وطنا اليوم ـ تكنولوجيا
أعلنت شركة غوغل، السبت، تعليق خدمة تطبيق “بارلر” للتواصل الاجتماعي من متجر تطبيقاتها، فيما أمهلته شركة آبل 24 ساعة؛ وذلك على خلفية استخدامه من قبل أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتنسيق اقتحام الكونغرس الأميركي، الأربعاء.
وأشارت شركة غوغل إلى تداول منشورات على التطبيق تُحرّض على العنف، وطالبت بإشراف “قوي” على المحتوى من تطبيق المراسلة، قبل إعادة تفعيله، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وأمهلت شركة آبل، الجمعة، مزود الخدمة 24 ساعة، لحذف المحتوى المرفوض، وتقديم خطة مفصلة بشأن توخي الاعتدال، مشيرة إلى استخدام مشاركين في تطبيق الاتصال الصوتي، لتنسيق اقتحام مقر الكونغرس.
وتعني الإجراءات التي اتخذتها الشركتان، أن التطبيق الذي يُنظر إليه على أنه “ملاذ” للمطرودين من منصة التدوينات القصيرة تويتر، ربما يصبح غير متاح للتنزيلات الجديدة على متجري تطبيقات الهاتف المحمول الرئيسيين في العالم في غضون يوم واحد؛ ولكنه سيظل متاحاً في متصفحات الجوال.
ولجأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ذوي الميول اليمينية في الولايات المتحدة، إلى تطبيقات مراسلة على غرار “بالر”، و”تيليغرام”، و”غاب”، مبررين ذلك بما وصفوه أنه نهج مراقبة أكثر صرامة للتعليقات السياسية، على منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، مثل توتير وفيسبوك.
وفي قرار تعليق خدمة “بارلر”، استندت غوغل، التي تعمل برمجياتها على هواتف “أندرويد”، بسياستها ضد التطبيقات التي تروج للعنف، وقدمت أمثلة حديثة من “بارلر”، تشمل منشوراً الجمعة بعنوان “كيف نستعيد بلدنا؟”، وآخر يروج لـ”مسيرة مليشيا المليون” في واشنطن.
وقالت غوغل في بيان: “لكي نوزع تطبيقاً عبر غوغل بلاي، فإننا نطلب من التطبيقات تنفيذ إشراف قوي للمحتوى الخطر”.
وأضافت: “في ضوء هذا التهديد المستمر والعاجل للسلامة العامة، فإننا نعلق إدراج التطبيق على متجر بلاي حتى يعالج هذه القضايا”.
وفي رسالة موجهة إلى “بارلر”، أشار فريق مراجعة متجر التطبيقات التابع لشركة آبل إلى مشاركات من “حشود غاضبة”، اقتحمت مبنى الكابيتول الأربعاء.
وقالت شركة آبل في الرسالة: “المحتوى الذي يهدد رفاهية الآخرين، أو الذي يهدف إلى التحريض على العنف أو غير ذلك من الأعمال الخارجة عن القانون، ليس مقبولاً بأي حال في متجر التطبيقات”.
ومنحت شركة آبل التطبيق 24 ساعة “لحذف كل المحتوى المرفوض (..) بالإضافة إلى أي محتوى يشير إلى إلحاق الضرر بالأشخاص، أو الهجمات على المنشآت الحكومية الآن، أو في أي تاريخ مستقبلي”، كما طالبت أيضاً بخطة مكتوبة “لتعديل هذا المحتوى وتصفيته” من التطبيق.
في المقابل، قال جون ماتسي، الرئيس التنفيذي لشركة “بارلر”، في بيان الجمعة، إن شركة آبل تطبق على شركة “بارلر” معايير لا تطبقها على نفسها.
وأضاف: “من الواضح أنهم يعتقدون أن بارلر مسؤولة عن كل المحتوى الذي ينشئه المستخدمون على بارلر”، وتابع: “لذلك وفقاً للمنطق نفسه، يجب أن تكون آبل مسؤولة عن جميع الإجراءات التي تتخذ بواسطة هواتفهم. كل سيارة مفخخة، وكل محادثة هاتفية غير قانونية، وكل جريمة غير قانونية تُرتكب على آيفون، يجب أن تكون آبل مسؤولة أيضاً”.
أسس ماتسي، الذي يصف نفسه بأنه ليبرالي، “بارلر” في عام 2018 كبديل “تحركه حرية التعبير” للمنصات الرئيسية؛ لكنه بدأ في جذب المستخدمين ذوي الميولات اليمينية، مع انتقال مؤيدين بارزين لترمب إلى منصته.
وجذبت مواقع مثل “بارلر” مشرعين جمهوريين، وكذلك أفراداً من حملة ترمب التي استخدمت التطبيق، لنشر بعض تصريحاتها الأخيرة.
ومن بين الذين انضموا إلى التطبيق، المذيعة والناشطة السياسية المحافِظة كانديس أوينز، ومحامي ترمب رودي جولياني، والناشطة اليمينية لورا لومر، التي كبلت نفسها في باب مكتب تويتر في نيويورك في نوفمبر 2018، احتجاجاً على حظر الموقع لحسابها.
وشهد تطبيق “بارلر” الذي أسس في العام 2018، أكثر من 3.3 مليون عملية تنزيل من متجري “آبل” و”غوغل” منذ 3 نوفمبر، ليصبح هذا العدد 7.3 مليون على مستوى العالم، وفقاً لمتتبع حركة الأسواق “سنسر تاور”.