صالح الشُراب العبادي
دائماً العمليات النوعية وعمليات التسلل والعمل داخل الاراضي المحتلة والتي يسيطر عليها العدو عادة ما تكون بقوات قليلة سهلة الحركة خفيفة الاسلحة ، سهلة الاختفاء والتحرك والضرب المباشر والانسحاب ..
خاصة اذا كانت هناك اكثر من اختراق .. واكثر من جبهة صغيرة بحيث تكون الاهداف محددة ..
من اصعب انواع الحروب هي حرب العصابات وحرب المناطق المبنية وحرب المجموعات الصغيرة والتي تكون مسلحة بشكل جيد ومكتفية داتياً ولها القدرة على التكيف مع الظروف .
هذا يحتاج الى تدريب مكثف وعنيف وقوة تحمل وتوقع للخسائر البشرية والاسلحة .. ولكن تصب كل ثقلها الى تحقيق هدفها .. بغض النظر عن الخسائر..
اذا مل عزلت المجموعات الصغيرة هدفها وحققت هدفها وتحقق موطئ قدم لها بحيث تتلقى اسناد قوي ولديها اتصالات قوية فانها ستربك العدو مهما كان لديه من اسلحة نوعية .. الا اذا اراد العدو استخدام الارض المحروقة والتضحية بالمدنيين .. في سبيل تحقيق النصر ..
عنصر المفاجأة
……………….
بالرغم من القوة العسكرية والاستخبارية لدى دولة إسرائيل المحتلة ، وبالرغم من توقعاتهم باستمرار بالهجوم من اي جهة ، وهذا وارد بالنسبة لها لانها دولة احتلال ، الا ان عنصر المفاجأة كان قوياً جداً اليوم .. ان دل على شيء فانما يدل على تراكمات الاحباط لدى الجنود الاسرائيليين ، وكذاك يدل على تمرد داخلي لدى العسكر وعدم إهتمام وعدم انتباه او حذر .. حيث انهم في الفترة الاخيرة ومن جراء السياسة الداخلية والاوضاع المتردية لديهم فان كل ذلك كان له التاثير الكبير على الروح العسكرية والروح المعنوية ..
لاول مرة يتم اقتحام مواقع الجيش الاسرائيلي ومواقع المستعمرات الذي لطالما كانوا معظمهم عسكر نظامين واحتياط ..وما يتم تداوله من صور وبث فيديوهات وكذاك بث ذلك بشكل مباشر على محطات التلفزة العالمية .. كان بمثابة الصدمة للجمهور الاسرائيلي ..
لقد فاقت متاخراً الدولة الاسرائيلية على ما حدث ولم يكن لديها عملية الرد المباشر والقوي حيث كانت الصدمة من هول ما حدث لم يصدق ..
في كل مرة يكون موت جندي او أسره او تنفيذ عملية استشهادية او عملية دعس ..تقوم الدنبا ولا تقعد بعدها ..
لكن اليوم في هذه العملية النوعية والتي فقد بها الجيش الاسرائيلي زمام المبادرة ، خلفت قتلى وجرحى باعداد مهولة لا يمكن توقعها حتى من الجانب الاسرائيلي نفسه ..
سيكون الرد من الجانب الاسرائيلي عنيفاً وهذا متوقع .. ولكن من المحتمل ان تفتح هناك جبهات اخرى وهذا ما تخشاه اسرائيل ، اذا ما تمت دعوة والتحام الجبهات والتنسيق معها .. للتخفيف على جبهة غزة ..
حماس اليوم هي التي انتصرت ، ومع ان حماس لا يمكن ان تسترجع أراضٍ او تصل الى نقاط داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، الا ان حماس اليوم حققت نجاحا كبيرا في تحطيم صورة إسرائيل وجيشها ..
الجانب المدني الاسرائيلي حتماً سيكون له رد مضاد داخل اسرائيل وستواجه السياسة الاسرائيلية وسياسة الحكومة الاسرائيلية وعناصرها نقداً هائلًا وهي تصارع الان من اجل تحسين صورتها امام شعبها .. ومن الممكن ان تنهي حكومات وعناصر كانت تصر على الاقتحامات والقتل ..
لن تتهني هذه الحرب وسيكون رد اسرائيل كما هو معروف الحرب الجوية وستهدم اسرائيل مباني وتقصف نقاط معينة ..
الحرب مستمرة والتوقعات كبيرة .. وعنصر المفاجأة والصدمة لا زال يتحكم في عروق حياة المجتمع الاسرائيلي المدني والعسكري ..
الموقف العربي
………………..
لا سبيل للدول في تغيير المواقف السياسية لدى الدول العظمى الا دعم هذه المقاومة وهذا حق طبيعي ولا بد من دعمهم ويكون الخطاب الرسمي متقارب ان الغطرسة الاسرائيلية وتعنتها وضرب كل ما يصدر لها من تنبيهات وتحذيرات في عرض الحائط ..
هذا يجب ان يكون خطاب الدول العربية ، اسرائيل لا تنفك ان تماطل وتماطل وتظهر بمظهر الدولة المظلومة .. وتتمادى في رفض كل المواثيق الدولية … فلماذا لا تعترف الدول العظمى بان اسرائيل اصبحت دولة عالة وتستخف بكل ما يطلب منها ..
لذاك لابد من اعلام قوي متماسك وخطاب سياسي متقارب ان هذا الامر متوقع ولطالما حذرت منه الدول العربية وخاصة دول المواجهة .
خاتمة
….
اي احتلال لا بد له من الزوال ما دام ان هناك مقاومة له .والمقاومة في فلسطين مستمرة بالرغم ما يشاع من تقاربات او تطبيع او تبادل الدبلوماسية ..
