مواطنيها، على حد تعبيره

وكتب يقول: “لا يمكنك المبالغة في تقدير حجم وقوة موجات الصدمة المدوية لهجوم يوم السبت على ” إسرائيل”. هذا هو يوم الغفران عام 1973 مرة أخرى، مع فارق أساسي واحد: الخسائر التي لحقت “بإسرائيل “في عام 1973 (3 آلاف قتيل) كانت على حساب الجيش. لقد أودى هجوم يوم السبت، الذي من المؤكد أن يتصاعد، بحياة مدنيين، وأرعب بلداً بأكمله وكان مهيناً بقدر ما كان مميتاً”.

وحمّل الكاتب “الفشل الذريع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. إنها مسؤوليته، وينبغي أن يحاسب في اليوم التالي لانتهاء الحرب”.

ومن الصحيفة ذاتها نطالع مقالاً بعنوان “السيناريو الكابوس: انتصار حماس فشل إسرائيلي على نطاق هائل”، كتبه أموس هاريل.

يرجح الكاتب في مقاله أنه لم تكن هناك معلومات استخباراتية عن الهجوم الصادم، الذي وقع يوم السبت من قطاع غزة، ولكن كانت هناك مؤشرات أولية. وتوقع أن يرد الكيان  الإسرائيلي بقوة كبيرة، دون استبعاد إمكانية القيام بمناورة برية واحتلال قطاع غزة، ومن الممكن أيضاَ أن تشن حملة متعددة الساحات.

وكتب: “إن الرد الإسرائيلي – في هذا الوقت، بل وفي الأيام المقبلة – سيكلف الجانب الفلسطيني ثمناً باهظاً من الدماء. ومع ذلك، فإن غزة ليست الساحة الوحيدة التي يمكن أن تشتعل فيها النيران”.

ويرى الكاتب أن الجبهات يمكن أن تشمل “الضفة الغربية والقدس الشرقية، وربما أيضاً حزب الله في الشمال وأيضاً العناصر العربية المتطرفة داخل الكيان الإسرائيلي “.

وأضاف أنه في نهاية الحرب القادمة، سيكون “من المستحيل تجنب السؤال الكبير: ماذا حدث لنا، وكيف وقعنا في مثل هذا الفخ القاتل؟”.

ذكرى الهجوم ستبقى خالدة”

ونطالع مقالاً من صحيفة يديعوت أحرونوت بعنوان “فشل ذريع “لإسرائيل” حين تسلل مسلحو حماس وأخذوها على حين غرة”، كتبه ديفيد هوروفيتز.

وصف الكاتب في مقاله بعض ما حدث في عملية “طوفان الأقصى” يوم السبت، وقارن بينها وبين حرب يوم الغفران عام 1973، وأورد شهادات لإسرائيليين حوصروا في الهجوم وكذلك مسؤولين ومحللين وصحفيين.

وكتب: “كان افتراض الجيش الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، هو أن حماس تم ردعها عن تنفيذ هجمات كبيرة في “إسرائيل” – خوفاً من قوة الرد الإسرائيلي، وخشية إغراق غزة في دمار متجدد. ومن الواضح جداً أن هذا الافتراض لا أساس له من الصحة”

الحديث عن فكرة المباغتة جاء في مقال آخر على موقع “يديعوت أحرنوت“، بعنوان “حماس باغتت “إسرائيل”” كتبه يوسي يوشوع.

وكتب: “لا يمكن التقليل من أهمية الأمر أو صياغته بعبارات أقل حدة: لقد فوجئ جيش الدفاع الإسرائيلي، أقوى جيش في الشرق الأوسط وواحد من أكثر الجيوش احتراماً في العالم، تماماً، بهجوم حماس على “إسرائيل””.

وأضاف: “لقد انتصرت حماس في معركة نفسية كبرى أيضاً، وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد”.

وفي مقال كتبه أفي ماير و نشرته صحيفة جيروزاليم بوست بعنوان “هذه هي أحداث 11 سبتمبر الإسرائيلية”؛ حيث

اعتبر الكاتب أن “أحداث السبت تمثل أكبر فشل عسكري واستخباراتي للكيان الإسرائيلي  منذ نصف قرن – إن لم يكن خلال 75 عاماً من تأسيسها”

وقارن بين هذا الهجوم وهجمات 11 سبتمبر، التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية عام 2001.

وكتب:”إن النطاق الكامل للكارثة غير معروف حتى الآن، ولكن هناك شيء واحد واضح: أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 – وهو أحد أحلك الأيام في تاريخ البلاد – سوف تغير كل شيء”.

وختم: “هذا هو 11 سبتمبر في “إسرائيل”. لن يعود أي شيء كما كان”.

من جهته كتب  المحلل الإسرائيلي” “بن كسبيت”، في صحيفة “معاريف”:

“أمس فرقة غزة تعرضت لهزيمة قاسية، واحدة من أصعب الأحداث في تاريخ “إسرائيل” الحديث، وهذا يذكرنا باللواء 188 من سلاح المدرعات، الذي خرج من مقر قيادة “الجيش الإسرائيلي” خلال حرب يوم الغفران بعد أن تم تدميره بالكامل تقريباً.

وفي حالة اللواء 188 أنتجت على الأقل إنجازاً بطولياً، وهو إيقاف السوريين قبل دقيقة واحدة من سيطرتهم على بحيرة طبريا.

وفي حالة أمس، كانت حماس تتجول في بلداتنا وقواعد الفرقة وكأنه تم تعيينها قائداً للقاعدة، وكانت المشكلة أن جزءًا كبيرًا من قوة الفرقة تم نقله إلى الضفة الغربية، مثل هي بقية القوات النظامية في “الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف الكاتب :”عندما تقوم بتعيين العشرات من الكتائب النظامية لمحاولة فصل الفلسطينيين عن متطرفينا بانتظام، وتستثمرون كل قوتكم في مرافقة حافلات المستوطنين إلى أخطر المواقع في الضفة الغربية وبقية قوتكم لتأمين عريشة لـ “تسفي سكوت”، ما العجب في أنك مكشوف على الجبهات الأخرى؟

“من كان يخشى الذهاب إلى المعركة البرية في غزة، فقد ذهبت غزة إليه بمعركة برية، أولئك الذين وصفوا أنفسهم بأنهم أقوياء ضد حماس، وجدوا أنفسهم أمس ضعفاء أمام حماس القوية، منيت إسرائيل أمس السبت، بمفاجأة استراتيجية بحجم حرب يوم الغفران، لكنها أكثر إذلالاً”.