بقلم العين عبدالحكيم الهندي
نحتفل هذه الأيام بيوم السياحة العالمي الذي له وقع خاص ومميز لعدة أسباب، أهمها أنه يمزج بين الإنجازات والتحديات، والفرص الاستثمارية واستدامة القطاع السياحي.
ولا يخفى على أحد أن عام 2023 كان عام الانتهاء التام من جائحة كورونا، وبالتالي عودة دوران عجلة السياحة بأبهى صورها.
وفي الأردن، نفخر بما حققه قطاعنا السياحي خلال هذا العام، مؤكدين في الوقت عينه، أن ما أُنجز لن يكون بأي حال من الأحوال مدعاة للتراخي، بل أن النجاح الذي نتباهى به، يشكل حافزاً للمزيد من العطاء، وهذه عزيمة نستمدها من عزيمة سيد البلاد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ومن عزيمة سمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فقيادتنا الرشيدة طالما ركزت على القطاع السياحي، وطالما كانت تُوجه لمزيدٍ من العمل لتحقيق نجاحات تجعل من الأردن محط أنظار واهتمام، وإعجاب، العالم بأسره.
وتُعد السياحة مجالاً ديناميكياً ومتنوعاً يجمع بين الثقافات ويشجع على التفاهم والتبادل المعرفي والتلاقي بين الشعوب، فهي تساهم في تعزيز التفاهم الثقافي من خلال تعريف السياح بثقافات مختلفة حول العالم، وبالإضافة إلى ذلك، فإن السياحة “العالمية” تُعتبر مصدراً رئيساً للدخل الوطني في العديد من الدول من خلال دعم الاقتصادات المحلية والمساهمة في خلق فرص العمل.
ويمتاز الأردن بتاريخه العريق وموقعه الاستراتيجي وجمال طبيعته، فالأردن واحدة من الوجهات السياحية المميزة في الشرق الأوسط والعالم أجمع، حيث يمكن للزوار اكتشاف معالم بلادنا الثقافية والتاريخية المثيرة، وغير ذلك، فإن الأردن يعد أيضاً موطناً للثقافة الحديثة والضيافة الدافئة، مما يجعله وجهة مميزة ومفضلة للسياح في العالم ، ولعل من زاروا الأردن ونقلوا تجربتهم للآخرين، أكدوا بأن السياحة في الأردن تجربة فريدة من نوعها، فهناك الاستمتاع بالمعالم السياحية الرائعة، وبالمغامرات الطبيعية، فضلاً عن المأكولات اللذيذة واستكشاف التراث الثقافي الغني للبلاد.
كما يوفر الأردن توازناً فريداً بين الأصالة والحداثة، مما يجعله وجهة مثالية للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة سياحية تجمع بين الثقافة والمغامرة.
شعار يوم السياحة العالمي لعام 2023
” السياحة والاستثمار الأخضر ”
يمثل هذا الشعار توجهاً جديداً في صناعة السياحة، فهو يركز على دعم التنمية المستدامة وحماية البيئة في قطاع السياحة، والاستثمار وتقليل تأثير السياحة على البيئة، كما يركز على تمويل المشاريع والأعمال التي تعتبر صديقة للبيئة وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية.
وتشير الأرقام، التي لا تقول لغتها إلا الحقيقة، أننا حققنا في الأردن موسماً سياحياً بامتياز، فقد وصل عدد السياح القادمين الى المملكة خلال الأشهر الثمانية الماضية من العام الحالي الى 3,756,535 مليون زائر، كما بلغ الدخل السياحي في نفس الفترة 3,65 مليار دينار.
وفي ذات الإطار، فإن من العناوين المهمة جداً، أننا حققنا الهدف الذي أُدرج في الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2021-2025، وهو الوصول في هذا العام الى الأرقام التي تحققت في العام 2019 والتي تعد تاريخية بكل المقاييس، حيث سُجّل في عام 2019 عدد قياسي من الزوار بلغ 5.3 مليون زائر، كما بلغت العائدات 4.1 مليار دينار، مثلت حوالي 13 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي.
وخلال هذا العام، فقد ركزنا على دمج الشباب والشابات الراغبين بالالتحاق للعمل في القطاع السياحي والفندقي، كان هناك تشاركية حقيقية ما بين القطاعين العام والخاص لاستدامة القطاع السياحي، وتشمل هذه التشاركية العديد من الجوانب أهمها:
1. تطوير البنية التحتية
2. التسويق والترويج
3. المحافظة على البيئة
4. التدريب وتطوير المهارات
5. دمج المجتمع المحلي
6. تشجيع الاستثمار
ومن هنا ندرك أهمية تطوير القطاع السياحي لتحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولضمان استدامة هذا القطاع والمحافظة على الثروات الطبيعية والثقافية وضرورة جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
*رئيس لجنة السياحة و التراث/مجلس الاعيان